تناولت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية التطورات الأخيرة فى مصر، وردود الفعل الأمريكية عليها، وقالت فى تقريرين منفصلين عن هذا الشأن، إن الرئيس محمد مرسى وبرغم الاحتجاجات ضد الإعلان الدستورى الذى أصدره من قبل الليبراليين والقضاة على مدار الأيام الأخيرة، يبدو واثقا من أن الأرقام فى صفه، وأشارت الصحيفة إلى أنه برغم دعوات معارضى مرسى للولايات المتحدة لاتخاذ موقف، إلا أن إدارة الرئيس باراك أوباما، ربما تعطى لمرسى بعض المساحة للمناورة.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم، إن رغم محاولات الرئاسة لتهدئة غضب الشباب المحتجين على قرارات مرسى، إلا أن هذه الاحتجاجات سواء فى الشوارع، أو من جانب القضاء لا تبدو كافية لإفقاد الرئيس الزخم، حسبما يقول مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية.
ويعتقد السيد، أن حقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين تخطط لمظاهرة ضخمة يوم الثلاثاء، يشير إلى أنهم يرفضون قبول التنازل، وهم يخططون لإرسال رسالة بأنهم يحظون بتأييد أكبر من العلمانيين، وأنهم لم يغيروا موقفهم.
وأضاف السيد، أن بيان الرئاسة أمس يشير إلى أنه بدلا من التنازل، فإن إدارة مرسى تريد إقناع الناس بقبول سلطاته الاستثنائية، لأنها لن تستمر إلا لأشهر قليلة، لكن هذه السلطات يمكنها أن تفعل الكثير فى غضون شهرين.
أما عن رد الفعل فى الولايات المتحدة على قرارات مرسى، فتقول الصحيفة إن تلك القرارات قد وضعت الإدارة الأمريكية فى مأزق، فمرسى الذى تعامل الغرب من جماعته الإسلامية بريبة، لم يكن أبدا الخيار الأول لواشنطن، لكى يقود مصر بعد الربيع العربى، إلا أن أوباما اختار بوضوح أن يحدد الشعب المصرى مساره، معتقدا أن التدخل سيؤدى فقط إلى تقويض هدف تأسيس مصر ديمقراطية بشكل صحيح، والآن يبدو أن هذا الاختيار يمكن أن ينفجر فى وجه أوباما، فما قام به مرسى بعد يوم واحد من التوصل على التهدئة فى غزة، قد يجعله ديكتاتورا مثلما كان سلفه مبارك.
ويبدو أن التأثير بالنسبة للولايات المتحدة والغرب واضحا، السلام مع إسرائيل، ولكن على حساب الديمقراطية المصرية.
ونقلت الصحيفة رأى الكاتبة بصحيفة واشنطن بوست "جينفر روبين" التى قالت فيه، إن الربيع العربى فى مصر يبدو أشبه تماما بديكتاتورية حسنى مبارك، لكن ينقصه العلمانية والعلاقات الجيدة مع إسرائيل والشراكة المعتمد عليها مع الغرب، بمعنى آخر ربما تصبح مصر الآن دولة قمعية مثلما كانت فى عهد مبارك إلى جانب أنها محكومة من قبل إسلاميين.
كما نقلت الصحيفة تصريحات السيناتور الجمهورى "جون ماكيين" الذى أكد على ضرورة أن تعلن الولايات المتحدة أن ما حدث غير مقبول، وقوله "هذا ليس ما يتوقعه دافعو الضرائب، وستكون الأموال الأمريكية مرتبطة بشكل مباشر بالتقدم الذى يتم إحرازه فى الديمقراطية، التى وعد بها مرسى عندما تم انتخابه ديمقراطياً".
من جانبه، يرى "مايكل أوهانلون" المحلل الأمنى بمعهد "بروكنجز" فى واشنطن، أن على أمريكا أن تقوم بما كانت تفعله بنجاح قل أو كثر على مدار العامين الماضيين، وهو التكلم بهدوء والحفاظ على المرونة وأيضا الحفاظ على حد أدنى معين من الخطوط الحمراء، وأن تفهم خلاف ذلك، وأن الأمور ستكون متفاوتة، وربما تصبح قبيحة فى بعض الأحيان، ويمضى "أوهانلون" فى القول بأنه لا يعرف ما إذا كان مرسى قد أخطأ فى هذه الخطوة، لكن الاختبار سيكون فيما إذا كان سيتخلى عن تلك السلطات الاستثنائية كما وعد أم لا.
وتشير "ساينس مونيتور" إلى أن أنصار هذا المعسكر يعتقدون أن مصر تمثل فرصة ثمينة، فهى فرصة لصوت عربى طالما تم قمعه من الطغاة المدعومين من العرب، لكى يجد أخيرا مكانا مسئولا فى الحوار العالمى.
صحيفة أمريكية:"مرسى" واثق من حجم التأييد له.. و إدارة أوباما مرتبكة أمامه
قسم الأخبار
Mon, 26 Nov 2012 09:50:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى