قالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن الطريق المسدود الذي فُرض على مصر جراء تدخل الجيش في السياسة تتصاعد خطورته يوميًّا، وأنه حان الوقت للتراجع.
وأكدت الصحيفة تحت عنوان "مصر.. حان وقت التراجع" "أنه في كل مرة تقوم قوات الأمن بفتح النيران، تصبح مهمتها نحو إعادة النظام، واستعادة السلام الاجتماعي أقل مصداقية، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن تتقدم هذه القوات نحو الشرعية عبر جثث الشهداء".
وأضافت: "حتى لو تبين أن هناك نوعًا من المبالغة في تقدير خسائر العنف في نهاية الأسبوع، أو أن معظمهم لم يكن نتيجة إطلاق نار مستهدف، فإن الضحايا الذين ينظر إليهم باعتبارهم شهداء.. سيكونون حافزًا للاحتجاجات في تصعيد لا نهاية له".
ونوهت "جارديان" إلى حتمية إيقاف تلك الحلقة المفرغة، موضحة أنه عندما دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للحوار في مصر السبت الماضي تجنب في صيغته العامة الحقيقة القاسية بأن على الجيش أن يتراجع لبدء حوار هادف، كما يتعين على الإخوان المسلمين إعادة التفكير في وضعهم إذا كانت هناك ثمة فرصة لعودة الأمور إلى طبيعتها في مصر.
وأكدت الصحيفة أن "الجيش يجب أن يأخذ الخطوات الأولى"، موضحة أنه منذ أن نظم الفريق عبد الفتاح السيسي الانقلاب ضد الرئيس محمد مرسي، بات واضحا أنه يرغب في قولبة الإخوان في دور العدو أو على الأقل تصويرهم كقوة سياسية معزولة لوقت غير محدد.
وحول دلالات خطاب السيسي الذي دعا فيه الشعب للخروج الجمعة الماضي لمنحه تفويض ضد العنف والإرهاب، أوضحت أنه يمكن أن يقرأ كمحاولة لإسباغ بعض المسميات على الإخوان المسلمين، وإذا لم يكن يقصد ذلك الانطباع، فإنه لم يوضح أنه لم يكن يتهم الحركة بتلك الخطايا، كما أنه لم يسترسل في تأكيده بأن أسلحة وسترات عسكرية تم تهريبها، ولم يوضح من فعل ذلك ومتى ولماذا".
وقالت الصحيفة إن ما يعمق تلك المخاوف محاولات تجريم مرسي، وقد يضع تأويل منحرف للقانون المصري مرسي أمام المحكمة بتهمتي القتل والتخابر"، موضحة أنه من الصعب تصور كيف يمكن تفسير مقاومة ديكتاتور، وقوات أمنية كان ينشرها هذا الديكتاتور ضد المحتجين"، وأشارت إلى أن الاتهامات الأخرى مثل "التخريب الاقتصادي"، وما شابهها تبدو مضحكة؛ حيث إن الأخطاء السياسية ليست جرائم في دولة متحضرة، وبالفعل إذا كان هنالك تخريب من هذا النوع، فهنالك أدلة على أن القوى المناهضة لمرسي هي الأطراف المذنبة".
وعن التحديات التي تواجه مصر أكدت "جارديان": "أن طموحات الجنرال السيسي الشخصية تمثل مشكلة متزايدة؛ حيث بدأ في تبني أسلوب خاص من الحميمية، أسلوب قائد يخوض غمار مناقشات عميقة مع شعبه، وهو ما يشي بأنه يرى نفسه على نفس خط عبد الناصر. وقال السيسي في خطابه إنه أخبر مرسي منذ ستة شهور إن مشروعه لا يعمل، والسؤال هو أين يمكن في الوصف الوظيفي العسكري أن نجد ما يسمح للسيسي بإخبار رئيس منتخب عما يجب أن يفعله؟ إن أقصى ما يمكنه هو أن يسدي له النصح أو أن يقترح".
واعتبرت الصحيفة إن تجاوز الجيش الحد في "شعور الاستحقاق" هو أحد أوجه الأمراض السياسية التي تعاني منها مصر، إنه جيش لم يدخل في حرب على مدى جيل، ولم يواجه تحديا خطيرًا من أعداء خارجية، ورغم ذلك يمتص موارد هائلة ويستمتع بامتيازات ملحوظة، ويدعي لنفسه عن غير حق حقوقا سياسية خاصة.
وقالت ان مصر يجب أن تحد من نفوذ الجيش، ولا تعزز ذلك النفوذ، ولكن حاليا فإن قرارات الجيش وحلفائه المدنيين المتوترين حساسة للغاية، يجب أن يطلقوا سراح قيادات الإخوان، والتوصل إلى صيغة لرد الاعتبار لمرسي، ووضع إطار من المحادثات مقبول من الإخوان المسلمين، وإلا ستسفك العديد من الدماء على أرصفة القاهرة وغيرها من المحافظات".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى