تحولت حملات جمع التوقيعات من وسيلة للمطالبة بالحقوق إلى وسيلة لفرض الرأي على الآخر والضغط من أجل الحصول على مطالب قد تكون غير مشروعة أو تحمل الضرر للوطن، فقد قامت العديد من القوى السياسية المعارضة بإعلان تأييدها لحملة جمع توقيعات تحت اسم "تمرد" لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد أن فشلت كل محاولات الإطاحة به من قبل معارضيه سواء المرشحين الخاسرين في انتخابات الرئاسة أو الطامحين في المناصب، أو المعارضين للمشروع الإسلامي.
وقد أعلنت حملة "تمرد"، في مؤتمر صحفي، أنها تمكنت من جمع أكثر من 2 مليون توقيع خلال 10 أيام فقط من بداية الحملة التي تستهدف جمع 15 مليون توقيع لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ومن الطريف أن الحملة طالبت الرئيس مرسي بالرحيل احتراماً لتوقيعات الملايين التي لم يتم جمعها بعد، مهدده بالعصيان المدنى وحصار قصر الاتحادية حال رفض المطالب.
وكان من الطبيعي أن تحصل "تمرد" على تأييد أبرز المعارضين للرئيس مرسي، وفي مقدمتهم المرشح الخاسر للرئاسة ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي الذي قال "إن تمرد هي أحد أشكال المقاومة المدنية السلمية المطلوبة في مواجهة استبداد النظام، خاصة بعد المعوقات العديدة التي يضعها النظام في مواجهة الطريق الديمقراطي للتغيير، بتعطيله العملية الانتخابية، ورفضه الاستجابة لشروط نزاهة الانتخابات، خوفا من خسارة الفصيل السياسي الحاكم".
ولاقت الحملة كذلك تأييد عمرو حمزاوى، أستاذ العلوم السياسية والبرلمانى السابق ورئيس حزب "مصر الحرية" الذي أكد أن الانتخابات الرئاسية المبكرة هى الحل الأمثل للخروج من الأزمة الحالية.
مخطط للتزوير
وقد تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أنباء عن قيام أحد ضابط مصلحة الأحوال المدنية - وهو من معارضي الرئيس محمد مرسي وقريب لأحد قيادات أمن الدولة السابقين - بنسخ عدد من الأسطوانات المدمجة وعليها بيانات المصريين وأرقامهم القومية وعناوينهم وصور بطاقات تحديد الشخصية من قاعدة البيانات المخزن عليها بيانات المصريين بشبكة حواسب المصلحة.
كما ترددت أنباء عن قيام أبو العز الحريري المرشح الرئاسي الخاسر بطبع صور لعدد كبير من البطاقات لمساعدة حملة "تمرد" التابعة لحركة كفاية، كذلك يفعل حمدي الفخراني بالتعاون مع التيار الشعبي في المحلة، كما يفعل التيار الشعبي بالقاهرة وكذلك يفعل جورج اسحاق فى بوسعيد.
وبالتالي سيقوم أعضاء حركة "كفاية" ومعاونيهم في التيار الشعبي و6 أبريل وجبهة الإنقاذ، باستخدام هذه البيانات والأسماء والأرقام القومية في حملة "تزوير" كبيرة مع أقوال وتأكيدات بعض أعضاء الحملة في الشارع أنهم سيقدموا فى نهاية الشهر القادم 30 مليون توقيع للرأي العام ويقدموها للرئيس مرسي ليرحل أو يعلن انتخابات رئاسية مبكرة.
"تجرد"
وكعادتها، دافعت الجماعة الإسلامية عن شرعية الرئيس محمد مرسي حيث قامت بالرد على حملة "تمرد" بأخرى مضادة لها تحت اسم "تجرد" أعلن عنها المهندس عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وقال عبدالماجد :"إن حملة "تجرد" تسعى لتجمع ملايين الأصوات المؤيدة لأن يُكمل الرئيس محمد مرسي فترته الرئاسية، للرد على حملة "تمرد"، التي أطلقتها حركة "كفاية" بهدف جمع 15 مليون توقيع لسحب الثقة من الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة".
وأضاف أن نص بيان الحملة :"نحن الموقعين على هذا، سواء كنا متفقين أو مختلفين مع الدكتور محمد مرسي الرئيس المنتخب للجمهورية، نُصر على أن يكمل مدة ولايته ما لم نر منه كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان، عافاه الله وسدد خطاه".
ودعا عبدالماجد المواطنين للانضمام للحملة قائلاً :"تجرد" ستفوق "تمرد" في عدد الأصوات، ونرفض خلع الرئيس محمد مرسي المنتخب من قبل الشعب قبل انتهاء ولايته المحددة قانوناً.
عبثية
من جانبه، استنكر الدكتور أحمد عقيل عضو أمانة الاقتصاد السياسي في حزب "الحرية والعدالة"، ما تقوم به حملة "تمرد" من جمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس مرسي، قائلا :"إننا أمام مشهد شديد العبثية وبه الكثير من تضييع الوقت على الوطن، خصوصاً أننا حاليا في وضع نبني فيه بلدنا". وأبدى عقيل تشككه في أعداد التوقيعات التي أعلنت الحملة عن جمعها، ووصولها إلي 2 مليون توقيع، قائلاً :"من العبث أن يعلنوا أن الحركة حصلت علي توقيع طفل عمره 5 سنوات ونصف السنة كأصغر متمرد في مصر"
وتابع عقيل متسائلاً :"ماذا لو قمنا نحن أيضا في حزب "الحرية والعدالة" بجمع توقيعات علي استمرار الرئيس مرسي في منصبه مثلا 8 سنوات بدلا من 4 سنوات وجمعنا 15 مليون توقيع؟ هذا يمثل مشهدا غاية في العبثية واستمرارا لفوضي المليونيات التي شهدناها الفترة الماضية".
استدراج
من جانبه، وصف علاء الروبي نائب المدير التنفيذي للأكاديمية السياسية الوطنية، إعلان حزب "البناء والتنمية" عن حملة "تجرد" رداً على حملة "تمرد" - بأنه نموذج صارخ للاستجابة للإستدراج !!.
وقال الروبي :"إن حملة "تمرد" شو إعلامي ليس إلا، وبفرض قدرتهم على تجميع أي عدد من الأصوات فليس لهذا التحرك أي غطاء قانوني يسمح لهم بمجرد مناقشة فكرة الانتخابات الرئاسية المبكرة .. فالخبرة تقول إن القدرة على الحشد في الميادين تضاءلت عند الجميع وهي عند المعارضة أضعف من غيرها.
وأكد الروبي :"نسي أن الأعضاء في حزب "البناء والتنمية" نسوا كل هذا وبدأوا الدعوة لـ "تجرد" في مقابلة "تمرد"، قائلاً لهم (لقد حققتم لتمرد هدفهم، فبدلاً من النقاش حول مدى أهميتها، قمتم بنقل لعبتهم خطوة للأمام ليصبح النقاش الآن أيهما أكبر تأثيراً وأكثر عدداً "تجرد" أم "تمرد"؟!! وألزمتم أنفسكم بالإجتهاد -في ما ليس من ورائه أي طائل- لتعلو تجرد فوق تمرد مع ما في هذا الأمر من تبعات مالية وجهد ووقت وكوادر!، فهلا تراجعتم عن هذا التحرك، وهلا قاومتم الاستدراج).
المصدر:
التغيير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى