لا ندري ـ حتى الآن ـ سر هذا التحرش الإماراتي الرسمي بـ"الثورة" في مصر!.. قد يرى البعض أن المشكلة ليست على هذا النحو، وأنها ليست مع "مصر ـ الرسمية" وإنما مع الإخوان المصريين فقط.
حتى لو كان الأمر كذلك، فليس ثمة تفاصيل، ولا نجد إلا التلاسن والشتائم التي تصدر من سلطات أمنية إماراتية، تخلو من الوقار، وتخاطب القيادات السياسية المصرية المنتخبة بلغة "سوقية" تعكس نزعة مطمورة، ترى علو كعب سلطة "المال النفطي" على سلطة التاريخ والجغرافيا والوزن الدولي والإقليمي.. ناهيك عن النموذج الإنساني والحضاري والأخلاقي لثورة يناير.
وجود الإخوان في المشهد، يعتبر محض "شكاير رمل" في ميدان الرماية الإماراتي الذي يخفي هدفه الحقيقي، بوضع لوحة "المرشد" كهدف "مصطنع" ليدلف من خلفه إلى ما يريد اصطياده من "أرانب" داخل مصر.
لست مقتنعًا بما يردده مسئولون إماراتيون حول المؤامرة الإخوانية على بلدهم.. إذ يبدو لي أن ثمة هلعًا حقيقيًا من الثورة في مصر.. ومخاوف أكبر من "زلزال" نجاح تجربة حكم الإسلاميين.
كان مدهشًا حقًا، أن تهتز وبهذه السرعة "الحضارة الأسمنتية" لدولة ما انفكت تتباهي بما أنجزته من "شو خرساني" يضاهي ناطحات سحاب العواصم الغربية الهوليودية.. تصحو ـ ذات يوم من شتاء عام 2011 ـ وقد خلع قلوب حكامها الفزع، من موجات ملايين البشر في ميادين مصر وشوارعها.
يبدو لي أن الإمارات ليست منزعجة من "الإخوان".. فهي "نكتة" سخيفة.. ما تخشاه حقًا، هو أن يمسها حظ من الربيع العربي.. تخشى أن تكشف التجربة ـ حال ولوجها ميادين الإمارات وشوارعها ـ ما يخفيه "الإبهار" الأسمنتي والخرساني من زيف.. وأن أشواق وأحلام الشعوب، أكبر بكثير من "التسكع" بين الأبراج الشاهقة.. وأن التقدم لا يصنعه الاقتصاد الريعي والطفيلي.. وإنما عرق الناس.. وقيمة البشر، كرقم مضاف وفعّال في الحضارة الإنسانية.. والأهم أن يشعر الإنسان بآدميته حين ينتزع حريته من سلاطين لا شرعية لهم إلا إطعام الفم، وإشباع الشهوات.. ولا يتحملون كلمة نقد واحدة ولو كانت تغريدة شاردة على تويتر.
إذا شئنا معرفة "سر" هذا التحرش الإماراتي بمصر.. فعلينا مراجعة مواقفها الرسمية وتحولها إلى دار إيواء وملاذ آمنٍ لكل قيادات الثورة المضادة في مصر.
ويكفي أن نشير هنا إلى أن الجنرال الفلولي الهارب أحمد شفيق، قاد بنفسه عملية حصار قصر الرئاسة في مصر، وهو يستمتع بالدفء في أحضان ملوك الإمارات دون أن يشعر واحد منهم بالخجل.. من هذه الفجاجة المهينة لمصر الثورة.
الإمارات "المرتعدة"! - محمود سلطان
قسم الأخبار
Wed, 02 Jan 2013 20:18:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى