سئل مساعد أول وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة عما إذا كان سيسمح لعناصر جماعة الإخوان المسلمين بالالتحاق بكلية الشرطة، فأجاب: كيف أمنعهم ورئيس الجمهورية إخوانىّ؟
ومن ثم سيلتحق عناصر جماعة الإخوان المسلمين بكافة مؤسسات الدولة السيادية مثل الكلية الحربية، الشرطة، القضاء، المخابرات العامة، الأمن الوطنى...
السؤال هنا: ماذا لو حدث تعارض مع ولاء كوادر الجماعة مع ولائهم للمؤسسات السيادية التى سيعملون بها؟
بالقطع ودون أدنى شك سوف ينحازون للجماعة باعتبار أن الولاء للجماعة مبنى على السمع والطاعة، وهنا تكمن الخطورة لأن نتيجة لذلك سيحدث انقسام داخل تلك المؤسسات.. وتأكيدا لذلك ما صرح به ناطق عسكرى مؤخرا بأنه لن يسمح للمؤسسة العسكرية بممارسة العمل السياسى والحزبى.
أليس نفى النفى إثبات؟ أو أليس هذا يعد مؤشرا على التخوف مما سيحدث مستقبلا فى تلك المؤسسات؟
علينا ألا ننسى أن للتاريخ دروسا وعبرا، وعلينا أن ننظر إلى الماضى ونتعلم منه حتى نتجنب هفوات وأخطاء المستقبل.. التاريخ يحدثنا عما حدث فى الكثير من البلدان المجاورة من انقلابات الأحزاب العقائدية.
على سبيل المثال: حزب البعث الذى كان فى بداية نشأته تنظيما سريا، واستمر فى ممارسة العمل السياسى بشكل سرى، إلا أنه انقلب على الشرعية فى كل من سوريا والعراق واستولى على السلطة.
كما أن هناك سؤالا يفرض نفسه.. ماذا لو أن الإخوان حكموا لمدة خمس سنوات أو عشر سنوات.. أليس من الممكن أن يحركوا كوادرهم داخل تلك المؤسسات السيادية ضد الشرعية التى ستتولى الحكم؟
أليس من الأجدر بجماعة الإخوان المسلمين إذا كانت فعلا حسنة النية وتغلب مصلحة مصر على مصلحة الجماعة بأن تحل نفسها وتكتفى بحزبها السياسى (الحرية والعدالة)؟ لأن ممارسة العمل السياسى الحزبى مختلف تماما عن ممارسة العمل داخل الجماعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى