الجنة والنار وبينهما أنثى

وليد بدران
أنا شابة متزوجة عمري 27 عاما والآخت الصغرى لشقيقين عانيت معهما مرارة طلاق الوالدين والاحساس بآنك شخص غير مرغوب فيه من قبل الآب والأم معا..
ورغم ذلك حاولنا التعايش مع زوج أمي قدر المستطاع والحقيقة أننا نجحنا في ذلك إلى حد كبير ولكن كان حلمنا دائما هو الفرار من هذه الأجواء..
وبعد تخرجي من كلية الآداب التحقت بأحد مراكز تعليم مهارات الكمبيوتر والانترنت وهناك تعرفت بماهر الذي تعلق بي وأحبني " لخفة دمي وجمالي" كما يقول..
والحقيقة أنه لم يلفت نظري مطلقا ولكن ظروفه المناسبة للزواج جعلتني أعتبره القشة التي تنقذني من الغرق في مستنقع الحياة مع أمي أو آبي..
نعم أنا لم آحب ماهر قط ولكنني تزوجته رغم الكثير من تحفظاتي عليه.. فقد استشعرت بخله قبل زواجنا وفسرت ذلك بأنه " حريص" .. كنت دائما أحاول أن أجد مبررا لتصرفاته تجعلني " أعصر عليه ليمونة" وأتقبله..
وبعد زواجنا بفترة قصيرة أتيحت لماهر فرصة عمل في دولة خليجية فانتهزها على الفور وسافر.. الغريب أنني تنفست الصعداء وشعرت بأن حجرا ثقيلا جاثما على صدري قد زال..
ولكن بعد سفره بفترة بدأت أفتقده ويلح علي احتياجي للحب والحنان والعلاقة الحميمة فطلبت منه ان يعود في أجازة قصيرة ولم يكد يمر يوم على عودته حتى شعرت برغبة عارمة في سفره بسرعة وعودته من حيث آتى.. ففي الواقع لايوجد تفاهم بيننا في أشياء كثيرة وذلك فضلا عن بخله ..
أشعر بارتباك شديد فتارة أشعر أن جنتي في بعده وأخرى في قربه .. وتارة أشعر أن ناري في بعده وأخرى في قربه.. حتى بات المثل " لا باحبك ولا بأقدر على بعدك" منطبقا علي تمام الانطباق.. لا آدري ماذا آفعل؟
عزيزتي.. لو إستمر هذا البعاد فالفراق فالطلاق "هو الآرجح" فالبعيد عن العين بعيد عن القلب والبعد يخلق الجفاء بل لا يعد الطلاق أكثر من توثيق لحالة قائمة فعلا.. ولكن في القرب يكون الفراق "محتملا " ..فالخلافات والاختلافات على مائدة البحث والنجاح في حلها يعني نجاح الزواج واستمراره ..والفشل يعني وضع النقاط على الحروف وليذهب كل طرف في طريقه.. فاذهبي عزيزتي إلى زوجك أو إقنعيه بالعودة وحاولي بكل اخلاص حل المشاكل العالقة بينكما فان فشلت سيكون ضميرك مستريحا أنك بذلت كل طاقتك من أجل انجاح الزواج.. وفقك الله الى ما فيه الخير..

مواضيع مشابهة