فى مفتتح الأيام السوداء التى يتوعد بها جنرال الثورة المضادة المصريين، استخرجت الدولة العميقة من أرشيف انحطاطها «فيديو» انتشر كالنار فى الهشيم الإلكترونى أمس يتحدث عن اغتصاب مسيحيات على أيدى المسلمين فى عز الظهيرة بأحد الأسواق فى صعيد مصر.
الفيديو الكريه يظهر مجموعة من الأوغاد يختطفون امرأة ويمزقون ثيابها ويطرحونها أرضا وسط الجموع، وفى الخلفية أصوات تكبير وتهليل، غير أن الأكثر مدعاة للتقزز والاشمئزاز أن البعض قرر أن يلغى عقله ويستسلم للرسالة المقصودة من نشر الفيديو على نطاق واسع ومؤداها أن نظام محمد مرسى يسمح باغتصاب المسيحيات فى عرض الطريق.
وعلى الرغم من أن المتابعين لهذا النوع من الحرائق الإلكترونية يجزمون بأن هذا الفيديو يرجع إلى العصر المباركى السعيد وتحديدا عام ٢٠١٠، فإن التوظيف السياسى له واستثماره فى تهيئة أجواء حرب طائفية بين المسلمين والأقباط يشير بوضوح إلى أن هناك من يريدها نارا لا تبقى ولا تذر فى مصر، ولا يترك وسيلة لإشعال الفتنة إلا ويستخدمها، الأمر الذى يدعم احتمالات لجوء قوى الثورة المضادة لاستخدام ورقة الجحيم الطائفى كسلاح أخير فى معركة حرق مصر.
وبما أن فى مصر وزارة داخلية بها إدارة لجرائم المعلومات والإنترنت فإن المتصور ألا تمر ساعات حتى تخرج علينا الوزارة ببيان واضح ومقنع للناس بشأن هذا الفيديو المدمر وتاريخ تصويره والذين يقفون وراء بثه وترويجه على هذا النحو المفزع، وتقديمهم للمحاكمة إذا كانت القصة ملفقة، أما إذا كانت الواقعة حقيقية وحديثة فليس أقل من التوصل فورا لأبطال هذه المأساة الأخلاقية المروعة.
وفى كل الأحوال لا يمكن فهم ترويج هذه السموم إلا فى سياق مؤامرة إدخال مصر فى آتون حرب أهلية هدد بها الجنرال الهارب الذى طور من أدائه طارحا نفسه فى هيئة زعيم المعارضة المصرية طالبا من قيادات جبهة الإنقاذ اتباعه والانضواء تحت قيادته لثورته المضادة.
وخيرا فعلت جبهة الإنقاذ حين عبرت لأول مرة عن رفضها وضع يدها فى يد زعيم المبشرين بالأيام السوداء، وإن كان هذا الرفض لم يعجب الحزب المعبر عن زعيم الثورة المضادة فى مصر، فأصدر بيانا أمس يلمح إلى اتهام جبهة الإنقاذ بالسقوط فى فخ «الأخونة» ويرفض التصريحات الصادرة من عدد من رموز الجبهة بخصوص دعوة الفريق أحمد شفيق لتوحيد جهود فصائل المعارضة لمواجهة الإخوان.
ووفقا لنص البيان «يؤكد الحزب على أن رفض هذه الدعوة يعبر عن قدر كبير من عدم الخبرة السياسية، ويمثل امتدادا لاستراتيجية الإخوان الهادفة لإقصاء قطاع كبير من المواطنين الشرفاء وتجريف الحياة السياسية من العديد من القيادات حتى تخلى لهم الساحة السياسية كما حدث فى انتخابات البرلمان الأخيرة، وهو ما انساقت إليه المعارضة المدنية بكل سذاجة تحت شعار «مقاطعة الفلول» واليوم تعبر تصريحات عدد من رموز المعارضة عن الاستمرار فى هذه المسيرة الحمقاء.
إذن نحن بصدد فصل مثير فى كوميديا المعارضة فى مصر، يتطلب ردا حاسما قاطعا من القيادات الكبيرة فى الجبهة التى باتت فى نظر جماعة الزعيم شفيق متهمة بأنها تخدم أجندة الإخوان، ومن غير المستبعد أن يخرج زعيم الأيام الهباب بتصريحات يصف فيها جبهة الإنقاذ بأنها «كرتونية الأخوان» على غرار «كرتونيات الحزب الوطنى الساقط».
وبعيدا عن هذه المسخرة يبقى أن أمام جبهة الإنقاذ فرصة حقيقية لتنفض عن نفسها غبار الاتهامات بالارتباط الخفى مع جنرال الفلول الهارب، وتنقى ثوبها مما علق به من رذاذ الثورة المضادة، وتؤدى كمعارضة سياسية نقية وشفافة، وخالية من المكونات الفلولية
وائل قنديل يكتب : أخونة الإنقاذ على مذهب حزب شفيق
قسم الأخبار
Wed, 10 Apr 2013 08:23:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى