يشترك فيها المؤيدون والمعارضون في استخدام الأغاني والجرافيتي والمنشورات وارتياد أماكن التجمعات والبرامج والإعلانات في وسائل الإعلام
إيمان عبد المنعم
القاهرة - الأناضول
مع تقارب النسبة بين المصوتين بـ"نعم" و"لا" في الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور المصري الجديد، بحسب النتائج غير الرسمية للمرحلة الأولى، يتسابق الطرفان المؤيد والمعارض بشكل محموم في تكثيف دعايته وسط الجماهير لإقناعهم برأيه، في محاولة لاستمالة كفة الميزان في الجولة الثانية لصالحه.
وانتهت المرحلة الأولى للاستفتاء السبت الماضي، والتي جرت في 10 محافظات بتصويت 56.5% بالموافقة على مشروع الدستور مقابل تصويت 43.5% برفض المشروع، وفق إحصائية لمراسلي الأناضول في لجان الفرز بهذه المحافظات.
وقد شجعت هذه النتيجة التي لم تحسم الأمر بشكل نهائي كلا الطرفين لبذل أقصى جهد في الدعاية للمرحلة المقبلة، حيث يأمل مؤيدو الدستور في تدعيم "نعم" بمزيد من الأصوات التي ترفع الفارق وتمنح الدستور مزيداً من الشرعية حال تمريره بأغلبية كبيرة، فيما يسعى المعارضون لاستدراك ما فاتهم في المرحلة الأولى وتحقيق الانتصار لـ"لا" في المرحلة الثانية أو على الأقل تقليل الفارق بينهما إلى أدنى مستوى ما يسمح بالطعن بأن الدستور "لا يحقق توافقًا مجتمعيًا، ولا يمكن تمريره بأغلبية ضئيلة".
وبدأت معركة الدعاية للمرحلة الثانية والأخيرة من الاستفتاء المقررة السبت المقبل بشكل أكثر سخونة وشراسة وطرافة في بعض الأحيان، وباستخدام كافة وسائل الدعاية التقليدية وغير التقليدية مثل البرامج والإعلانات في وسائل الإعلام وإقامة الندوات وتوزيع المنشورات والملصقات والرسوم الجدارية "جرافيتي" وإنتاج الأغاني، وارتياد أماكن التجمعات الكثيفة مثل المقاهي ووسائل المواصلات، إضافة إلى لصق عبارات على السيارات.
ونظرًا لعدم تحديد اللجنة العليا للاستفتاء فترة للصمت الدعائي فإن كلاً من الفريقين يستخدم الدعاية حتى بداية عملية الفرز.
إعلانات الجرائد والقنوات التلفزيونية أحد الأدوات المهمة للدعاية، إلا أن أهميتها خلال مرحلة الاستفتاء ليست على مستوى واحد بالنسبة للطرفين، نظرًا لأن قيادات التيار الرافض للدستور يسيطرون على العدد الأكبر من الفضائيات والصحف الخاصة.
والفريقان قررا التركيز على الشارع الذي مازال متمسكًا بدوره في صياغة مستقبله عبر المشاركة الملحوظة في الاستفتاء مقارنة بما كان الوضع عليه في عهد نظام الرئيس السابق حسني مبارك.
فجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذي أسسته العام الماضي يستخدمان الأساليب والأدوات نفسها التي استخدمها حسن البنا مؤسس الجماعة عام 1928م لنشر دعوته، ومنها الذهاب إلى الناس في المقاهي والنوادي والجامعات ومناطق التجمعات الثقافية.
محمود خليل، مسئول باللجنة الإعلامية بحزب الحرية والعدالة، قال "بمجرد انتهاء عملية الفرز بالمرحلة الأولى انطلقنا في حملة دعائية واسعة بالمحافظات لحث الناس على المشاركة بالمرحلة الثانية؛ حيث قمنا بطباعة نسخ من الدستور وتوزيعها على الجمهور مجانًا، وذلك حتى يميز المواطنون بين النسخة الحقيقية والنسخ المزورة التي يقوم بتوزيعها الطرف الرافض للدستور".
وأضاف في تصريح خاص لمراسلة الأناضول أن خطة الدعاية "تتضمن أيضًا تنظيم قوافل لكافة المناطق المشاركة في المرحلة الثانية لشرح مواد الدستور والكشف عن الجديد به والمواد الخلافية على يد متخصصين، وكذلك عقد لقاءات تعريفية بالدستور بالمقاهي والنوادي بجانب المسيرات".
"كما بدأ شباب الجماعة في استخدام الشاشات في الشوارع وأمام محطات المترو لتعريف الناس عن طريق الصوت والصورة كيف أعد الدستور، وما هو مضمونه الحقيقي، ورد الشبهات، وكذلك عرض مناظرات بين عدد من المتخصصين من خلال الشاشات الموجودة في الشارع"، وفق المصدر ذاته.
ومن الشعارات التي يستخدمها التيار الإسلامي عبر دعايته المكثفة في الشوارع "اعرف دستورك وعلِّم صح"، "دستورك تم صياغته أمام الجميع"، "دستور يحافظ على الأمن والأمان"، "بالدستور العجلة تدور".
ويبدو أن جماعة الإخوان المسلمين دفعت بكل الوسائل للتعريف بالدستور حيث مازال خليل يسرد المزيد من الوسائل ومنها الأغاني، قائلاً "أنتجنا مجموعة من الأغاني الخاصة بالتعريف بالدستور تتناسب والعديد من المواطنين، وذلك من خلال استخدام الـmps في الميكروباصات والتوك توك (وسيلة مواصلات صغيرة الحجم تكفي لشخصين)".
وحزب النور الذي أسسته جماعة "الدعوة السلفية" العام الماضي ركز دعايته في تكثيف توزيع منشورات وملصقات في الشوارع تدعو الجماهير للتصويت بنعم "لأن الدستور يحافظ على الهوية الإسلامية "، بجانب تركيز القنوات المحسوبة عليه بدعوة الناس للتصويت الإيجابي والتعريف بمواد الدستور.
كما تم استخدام خلفيات التوك توك للدعاية أيضًا وهذا أسلوب مشترك من الطرفين مثله مثل الأغاني؛ حيث أنتجت حركة شباب 6 أبريل الرافضة لمشروع الدستور أغنية "لا للدستور"، إلى جانب قيامها بحملة توعية بعنوان "دستوركم لا يمثلنا"، وعمل مسيرات في الأحياء، إضافة إلى استخدام الرسوم الجدارية "الجرافيتي" الداعية للتصويت بـ"لا"، بحسب ما قاله القيادي بالحركة، محمد عادل، لـ"الأناضول".
"جبهة الإنقاذ الوطني" المعارضة التي تضم أحزابًا وحركات ليبرالية ويسارية ومستقلين ويقودها محمد البرادعي رئيس حزب الدستور قررت استخدام أسلوب الدعاية المجانية؛ حيث أطلقت دعوة للتظاهر غدًا الثلاثاء لرفض الدستور، وذلك في محاولة لكسب قاعدة شعبية أوسع.
ونظرًا لأن مؤشرات المرحلة الأولى صبت في صالح "نعم" للدستور فإن الفريق المعارض استخدم أسلوبًا إضافيًا وهو التشكيك في النتائج بدعوى أن المرحلة الأولى شابها العديد من التجاوزات التي تمس جوهر العملية الانتخابية.
وقال حسين عبد الغني، المتحدث باسم الجبهة، لمراسلة "الأناضول" في تصريح سابق إن الجبهة تشارك دعوى عدد من منظمات المجتمع المدني بإعادة الجولة الأولى من الاستفتاء.
كما لجأ تحالف "التيار الشعبي" المعارض لأسلوب جديد في الدعاية، وبحسب مراسلة "الأناضول" فإن شبابًا من التيار قاموا في عربات مترو الأنفاق بدعوة الركاب للتصويت بـ "لا"، كما قاموا بلصق الآلاف من البوسترات في محطات المترو المختلفة، تحمل العديد من الشعارات ومنها "دستوركم لا يمثلنا"، "ارفضوا دستور تقسيم مصر"، "الدستور الجديد ميحميش (لا يحمي) من الحاكم وبيسمح بتزوير الانتخابات".
الفريقان اشتركا في شكل آخر من الدعاية وهو الـ "تي شيرت" المطبوع عليها "نعم للدستور"، وأخرى "الدستور لا يمثلني"، وكذلك استخدام خلفيات السيارات للصق البوسترات (الملصقات) الدعائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى