حذر الكاتب الصحفي والمفكر السياسي فهمي هويدي من استمرار مواقف أطراف الأزمة كما هي عليه الآن، مشيرا إلى أنه في حال استمرارها بهذا الشكل فسوف نحتاج إلى معجزة لكي نجتاز هذه المرحلة بسلام.
وقال هويدي في مقاله بجريدة الشروق، إن التطور «الإيجابي» الذي حدث خلال العشرة أيام الأخيرة أننا انتقلنا من مرحلة إنكار الأزمة إلى الاعتراف بوجودها، لكن التباين بدا واضحا في أداء مختلف الأطراف إزاء كيفية الخروج منها، ففي حين تم دعوة بعض الشخصيات الأجنبية للتدخل في الأمر ومحاولة البحث عن مخرج، فإن بعض أصوات الداخل اختلفت في تكييف الأزمة والمخرج، فمن قائل إن البحث يدور حول صفقة، وآخر يتحدث عن وساطة، وثالث يلوح بفكرة المصالحة، ورابع يستبعد كل ما سبق ويحاول إقناعنا بأن الجهد المبذول له هدف واحد هو تبصير الإخوان وحلفائهم بأن ثمة وضعا مستجدا لا رجعة فيه، وعليهم أن ينطلقوا من التسليم بذلك، بما يعني أن مهمة الوسطاء أو المبعوثين استهدفت مخاطبة طرف دون آخر، وهو ما دعا بعض المحللين الغربيين إلى وصف المشهد الراهن في مصر بأنه «مرتبك» (روبرت فيسك في الإندبندنت البريطانية ــ 8/8).
أضاف هويدي أن أجواء الارتباك استصحبت حالة من البلبلة والحيرة روج لها الفلتان الإعلامي المشكوك في براءته الأمر الذي فتح الباب لهجوم شرس على فكرة الديمقراطية والتعددية والوفاق الوطني، وهو ما اقترن بدعوات مبطنة وصريحة إلى الفاشية والإقصاء وفرض حالة الطواريء وإعادة إنتاج حملة الحرب على الإرهاب، مشيرا إلى أن ذلك دعاه في وقت سابق إلى طرح السؤال التالي: هل نقتل المعارضين في مصر أم لا؟ وهو سؤال من وحي المشهد العبثي الذي صرنا إليه، والذي استدعا إلى الواجهة مناقشة بعض البديهيات التي تبدو وكأنها محاولة لاختراع العجلة من جديد، ذلك أننا ما عدنا متفقين حول حق المختلف ليس في التعبير عن نفسه بل حقه في الوجود من الأساس، وما عدنا متفقين على مبدأ المصالحة الوطنية التي تتم على قاعدة التوافق وليس القهر والإملاء، بل إن بعضنا ــ بمن فيهم عدد غير قليل من المثقفين ــ أصبح يعتبر أن الشعب يضم فقط الذين عارضوا الدكتور محمد مرسي، وأن الذين أيدوه ليسوا من الشعب، الأمر الذي دعاني إلى التساؤل في أكثر من مقام ومناسبة إلى التساؤل عما إذا كنا راغبين حقا في العيش المشترك تحت سقف الوطن الواحد، أم أن هذه أصبحت مسألة تتعدد فيها الاجتهادات وتختلف وجهات النظر".
هويدي: إذا استمر الوضع كما هو فسنحتاج معجزة لنجتاز الأزمة
Samira Amir
Tue, 13 Aug 2013 10:15:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى