استقبل مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر، فجر السبت، حوالي 464 مصابًا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بينهم عشرات الحالات في حالة حرجة يتلقون العلاج داخل غرف العناية المركزة، في مشهد لا يختلف كثيرا عن أحداث الحرس الجمهوري إلا في أعداد الضحايا.
داخل غرفة (514) في عنبر جراحة الصدر في الطابق الخامس، رقد «علي محمد علي» يتأوه بصوت منخفض، ويتمتم بكلمات «حسبي الله ونعم الوكيل، إحنا مصريين، وبندافع عن شرعية الرئيس مرسي».
«محمد» خريج هندسة ميكانيكا لا يتجاوز الرابعة والعشرين، اعتصم في ميدان رابعة العدوية منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، أصيب بطلق ناري في قدمه اليسرى، وصدره، وذراعه اليمنى أمام النصب التذكاري بشارع النصر.
يتذكر «محمد» الأحداث الدامية ويقول: «كنا واقفين عند النصب التذكاري في الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، في انتظار مسيرة قادمة، إلا أننا فوجئنا بسماع صوت أعيرة نارية بشكل مكثف، فاتجهنا إلى الأمام لنشاهد عربات من الأمن المركزي، وعددًا من الضباط والعساكر وحشودا من البلطجية، قاموا بإلقاء قنابل مسيلة للدموع بشكل مكثف، فقمنا بإلقاء حجارة عليهم حتى يبتعدوا عنا، إلا أنهم استمروا في إطلاق الرصاص الحي، فتراجعنا إلى الوراء، وتقدموا نحونا، وأصبت بطلق ناري في قدمي اليسرى، فسقطت على الأرض، بعدها أصبت بطلق ناري في الصدر، ونقلنى بعض الأشخاص إلى المستشفى الميداني، إلا أنهم نصحونى بضرورة التوجه إلى أقرب مستشفى لأن حالتي تستوجب التدخل الجراحي».
وأمام إحدى غرف المصابين افترشت سيدة خمسينية الأرض، وانتفضت عند رؤيتها أحد الأطباء، لتسأله عن وضع ابنها المصاب بطلق ناري، وتتوسل إليه لإنقاذه، متسائلة: «لماذا لم يخرج الرصاص من جسد ابنى حتى الآن».. اسمه محمود محمد جميل، ابنها الكبير، مشرف تعليم، 25 عامًا، جاء من منطقة حدائق القبة للمشاركة في مسيرة مؤيدة للرئيس المعزول، لم تتحمل الأم رؤية الخراطيم التي تتدلى من أنفه، بسبب إصابته بطلق ناري في الرقبة، وطلقتين أسفل الظهر، وداخل غرفته نظر الأب بنظرة حانية إلى ابنه، وربت على كتفه، قائلا: «بعد صلاة الفجر، خرجت من الخيمة في الميدان، وشمينا غاز ريحته مختلفة وغريبة عن المرات السابقة، وفوجئت بابني محمولا على موتوسيكل بسرعة، متجهين إلى المستشفى الميداني، ذهبت خلفه، ولقيته غرقان في دمه، ودمه في رقبة الداخلية».
جاء يسري عبدالفتاح، من مدينة الإسكندرية، إلى اعتصام رابعة العدوية ردا على دعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، للمصريين النزول إلى الميادين الجمعة الماضي، لأنه رأى في طلب الفريق «السيسي» دعوة إلى حرب أهلية، على حد قوله.
وأكد «يسري» اعتلاء ملثمين الأدوار العليا من العقارات المجاورة لجامعة الأزهر، وإطلاق أعيرة نارية على المسيرات المؤيدة للرئيس المعزول، الأمر الذي تسبب في إصابته برصاص حي في الذراع اليمنى، والقدم اليسرى، ويقول: «خرجت في المسيرة زي باقي الناس، وشفت قناصة فوق أسطح جامعة الأزهر بيضربوا نار علينا، والناس كانت بتموت زى الفراخ على الأرض»، مضيفًا أنه لن يعود إلى منزله بعد تماثله للشفاء، مؤكدا أنه عائد للاعتصام لأنه يدافع عما سماه «شرعية الدكتور مرسي».
هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه.
مصابون في «أحداث المنصة»: خرجنا في مسيرة سلمية فقابلتنا «الداخلية» بالرصاص
ريهام العراقي,صفاء صالح
Sat, 27 Jul 2013 18:31:03 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى