اتفق عدد من الخبراء السياسيين المصريين على أن نجاح القاهرة في إبرام اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن الهدنة يؤشر إلى استعادة مصر لدورها الإقليمي سريعًا تحت قيادة الرئيس محمد مرسي بعد أن نجح في اجتياز اختبار العدوان الإسرائيلي على غزة ، وسبب لإسرائيل هزيمة على المستويين السياسي والدبلوماسي.
وفي تصريحات صحفية، قال مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إن "هذا الاتفاق يعكس دورًا فاعلاً وقويًا لمصر ما بعد الثورة" كما يؤشر على أن "دورها اختلف على الساحة الإقليمية خاصة في مسار القضية الفلسطينية الإسرائيلية" وأصبح أكثر انحيازًا ودعمًا للجانب الفلسطيني خلافًا لما كان عليه الحال قبل الثورة.
وأشار السيد إلى أن مصر تعاملت بصورة مفتوحة مع الدول الإقليمية مثل تركيا وتعاونت معها بقوة، كذلك مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها.
واعتبر أن الإنجاز الحقيقي يتمثل في أن مصر نجحت في "الإيقاف المبكر للعدوان الإسرائيلي" حيث لم يدم سوى 8 أيام في حين دام عدوان 2008 - 2009 على غزة 18 يومًا كما نجحت في منع الاجتياح البري لإسرائيل وفي إنجاز اتفاق تهدئة مشرف سبب "هزيمة سياسية ودبلوماسية لإسرائيل".
وبحسب السيد، فإن كل ذلك يعزز بقوة دور مصر الإقليمي فإسرائيل لم تجد دولة تقف بجانبها بينما ذهبت الدول العربية إلى غزة بعد فتح مصر لمعبر رفح، كما أن نجاح هذه الهدنة مستقبلاً سيثبت أن مصر رجعت قائدًا لتلك المنطقة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن هناك خطوات أخرى على مصر اتخاذها وهي "إقناع إسرائيل بالالتزام بالهدنة وتنفيذ بنود الهدنة من فتح المعابر مع قطاع غزة ووقف الاغتيالات".
وأضاف أن الإدارة الأمريكية لعبت دورًا مهمًا في دعم مصر، فإذا كانت أعلنت عن دعمها المباشر لإسرائيل، إلا أنها لعبت من وراء الستار دورًا آخر تمثل في الضغط على إسرائيل لعدم القيام بالعملية البرية، وهو ما ساعد جهود مصر لوقف العدوان.
واعتبر الخبير السياسي أن جهود مصر لوقف العدوان ساهمت في تبني الولايات المتحدة لموقف قوى داعم لمنح مصر قرضًا حيويًا بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وهو ما تحقق بالفعل قبل يومين فقط.
متفقًا معه، قال للأناضول حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن "مصر تستعيد دورها الإقليمي بسرعة فقد كانت أحداث غزة اختبارًا إسرائيليًا لمصر إلا أنها نجحت في اجتيازه بنجاح".
من جانبه، قال نجاد البرعي، الناشط الحقوقي، إن "موافقة إسرائيل على فتح المعابر سيعد انتصارًا كبيرًا حققته لمصر لا يقل عن انتصار حزب الله على العدوان الإسرائيلي في 2006 وربما أكثر"، مشيرًا إلى أن "الإدارة المصرية تسير في اتجاه سليم نحو سياستها الخارجية".
وذهب عدد من التعليقات الإسرائيلية في اتجاه المحللين المصريين فتحت عنوان "هكذا طورنا مرسي": كتب رؤوبين بدهتسور في صحيفة "هآرتس" قائلا: "يصعب التصديق أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين خططا لتحسين مكانة رئيس مصر حينما استقر رأيهما على الخروج من العملية (إنهاء العدوان)، لكن هذا بالضبط ما حدث، وأصبحت إسرائيل متعلقة بالإرادة الخيّرة لمرسي الذي بقي الأمل الوحيد لإحراز اتفاق وقف إطلاق نار".
وفي الصحيفة نفسها كتب تسفي برئيل تحت عنوان "لماذا دُهش بيريز؟" يقول إن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز "فوجئ بموقف الرئيس المصري من الأزمة في غزة، بعدما كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد شهّرت بالرئيس مرسي تشهيرا شديدا".
ويضيف أن "بيريز قال في لقاء مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير إنه لم يكن يتوقع أن يحاول مرسي أداء دور في تخفيف التوتر، وتابع أن مرسي "فاجأ الإسرائيليين بجهوده لتخفيف التوتر وأصبح الآن زميلا، فهو صديقنا القريب الذي يُذكرنا فجأة بمصر التي تعودنا عليها في عهد حسني مبارك، ولم يعد الكارثة التي وقعت على الشرق الأوسط وإسرائيل، ولم يعد يرمز إلى الشتاء الإسلامي أو إلى الدكتاتورية المخيفة".
خبراء: مصر اجتازت "الاختبار الإسرائيلي" واستعادت دورها
قسم الأخبار
Thu, 22 Nov 2012 06:57:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى