يساور العديد من ساسة الشؤون الخارجية في ألمانيا القلق من أن تؤدي الأحداث الدراماتيكية المتلاحقة في مصر إلى حرب أهلية تنعكس على المنطقة بأسرها، مطالبين بالضغط على أطراف الأزمة، وربط المساعدات بالتوصل إلى تسوية سياسية.
دعا عدد من الخبراء الألمان في الشؤون الخارجية إلى زيادة الضغط الدولي على مصر لتسوية الأزمة، وقال رئيس الكتلة البرلمانية عن حزب الخضر في البرلمان الأوروبي، دانيل كوهن-بينديت في تصريحات للموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" الألمانية اليوم الاثنين (29 تموز / يوليو): "ما كنت أتصور أن الجيش (المصري) بهذا الحمق ليهاجم متظاهرين ويستثير نزاعا جديدا. حجم التصعيد مفزع". وطالب كوهن-بينديت بتصرف مشترك للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إزاء تطورات الأوضاع في مصر، وقال، كوهن-بينديت وهو عضو في حزب الخضر الألماني المعارض، "يتعين علينا سويا التأثير على الجيش (المصري) حتى يتوقف عن ملاحقة أنصار مرسي". واقترح كوهن-بينديت ربط المساعدات المالية لمصر بمدى التقدم في العملية الديمقراطية، مناشدا في الوقت نفسه إشراك الإخوان المسلمين في الانتخاب الجديدة "وإلا سيكون هناك إمكانية لاندلاع احتجاجات حاشدة مجددا".
ومن جانبه أعرب خبير الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني المعارض، رولف موتسنيش، عن صدمته إزاء اندلاع العنف مجددا في المنطقة عقب عامين من الربيع العربي. وقال موتسنيش في تصريحات لـ "دير شبيغل" أيضاً: "يتعين علينا ملاحظة أن جميع الحكومات بعد اندلاع الثورات لم تكن مستعدة للمشاركة في الحكم أو التعاطي مع الحلول الوسط. هذا الأمر يستوجب التغيير". وحذر موتسنيش من عواقب ما يحدث في مصر على المنطقة بأكملها إذا لم يتم تسوية الأزمة، وقال: "يتعين على المجتمع الدولي مخاطبة كافة القوى القادرة على التأثير باعتدال، وإلا فمن الممكن أن تحدث مصر سلسلة من ردود الفعل في العالم العربي".
المواطنون المصريون ضحايا
تطورات مصر وسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى بين أنصار مرسي يثير قلق الساسة الألمان
أما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، إلمار بروك، فتحدث عن "معركة فصل بين تصورين للدولة غير متوافقين". وقال بروك في تصريحات لنفس المجلة: "يبدو أن توحيد التيارات المختلفة - أنصار دولة إسلامية وأقليات مسيحية وشباب تقدمي وقوى علمانية - أمر غير موفق حاليا... التصعيد الأخير يمثل كارثة على المنطقة بأكملها، ولا أستبعد حدوث حرب أهلية". وطالب بروك المجتمع الدولي بحث الجيش المصري والحكومة الانتقالية على وضع جدول زمني بسرعة لدستور يضمن مبادئ الديمقراطية ودولة القانون، وإجراء انتخابات جديدة بحلول عام 2014 ، وقال: "على الإخوان المسلمين المشاركة في تلك الانتخابات ومغادرة الشوارع. ينبغي على كافة الأطراف المساهمة بهذه الطريقة في التهدئة والتعاون".
وفي المقابل حذر كوهن-بينديت من التحدث في مصر عن حرب أهلية محتملة دون النظر إلى طبيعة تطورات الأوضاع، وقال: "مصطلح حرب أهلية مضلل، لأنه إذا أدت الاشتباكات إلى حرب فإن الأمر هنا يدور حول نزاع بين الجيش وأصوليين، والمواطنون ليسوا فاعلين أساسيين هنا، بل ضحايا".
وكان وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله قد أعرب في وقت سابق من هذا الأسبوع عن قلقه الشديد إثر أعمال العنف التي أودت بحياة العشرات من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان لها إن فسترفيله "قلق للغاية حيال أعمال العنف التي وقعت أثناء التظاهرات وأوقعت عددا من القتلى".
وشدد فسترفيله السبت في اتصال هاتفي أجراه أول أمس السبت مع نظيره المصري نبيل فهمي على "ضرورة استئناف العملية الديمقراطية في مصر".
ع. ج / ع. ج. م (آ ف ب، د ب آ)
DW.DE
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى