آخر المواضيع

آخر الأخبار

28‏/01‏/2013

وائل قنديل يكتب : من إسقاط النظام إلى إسقاط الثورة

 

المشاركون فى رقصة الموت الدائرة حاليا ليس من حقهم أن يتحدثوا عن استكمال الثورة، هم ليسوا وكلاء الثورة ولا ملاكها.. هؤلاء المهرفون المخرفون الذين لوثوا وجه الثورة برغاوى الخطاب المتحلل من كل قيمة أو معنى عليهم أن يتواروا ويرفعوا أيديهم عن دماء المصريين.
إن الذى يدعو إلى العودة إلى دستور مبارك هو آخر شخص يتكلم باسم ثورة يناير أو يدعى استكمالها، كما أن الذى يبدل فى حديثه ويغير فى مطالبه وكأنه يغير تسريحه شعره ورابطات عنقه لا يستقيم أن يتمسح فى قيم أو مبادئ، أو يزعم حرصه على المصلحة الوطنية وتقديسه لدماء المصريين.
لقد تناوبوا جميعا على افتراس الثورة، بعضهم يشعل النار فيها وفى أصحابها للاستدفاء، وآخرون يسلخون جلدها لاتخاذه معاطف، وكلاهما يتاجر ويمارس الدجل السياسى فى أوضح معانيه.
وما يدور الآن من نزال وصراع فوق عظام المصريين يأتى فى إطار وهم يعشش فى دماغ الأغلبية والمعارضة بأن مصر مقسومة بالطول إلى نصفين، أحدهما للإخوان والإسلام السياسى، والآخر لما يطلق عليها «جبهة الإنقاذ» وكأن مصر صارت مرعى متسعا للقتال، ورثوه بمن عليه من بشر.
ولو راجعت ما يصدر عن الفريقين ستلمس أنهما يتصرفان باعتبارهما وحدهما فى الساحة، وما بينهما خواء وعدم، وكأنه لا توجد كتلة وسطى، أو تيار عارم من المستقلين الذين بحت أصواتهم فى مطالبة الذين يمارسون رياضة الانتحار بإدارة الصراع بوسائل إنسانية، تحترم حق البشر فى الحياة بدلا من أن تستخدم جماجمهم دروعا لهم فى حربهم الماجنة.
هو إذن صراع مكشوف وواضح على السلطة، ونزاع على ما يعتبره الغريمان المتطرفان قطعة أرض فضاء، أو حقل غاز مكتشف حديثا، وبالتالى ما يحدث أمامك أبعد ما يكون عن الثورة، فالذى يريد استكمال الثورة لا يقتل أبناءها ولا يحرضهم على الذهاب إلى الموت، ولا يطرب لرائحة الدماء.
وفى أجواء شديدة القتامة والبؤس مثل هذه من الطبيعى أن تنفتح الأفواه الملوثة بالكذب والادعاء لتطلق بذاءاتها ضد كل من يتحدث عن التهدئة وحقن الدماء والتوقف عن حرق مصر، فعلوها من قبل مع فكرة الحوار الوطنى التى آطلقها مصريون مستقلون مخلصون لوطنهم وحريصون على دماء أبنائه، ويفعلونها الآن مع مبادرة عبدالمنعم أبوالفتوح للحيلولة دون سقوط مصر من منحدر مخيف إلى قاع الجحيم.
إنهم مثل قطاع الطرق يكرهون العمران ويحتقرون الضوء، ولا يريدون لهذه الآلة الجهنمية أن تتوقف عن الدوران، لكى تبقى مصر مقسومة طوليا بين وغدين

وائل قنديل يكتب : من إسقاط النظام إلى إسقاط الثورة
قسم الأخبار
Mon, 28 Jan 2013 10:06:00 GMT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى