إدارة القناة تجري اتصالات مع تركيا وفرنسا للحصول على الوثائق والمخطوطات الخاصة بالقناة لضمها لمقتنيات المتحف، بحسب ما ذكره رئيس هيئة القناة لـ"الأناضول"
ولاء وحيد
الإسماعيلية(مصر) – الأناضول
أعلنت إدارة قناة السويس صباح اليوم السبت بدء إجراءات إقامة متحف عالمي لمقتنيات المرفق الملاحي الدولي للقناة منذ بدء أعمال الحفر بها عام 1859.
ومن المقرر أن يقام المتحف بالمبنى الأثري لإدارة شركة القناة القديم والذي أقيم أواسط القرن التاسع عشر الميلادي على طراز معماري فريد جمع بين الآثار الإسلامية في العهد العثماني والتراث الفرنسي.
وقال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس في تصريحات لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء إن "المتحف سيقام في مدينة الإسماعيلية، مقر إدارة مرفق قناة السويس العالمي في مصر بالتعاون مع عدد من منظمات العمل المدني الفرنسية المهتمة بالحفاظ على التراث" .
وأوضح "مميش" أن قناة السويس "بدأت اتخاذ إجراءات قانونية عاجلة لإخلاء المبنى وملحقاته من الشاغرين فيه لبدء أعمال الترميم وإعادة المبنى لتصميمه السابق منذ بنائه في عام 1862"
وأضاف أن إدارة القناة "شكلت لجنة مختصة لتولي مهام إخلاء المبنى وإجراء اتصالات مع الجانبين التركي والفرنسي للحصول على الوثائق والمخطوطات الخاصة بقناة السويس لضمها لمقتنيات المتحف".
ولفت رئيس هيئة قناة السويس إلى أن "وفداً رفيع المستوى من جمعية أصدقاء قناة السويس وفرديناند دي لسبس بدأ التباحث مع الحكومة المصرية ومع إدارة قناة السويس للمساهمة في إقامة المتحف والمقرر أن يضم مخطوطات ووثائق ترجع لفترة الخلافة العثمانية على مصر ومعدات حفر القناة ومقتنيات العامل المصري في عملية الحفر للقناة والتي استمرت نحو 10 أعوام حتى عام 1869 وعرض تاريخ الجانب الفرنسي والعثماني والإنجليزي في هذه الحقبة من تاريخ مصر".
وتابع أن "اللجنة المشكلة من قناة السويس بدأت بالفعل مباحثتها مع المختصين من الجانب الفرنسي" موضحا أن "قناة السويس ستقدم الدعم لإتمام هذا العمل العظيم لأنه سيحول الإسماعيلية، وباقي مدن القناة إلى منطقة جذب سياحي ما سيؤدى إلى إحداث رواج سياحي واقتصادي وخلق فرص عمل جديدة بالمنطقة"
وأقيم مبنى قناة السويس المقرر أن يقوم داخله المتحف منذ نحو 150 عاما (عمر مدينة الإسماعيلية) وأدار المهندس الفرنسي فريدناند ديليسبس أعمال الحفر لأهم ممر عالمي بالعالم وشهد المبنى ميلاد إدارة حركة الملاحة الدولية بقناة السويس التي حققت حلم التجارة العالمية في ربط الشرق بالغرب .
وكان الخديوي اسماعيل، والي مصر وقت أن كانت ولاية عثمانية آنذاك، طالب في نهاية القرن الـ19 بتشييد المبنى على طراز معماري فريد جمع في أصوله ما بين العمارة الإسلامية في العهد العثماني والفرنسية إلا الشكل الخارجي فقط.
وأشرف على إقامة هذا البناء نحو ثلاثة وعشرين معماريا من دول العالم تم الاستعانة بهم ليتم تخطيط مدينة الاسماعيلية باشتراطات معمارية فريدة لتصبح باريس الصغرى.
وكانت مجموعات شبابية في منطقة قناة السويس دعت قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 المصرية إلى إخلاء المبنى من شاغليه من أمانة حزب الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وتسليمه لهيئة الآثار بعد أن امتدت يد التخريب والتشويه إلى معالم المبنى الأثري الذي كان مقرا لإدارة قناة السويس لأكثر من 96 عاما و يعد أقدم اثر للعمارة الإسلامية بمدينة الإسماعيلية.
وفي عام 2003 صدر قرار الحكومي بإخلاء المبنى من شاغليه و ضمه بملحقاته إلى الآثار الإسلامية لترميمه والحفاظ علي تراثه المعماري الفريد ليكون متحفا يحكي قصة حفر أهم ممر ملاحي استراتيجي عالمي غير وجه التجارة العالمية بين الشرق والغرب في التاريخ، إلا أن أمانة الحزب الوطني تجاهلت تنفيذ القرار و تسليم المبنى الذي تحتل أكثر من 70% من بناياته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى