عاد الدكتور محمد البرادعي بعد زيارة قصيرة وسريعة من الإمارات بوجه غير الذي سافر به، حيث قرر المشاركة في الانتخابات التي سبق وأن قرر مقاطعتها بالأمس القريب، في حدث يفرض العديد من التساؤلات حول أسباب التغيير الجذري في الفكر والمنهج والتطبيق.
فقد أكد البرادعي رئيس حزب الدستور ومنسق "جبهة الإنقاذ الوطني" أن المعارضة على استعداد للمنافسة في الانتخابات إذا وافقت الحكومة على قانون انتخابات "مناسب" يضمن وجود انتخابات حرة ونزيهة.
وقال البرادعي ـ في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الأمريكية خلال وجوده في الإمارات ـ أنه في حال وضع قانون انتخابات مناسب، فإن المعارضة مستعدة لخوض الانتخابات والمنافسة حتى آخر لحظة حتى وإن انتهى الأمر بخسارتها للانتخابات.
ويتناقض هذا تماماً مع ما أكدت عليه جبهة الانقاذ مراراً وتكراراً، الذي يعد البرادعي قطب من أقطابها، بأنها لن تخوض انتخابات مجلس النواب، وبخصوص ترشح بعض أعضائها كمستقلين، قالت "اللى عايز ينزل يستقيل من الحزب، ولن نعطيه شهادة أنه عضو في أي حزب من المكونين للجبهة، وكل حزب سيتخذ إجراء بذلك فيما يخصه".
تناقض مفاجئ
وهذا التناقض الشديد والمفاجيء في تغيير الاتجاهات لاسيما مع ثبات نفس الظروف والعوامل المحيطة بمناخ الحدث، حيث إن قرار البرادعي بالمشاركة جاء ولم يحدث ما طالب به بالأمس من أجل المشاركة السياسية، فلم يسقط النظام كما كان يأمل ولم يعدل الدستور الكارثي كما يزعم ولم تتدخل قوى خارجية استقوى بها ولم يسيطر الجيش كما أراد ولم يؤمن المصريون بالهولوكوست.
وهو الأمر الذي أثار حفيظة العديد من السياسيين حيث تساءل عصام سلطان، نائب حزب الوسط عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ماذا حدث للبرادعي ليغير رأيه؟ برغم أن مطالبه لم تتحقق كما أشرنا إليها آنفا، شئ من ذلك لم يحدث، مستبعدا في الوقت ذاته أن يكون الأمر متعلقا بالزيارة الخليجية التي قام بها وكذلك لقائه بحليفه المستتر هناك، لمناقشة تمويل أحد المشروعات العملاقة التى ربما تبدأ في أكتوبر القادم، وبالتالي فلا علاقة للإنتخابات القادمة بزيارة البرادعي، حتى وإن كانت ستبدأ فى أكتوبر أيضا ، حسبما خط عصام سلطان في تعليقه.
وشن أحمد مطر الناشط السياسي هجوما لاذعاً على البرادعي حيث اتهمه بأنه سمسار لتسريب تمويل مشبوه قدره 27 مليار جنيه رشاوي انتخابية لشراء أصوات الناخبين فى انتخابات مجلس النواب القادم من جهات خارجية تعمل على التستر وراء مرشحى "جبهة الإجرام". ووجه للبرادعي العديد من التساؤلات ومنها الشعب المصري المحترم يقول لك: ألم تعلن مقاطعة الإنتخابات؟ لماذا غيرت رأيك؟ ومن دفعك لذلك؟ هل ستوزع كل هذه الأموال؟ أم لك نصيب منها؟ عمولة؟ سمسرة؟ هل تحتقرنا؟ سنرد لك الصاع صاعين؟ وستعرف مقامك وقدرك؟ التالتة تابتة يا برادعى: الأولى الجارديان والتانية دير شبيجل، أعلى تقدير لك بعد كل الإنفاق: 12 % يعنى 59 مقعد وبالعافية، لقد سجلت رقمآ قياسيآ فى سرعة تدمير سمعتك ونفاذ رصيدك.
أين رأي الجبهة؟
وتساءل مراقبون حول تصريحات البرادعي بشأن خوض الانتخابات هل هذا رأيه الفردي أم رأي جبهة الانقاذ بالكامل، ولو هذا رأي جبهة الانقاذ لماذا لم يخرج علينا المتحدث اللبق خالد داود بأن الجبهة ستخوض الانتخابات، ولو أن الاتفاق بين الجبهة والبرادعي على خوض الانتخابات قد تم بالفعل وتمت الموافقة على خوض الانتخابات برغم أنه لا مطلب من مطالبهم قد تحقق فما تفسير ذلك، ولو أنهم وافقوا إذعانا للأمر الواقع والضغوط داخليا وخارجيا وغيره، لماذا لم يعلنوا عن موقفهم هذا قبل سفر قطبهم البرادعي إلى الإمارات، لماذا لم يتمهل البرادعي قليلا عقب عودته من الإمارات قبل الإعلان عن المشاركة في الانتخابات وانتظر ليحقق مكاسب في المفاوضات السياسية على أرض الواقع.
المصدر:
التغيير -
البرادعي بـ "وجهين" .. والتالتة تابتة!!
صحيفة التغيير
Sat, 30 Mar 2013 10:12:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى