نقولها لكل من يحاول أن يستغفلنا، ويقنعنا بأشياء آن لنا أن نتخلص منها أو نغيرها.. يقولون لك: «النائب العام فوق المساءلة»! قل: «قديمة!»؛ لم يعد فى عصرنا هذا إنسان واحد فوق المساءلة، أياً كان الموقع الذى يشغله.
يقولون لك: «لا تأكل الأسماك فى شهور الصيف»! قل: «قديمة!»، فقد كان هذا القول صحيحاً قبل اختراع الثلاجة!
يقولون لك: «لا تمر أسفل سلم النقاش.. أى من بين جانبيه، فإن هذا يجلب النحس، شأنه شأن القطة السوداء والمقص المفتوح»! قل بمنتهى الثقة وبأعلى صوتك: «قديمة!»؛ فى عصر العلم الذى نعيشه أصبح من العار أن تؤمن بالحظ الحسن أو نقيضه الحظ السيئ.. عار عليك أن تصدق المنجمين الذين يخبرونك بحظك، ويحذرونك من حدث يقع بعد نقطتين مرة ثالثة!! قل: «قديمة!»، وأَعرِض عمن يروج لهذا العبث الذى يصادر الطموح، ويبتلع الأمل.
لا تصدق من يقول: إن الديمقراطية مغامرة تُقدم عليها الشعوب، فينجح بعضها، ويتعثر الذين يقول لهم كبيرهم: اتركوا الديمقراطية، فالشعب غير جاهز لها! قديمة.. وعقيمة فى آن واحد! أكذوبة يمكن تجاهلها والتحول بأقصى سرعة إلى ممارسة الديمقراطية، أو هى حقيقة تفرض علينا العمل فوراً على إرساء قيمها والشروع فى ممارستها، حتى نلحق بالركب العالمى، و«نتشعبط» فى قائمة الدول المحترمة.. لا تصدق من يزعم أن الحريات تضر بالهوية، وتلطخ شرف الأمة! قل: «قديمة!»، والقول بذلك -بكل المقاييس- جريمة. أزعم أن إطلاق الحريات هو الضمانة الحقيقية لترسيخ القيم واستقرار المبادئ والأخلاق.. يحدث هذا بنفس المنهج الذى يكتسب فيه الجسم المناعة تجاه مرض معين عندما يحقن بالمصل أو الطُّعم المحفز لأجسام المناعة فينشطها.
إطلاق الحريات وحقنها فى جسد المجتمع هو أفضل سبيل لتحفيز القيم التى تحمى الأمة، وتتصدى لكل الملوثات المهاجمة.
يقولون: لابد من تعليم اللغات الأجنبية فى مراحل التعليم المبكرة، حتى وإن أدى ذلك إلى تراجع العربية! قل: قديمة.. ولئيمة، وهى أفضل وأسرع وصفة للاستمرار فى موقعنا المتخلف من خريطة الإبداع والاختراع؛ لن ينجح من يفكر بلغة ويتعلم بغيرها؛ اللغة وعاء الفكر، بها نتخاطب ونتواصل ونصف ما نتوصل إليه من ابتكارات.
يقولون: لا يجوز أن يتولى وزارة الدفاع إلا عسكرى! قل: «قديمة!»، واستشهد بما شئت من تجارب العالم التى تقر إمكانية تولى مدنىّ حكم العسكر، بل ومدنية!! كما شاهدنا الوزيرة الإسبانية التى حملت طفلاً فى بطنها، ومسؤولية الدفاع فوق رأسها.
يلجأون للأسوار، والحواجز، والمطبات الصناعية، وشرطة المخدرات، وشرطة الآداب، وشرطة المرور... قل: «قديمة!»؛ بناء الإنسان وتجديد ثقافته يوفر علينا كل هذا العناء.
قديمة هى بحق حضارتنا! ومِن قِدَمها تستمد مذاقها كـ«الجبنة الرومى»!
محمد الصاوي يكتب : قديمة
قسم الأخبار
Wed, 07 Nov 2012 21:39:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى