أصيب في الاحتجاجات 53 مدنيا
عاد مئات المحتجين الأتراك للتظاهر في شوارع مدينتي اسطنبول وأنقره بعد يومين من الاحتجاجات العنيفة التي أدت إلى اعتقال نحو ألف شخص.
فقد لوح المحتجون الذين التزموا الهدوء بشكل عام بالاعلام في ميدان تقسيم باسطنبول، ولكن ثمة تقارير تحدثت عن قيام الشرطة باطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في ساحة كيزيلاي بالعاصمة أنقره.
وقال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إن المحتجين إنما يحاولون تقويض الديمقراطية في البلاد.
وقال أردوغان "إنهم يخربون الشوارع ويحطمون نوافذ المحلات التجارية. هل هذه هي الديمقراطية؟"
ورفض رئيس الحكومة الاتهامات الموجهة له بأنه "ديكتاتور" مؤكدا أنه شخص "كرس نفسه لخدمة الأمة."
واشتعل العنف اثر استخدام الشرطة القوة في محاولة لفض احتجاجات على مشروع لإزالة متنزه عام باسطنبول.
ويقول مسؤولون إن 26 شرطيا و53 مدنيا أصيبوا، وإن اصابة أحدهم خطيرة.
وتمثل الاحتجاجات أكبر حركة مناوءة شهدتها الحكومة منذ عدة سنوات.
ويقول مراسل بي بي سي ف اسطنبول جيمس رينولدز إن العديد من الأتراك قد ضاقوا ذرعا بالحكومة التي يعتقدون انها تسعى لتقييد حرياتهم الشخصية.
من جيمس رينولدز، مراسل بي بي سي في اسطنبول
في صباح الأحد الباكر، تجمع عشرات المحتجين والمتفرجين في ميدان تقسيم باسطنبول للإطلاع على ما تمكن المتظاهرون من كسبه في المعارك التي خاضوها بالأمس مع الشرطة.
كان الطقس ممطرا، وتحلقت مجموعة من الرجال حول نار أضرومها طلبا للدفء، بينما استعرض آخرون السيارات والشاحنات التي دمرت وأحرقت ليلة أمس.
"لا ننتمي إلى أي حزب بعينه"، قال لي أحد المحتجين كان يغطي وجهه، "هذه حركة مقاومة مدنية. نحن سعداء، فقد نجحنا في احتلال الميدان."
ولكن هذا النصر كان باهظ الثمن، فقد أغضبت أعمال التخريب التي مارسها بعض المتظاهرين غضب المحتجين السلميين.
وقال لي أحد الشباب "بعد الليلة الماضية نشعر الآن بالضياع. فبينا انتصر العامة في الاحتجاج، أثرت احداث الليلة الماضية سلبا على سمعتنا."
ودعت الحكومة التركية المحتجين التحلي بروح المسؤولية، إلا ان السجال بين المعسكرين لم يحسم بعد.
وقال معمر غولر وزير الداخلية إنه تم الافراج عن بعض الذين القي القبض عليهم وإن البعض الآخر ستجري محاكمته.
لكن الاحتجاجات اتسعت لتتحول الى تحد اوسع لاردوغان وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية.
وكان موقع الاحتجاجات هادئا صباح الجمعة.
وعرض ردغوان التحدث الى المحتجين، ولكن مراسلنا يقول إنه لا يبدو أن هناك زعميا واضحا لهم.
وفي الساعات الاولى من صباح الاحد كانت هناك اشتباكات محدودة في شوارع اسطنبول.
ولكن شهود عيان قالوا إن الاجواء كانت هادئة فجرا، والمتظاهرون يتجولون وسط السيارات المحروقة او يجتمعون حول النار التي اشعلت للتدفئة.
ويقول مراسلنا إن الامطار المستمرة حدت من الاحتجاجات، وذهب الكثيرون الى منازلهم للراحة.
ولكنه اضاف أن الاشتباكات والاحتجاجات تشتد مساء وأنها قد تستأنف لاحقا.
واحتشد الآلاف في ميدان تفقسيم يوم السبت بينما انسحبت الشرطة.
وكانت بداية الاحتجاجات نزاع محلي حول مساعي الحكومة هدم حديقة غازي بالقرب من ميدان تقسيم وبناء مجمع تسوق على أراضيها.
ولكن محاولات الشرطة لتفريق المتظاهرين باستخدام الغاز ادت إلى رد فعل غاضب سرعان ما انتشر إلى مختلف أرجاء البلاد.
ويقول غولر إن نحو 90 مظاهرة جرت في 48 مدينة.
وقال إن احد المدنيين المصابين يعالج في وحدة العناية المركزة في اسطنبول، ولكنه لم يعط تفاصيل عن كيفية اصابته.
وأظهر تسجيل بالفيديو من أنقرة ما يبدو أنه سيارة للشرطة تدهس مواطنا.
وتفيد منظمة العفو الدولية بأن شخصين قتلا واصيب اكثر من ألف، على الرغم من عدم تأكد هذه الأرقام.
وقال جون دالوهزن مدير المنظمة في أوروبا إن "رد الفعل العنيف على الاحتجاجات السلمية في تقسيم امر مشين تماما".
وظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لمواصلة الاحتجاجات.
وعاد على اثر ذلك خرج المئات يلوحون بالاعلام ويرددون شعارات تطالب الحكومة بالاستقالة.
واعربت واشنطن عن قلقها إزاء تعامل تركيا مع الاحتجاجات.
ووصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى السلطة عام 2002 ومن المتوقع ان يترشح للرئاسة عام 2014.
ويشكو البعض في تركيا من أن حكومته اصبحت ذات نزعة استبدادية متزايدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى