الجمعة، 05 تموز/يوليو 2013، آخر تحديث 08:58 (GMT+0400)
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس حزب الدستور، محمد البرادعي، في مقابلة حصرية مع CNN، إن ما جرى في مصر "ليس انقلابا" بل حالة اضطرت معها القوى السياسية لاتخاذ "إجراءات استثنائية"، ورفض البرادعي إقصاء جماعة الإخوان المسلمين عن العملية السياسية، وأكد وجود توجه خليجي ودولي لدعم اقتصاد مصر.
وفي ما يلي نص المقابلة مع البرادعي التي أجراها مع الإعلامية في CNN بيكي أندرسون، والتي بدأت بسؤاله حول توصيف الوضع الراهن في البلاد.
البرادعي: هذا ليس انقلابا، هذا وضع مؤلم ومحزن للأسف، لقد مررنا بانتخابات رئاسية حرة ولكن الرئيس أخفق للأسف، وعندما يكون هناك 20 مليون شخص في الشارع فعليه التفكير بأن عليه التنحي فورا، هذا وضع محزن والقرار كان مؤلما، فإما أن نستمر ونجازف بوضع فيه حرب أهلية أو نأخذ بعض الإجراءات الاستثنائية، التي يمكنها إصلاح ما نتج عن ثورة عام 2011.
بيكي أندرسون: إذاً ما الذي يمكن أن تقوله عندما تعبر الولايات المتحدة عن "قلقها الشديد"، وعندما تقول ألمانيا إن هذا يعد "تراجعاً كبيراً للديمقراطية"؟
البرادعي: أقول أننا لدينا قلق أيضا، لكن هذا يعد إجراءً لاسترجاع الديمقراطية، بل إعادة إطلاق للإجراءات التي كان يمكننا تنفيذها للعودة إلى الطريق الصحيح، نحتاج إلى حكومة كفؤة يمكنها أن تعيد الشؤون الأمنية والاقتصادية إلى نصابها، وهذا أمر لا مفر منه، بالتالي فنحن أيضاً نشعر بالقلق، ونأمل بأن نصحح الأمور هذه المرة.
بيكي أندرسون: أنتم حريصون على دعم أولي وقوي من واشنطن، أليس كذلك؟
البرادعي: نحتاج لدعم الجميع في الواقع، إذ أجريت حواراً مطولاً مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الليلة الماضية، ولكوني أعمل محامياً فإنني حريص أن أظل داخل الدائرة التي يفرضها الدستور والقانون، كنا ولا نزال في قلب سيناريو شبيه بالعراق، إما أن نخاطر بوقوع حرب أهلية ويوجد الكثير منها حولنا، أو - كما أشرت سابقاً - يمكننا اتخاذ إجراءات فوق دستورية، لكي نتمكن من إعادة تسوية الأوضاع.
بيكي أندرسون: لديكم الكثير لفعله لإعادة مجرى الديمقراطية، لكن كيف يمكنكم أن تشرحوا لمؤيدي مرسي أن هذه الإجراءات تتبع للحفاظ على ديمقراطية البلاد، خاصة وأنهم فقدوا رئيسهم الذي انتخب بأسس ديمقراطية؟
البرادعي: يمكن أن نشرح لهم بأن هذا يعتبر إعادة انتخاب، حتى في الولايات المتحدة لديكم هذا الأسلوب، إذ أتذكر إعادة انتخابات لحاكم ولاية كاليفورنيا، كما أعيد انتخاب حاكم ولاية مينيسوتا العام الماضي.
بيكي أندرسون: لكن هذا الوضع مختلف قليلاً أليس كذلك؟
البرادعي: بالفعل كان يمكننا أن نجري استفتاءً لكن لم نمتلك ميزة الانتظار لنتائجه.
بيكي أندرسون: بالطبع يمكن للرئيس مرسي أن يعيد ترشيح نفسه، أليس كذلك؟
البرادعي: أعتقد أنه يمكن، لكن لا أظن بأنه سيفعل ذلك.
بيكي أندرسون: كيف يمكن أن تكون ديمقراطية متعددة الأحزاب في مصر؟
البرادعي: نبحث عن حكومة يمكنها أن تسيطر على الوضع الأمني، وأن تحرص على إعادة الاقتصاد لمجراه، والحرص على تطبيق شكل من أشكال العدالة الاجتماعية، وأن تؤكد للشعب بأن الأمور تجري على نحو إيجابي.
بيكي أندرسون: هل يعني ذلك إقصاء الإخوان المسلمين من العملية؟
البرادعي: كلا على الإطلاق، بل أعتقد بل آمل بأن يتمكن أعضاء أكفياء من جماعة الإخوان المسلمين ومن السلفيين أن يصبحوا جزءاً من هذه العملية السياسية، نحتاج للجميع ليكونوا جزءاً من هذه العملية، ليكونوا أفراداً في مجتمع متماسك ومتوافق مع اختلافات بعضهم البعض.
بيكي أندرسون: ما هو الدور الذي ستلعبه في المرحلة القادمة؟
البرادعي: آمل أن أكون الرجل الحكيم، وأظن أنني أشكل صورة العجوز المثالي لهذا الدور مع مرور السنين، لا أعتقد بأن دوري سيتعدى ما أفعله حالياً في التأكيد على توافق جميع الأطراف، وفي التركيز على نشر رسالة تصالح وطني، وأن ينصب تركيز البلاد على الأولويات الحقيقية، إذ أن خمسين في المائة من الشعب المصري تحت خط الفقر ويعاني نقصاً في التعليم والرعاية الصحية
بيكي أندرسون: هل ترغب بأن تكون رئيساً.
البرادعي: كلا على الإطلاق، بل عائلتي تعارض هذه الفكرة بشدة.
بيكي أندرسون: نعم ورغم أنك تلعب دوراً إصلاحياً، أعلم أيضاً بأنك تحاول ضم المجتمع الدولي ليلعب دوراً في تحسين اقتصاد البلاد، ما الذي يتوجب فعله الآن؟
البرادعي: آمل بأن نحسم اتفاقيتنا مع صندوق النقد الدولي، وأظن بأن هذه من أهم أولوياتنا، وأظن بأن دول الخليج مستعدة لتقديم المساعدة التي نحتاجها بالفعل، إذ يتوقع أن نحتاج إلى ما يقارب 35 مليار دولار، التي ستشكل جسر النجاة لهذا الهام، وحتى نتمكن من تهدئة الوضع الأمني وتفعيل دور الاستثمارات، لكننا سنحتاج إلى هذا المال لكي نضمن عدم معاناة الطبقة الفقيرة من اتفاقية البلاد مع صندوق النقد الدولي ومن أي إجراءات تقشفية، ولدينا هنا الكثير من الأخبار الطيبة إذ سمعت بوجود نية إيجابية من العديد من دول العالم.. من الولايات المتحدة الأمريكية ومن أوروبا ومن دول الخليج العربي، ولكن الأهم الآن ينصب في تركيزنا على توحيد جهودنا للمضي قدماً.
بيكي أندرسون: رحبت المملكة السعودية بهذه المرحلة الانتقالية، لكن هل تؤيد قطر - التي كانت من أكبر مؤيدي نظام مرسي- هذه المرحلة؟
البرادعي: إن لم أكن مخطئاً فقد أصدرت الحكومة القطرية بياناً ترحب فيه بهذه المرحلة، وترحب فيه بالحكومة التي يمكن أن تتشكل مستقبلاً في مصر، ولا أشك على الإطلاق في نيتهم بالتوقف عن دعمنا، وبدعم السعودية وأمريكا والخليج وأوروبا، لا يمكننا أن نتحمل فشل الدولة المصرية، لا يمكن لأحد أن يخاطر بفشل مصر.
بيكي أندرسون: لا يوجد شك بأن من عارض مرسي، يشعر الآن بالأمل تجاه مستقبل مصر، ومتأكدة بأنك تشعر بالمثل، ما هي مخاوفك المستقبلية؟
البرادعي: إن مخاوفي تتمثل في عدم إمكاننا من تقديم ما ينفع البلاد، وأن يشعر الإخوان المسلمون بأنه تم إقصاؤهم، لذا نحتاج لنتائج سريعة، وهنا أعود لأذكر أصدقائنا في كل مكان، بأن يقدموا الدعم المالي الذي نحتاجه، لأننا يجب أن نذكر الناس بأننا نركز على حاجاتهم الأساسية.
http://arabic.cnn.com/2013/middle_east/7/5/CNN.Baradei/index.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى