آخر المواضيع

آخر الأخبار

08‏/08‏/2013

عمرو حمزاوي يكتب: مصر بعد ٣٠ يونيو

 

منذ ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ لم تشهد المساحة العامة فى مصر موجة عنف لفظى وسياسى كالموجة الحالية التى بدأت فى أعقاب ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وتدفع بالدولة والمجتمع إلى هاوية خطيرة وابتعاد كامل عن مسار تحول ديمقراطى.
أما العنف اللفظى فيظهر بوضوح فى الخطاب الإعلامى المهيمن اليوم (فى الصحافة كما فى القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعى) الذى يمارس منتجوه منذ ٣٠ يونيو نزع الوطنية عن عموم جماعة الإخوان وحلفائها فى اليمين الدينى، ويتورطون بفاشية فى تخوين كل صوت سياسى أو إعلامى يعارض لأسباب ديمقراطية تدخل الجيش فى السياسة ويرفض الصمت على انتهاكات حقوق الإنسان. والآلية المتبعة هنا هى الترويج المستمر لمقولات تمييزية ضد معارضى ترتيبات ما بعد ٣٠ يونيو عبر إعادة إنتاج تصور أحادى واستبدادى «للوطنية المصرية» ومن خلاله عزل المعارضين بالتشكيك زيفا فى وطنيتهم وإطلاق العنان للشوفينية المصرية باتجاه الجوار العربى (الفقير أى غير
الخليجى) ولخطاب المؤامرات باتجاه الغرب.
يحدث هذا معى ومع آخرين وعلى هوامشه نواجه شائعات للتشويه لا يصدقها عقل ككوننا خلايا إخوانية نائمة أو حلفاء لليمين الدينى أو عملاء للمصالح الغربية التى يزعم دفاعها عن الإخوان، وعلى لا معقولية هذه الشائعات إلا أنها تنتشر بسرعة مرعبة وتجد كل يوم مجموعات جديدة من المروجين فى المساحة العامة. يحدث هذا، وعلى هوامشه تدور حروب المفاهيم والتصنيفات التى أواجه بها أنا وغيرى ضغوطا متصاعدة لتمسكنا بتوصيف تدخل الجيش لعزل الدكتور محمد مرسى كانقلاب عسكرى ناعم جاء بعد مقدمات شعبية ارتبطت بلحظة
غضب واسعة فى ٣٠ يونيو.
أما العنف السياسى، فى الجوهر إقصاء وإلغاء الآخر وإبعاده عن المساحة العامة، فيسيطر على فعل أغلبية الأحزاب والتيارات والمؤسسات التى تشغل اليوم المواقع المؤثرة. جماعة الإخوان وحلفائها فى اليمين الدينى، من جهة أولى، يتجاهلون كون لحظة الغضب الواسعة فى ٣٠ يونيو جاءت، بعيدا عن علامات الاستفهام المشروعة بشأن أدوار بعض أجهزة الدولة وبعض المصالح الاقتصادية والمالية، كحصاد لأخطائهم الكارثية فى إدارة الشأن العام والسياسى فى عام الرئيس المنتخب. رفضهم المبرر لتدخل الجيش لعزل الرئيس المنتخب يدفع فى خطوة تالية وبعنف سياسى واضح إلى إقصاء وإلغاء القطاعات الشعبية الكثيرة التى شاركت فى ٣٠ يونيو، إلى تحريض بعض قياداتهم وعناصرهم على ممارسة العنف والخروج على القانون والشحن الطائفى الصريح ضد الأقباط والاستهانة بالدماء والاستقواء بالخارج، إلى قطع شعرة التواصل الأخيرة مع القطاعات الشعبية الرافضة لهم، إلى رفض تطبيق برنامج محدد المعالم للمحاسبة والعدالة الانتقالية على عام رئاسة الدكتور مرسى كما ينبغى تطبيقه على عقود حكم الرئيس السابق مبارك وفترة المجلس العسكرى والإدارة الحالية.
من جهة ثانية، يسيطر العنف السياسى أيضا على فعل الأحزاب والتيارات اليمينية واليسارية المؤيدة لتدخل الجيش ولترتيبات ما بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
هذه الأحزاب والتيارات التى تدعى الدفاع عن الليبرالية أو العدالة الاجتماعية ومدنية الدولة والقيم الديمقراطية وسيادة القانون، وكل هذه
المضامين تتعارض مع استدعاء الجيش إلى السياسة وتأييد تدخله والاستقواء به، تروج اليوم لفاشية الإقصاء على الهوية السياسية وتقبل التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان بمعايير مزدوجة. هذه الأحزاب والتيارات، وهى فى فعلها بل وخطابها السياسى شديدة التشابه مع أحزاب اليمين واليسار الفاشية فى أوروبا النصف الأول من القرن العشرين وأمريكا اللاتينية النصف الثانى، تسهم فى عسكرة المخيلة الجماعية للمصريات وللمصريين وتسحب البساط المجتمعى بعيدا عن الإمكانية الفعلية للتأسيس لسياسة مدنية ومؤسسات منتخبة ذات شرعية ديمقراطية تلتزم سيادة القانون وتخضع المؤسسات العسكرية والأمنية لرقابتها. هذه الأحزاب والتيارات تتحالف اليوم مع أجنحة داخل مؤسسات وأجهزة الدولة ومصالح اقتصادية ومالية تريد تصفية ثورة يناير ٢٠١١ والانقلاب عليها وتوصيفها كهوجة أو نكسة جاء ٣٠ يونيو لتجاوزها وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، إلى نظام الرئيس مبارك بمكوناته القمعية والفاسدة وبالقطع دون أى تطبيق جاد للمحاسبة والعدالة الانتقالية.

عمرو حمزاوي يكتب: مصر بعد ٣٠ يونيو
Samira Amir
Thu, 08 Aug 2013 09:07:00 GMT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى