تعرضت حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، ومازالت، إلى تدمير واسع خلفه القتال المستمر بين قوات الأمن الحكومية والجيش السوري الحر، طال أسواقها القديمة الشهيرة، والمئات من محلاتها التجارية العريقة، ما أحال المدينة من عاصمة اقتصادية للبلاد إلى مدينة تشكو الفقر والإفلاس.
ولم تعد المدينة سوى أطلال مبان مكدسة تذروها رياح الحرب، إذ اختفت مظاهر الحركة والنشاط في شوارعها، وتكاد تكون قد خلت من ساكنيها بفعل القتال المحتدم على الأرض، والقصف المتواصل عليها من الطائرات الحربية الحكومية من الجو.
وأمام هذه الحالة، أصبح توفير القوت اليومي الشغل الشاغل للعائلات الحلبية، وهو أقصى ما يتطلع إليه من تبقى من سكان المدينة، بعد أن هجرها المئات، وقتل وجرح من أهلها العشرات، وباتت أشبه بمدينة أشباح لا حياة فيها.
وتحكي جدران المدينة قصة المعارك المحتدمة بين الجيشين النظامي والحر، على مدار أشهر عدة، إذ تركت بصماتها الواضحة في كل زاوية من أنحاء المدينة الاستراتيجية، التي يدعي كل طرف من طرفي القتال نجاحه في السيطرة عليها.
وإن كان واقع الحال في المدينة لا يشير إلى منتصر أو مهزوم، فإن الخاسر الوحيد حتى الآن هم أهل حلب، الذين يعانون نقصا حادا في الغذاء، وارتفاع فاحش في الأسعار، وظروف معيشية بائسة، دفعت بمنظمات الإغاثة الدولية إلى دق ناقوس الخطر، محذرة من عجزها عن توصيل الإمدادات للمحتاجين، بسبب قسوة الأوضاع الميدانية، واشتداد حدة القتال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى