الوصول إلى القمة صعب لكن الحفاظ عليها هو "الهضبة"..
30 سنة عمرو دياب.. النجم البورسعيدى يتربع على قلب جمهوره لـ3 عقود كاملة يتحدى خلالها كل الأحداث السياسية والاجتماعية وركود سوق الكاسيت.. "ميال" بداية الأرقام القياسية.. والحفلات ترفع شعار "كامل العدد"
مع النجاح الذى يحققه ألبوم "الليلة" للنجم عمرو دياب فى سوق الكاسيت يحتفل محبوه بمرور 30 عاما على بداية مشواره الفنى الذى ما زال فى قمة عطائه، وهى رحلة فنية ممتدة تستحق أن نقف عندها كثيرا، خصوصا أنه يعد ظاهرة فنية قلما تتكرر، فلم يحافظ مطرب على صوته وصورته أمام الجمهور، وحبهم له مثلما فعل دياب طوال 3 عقود متتالية.
ويبدو أن نشأة دياب ومولده فى مدينة ساحلية لها طابع خاص ومميز وهى بورسعيد الباسلة التى قهرت العديد من الأعداء على مدار تاريخها، زرعت فى ابنها الصمود والثبات والإصرار على النجاح والتواجد دائما فى الصدارة، ولا ينسى دياب تلك اللحظة التى أعطاه فيها محافظ بورسعيد "جيتار" هدية وذلك فى إحدى احتفالات 23 أكتوبر، وكان دياب لم يبلغ بعدها عامه السادس، وأعطاه المحافظ الجيتار، بعد غنائه النشيد الوطنى "بلادى بلادى"، وكانت تلك المرة الأولى التى يقف فيها الهضبة أمام ميكرفون الإذاعة ببورسعيد ليغنى.
ومع ولع دياب بالموسيقى أجاد العزف على آلة البيانو، وعمره لم يتعد الـ10 سنوات، كما أنه أسس فرقة غنائية صغيرة ومتواضعة الإمكانيات ولكن كثيرة الطموحات وهى "فرقة الشياطين"، وأحيوا عدة أفراح وحفلات فى بورسعيد وذاع صيته قليلا فى بلدته، ثم صار يغنى فى أحد نوادى اليخت لجمهور يكثر أحيانا ويقل أحيانا أخرى.
وفى أحد الأيام قرر دياب أن يخوض المغامرة ويذهب للقاهرة وكان تشجيع والد عمرو دياب لابنه بمثابة الحافز الكبير الذى جعله يتغلب على صعوبات أيامه أو سنواته الأولى فى القاهرة تلك المدينة المزدحمة بإيقاعها السريع، حيث حمل دياب أحلامه معه من المدينة الصغيرة إلى العاصمة وأصر على صقل موهبته بالدراسة، ليلتحق بمعهد الموسيقى العربية عام 1982 ويتعرف هناك على العديد من صناع الموسيقى الذين لمسوا فيه مشروع نجم ومطرب كبير، حتى أصدر أول ألبوم غنائى له بعنوان "يا طريق" عام 1983، وبدأ دياب حينئذ يشعر بأن الطريق فعلا بات مفتوحا أمامه، لكنه الطريق المحمل بالمخاطر فوجد نفسه مع أصوات قوية حينئذ لها جمهورها وأبرزها هانى شاكر ومدحت صالح وعلى الحجار وغيرها من الأصوات المميزة التى ملأت الساحة الغنائية بأغنيات تعلق بها الجمهور.
وسط هذا الزحام من الأصوات القوية كان من الصعب على أى مطرب جديد أن يثبت نفسه لذا اختار دياب بذكاء فنى أن يقدم أغانى وألحانا مختلفة مرددا على نفسه نصائح موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، التى قالها له فى أحد الأيام، "استمر ولا تخف من النقد، واستفد منه، لكن دون أن تسقط، أحب نفسك وجمهورك لكى تستطيع إسعادهم" واستمع أيضا إلى نصائح من عمالقة الموسيقى فتحى سلامة، وعزيز الناصر، وهانى شنودة، الذين أكدوا عليه ألا ييأس مهما واجه من أزمات"، ومع صعوبة بداية المشوار وإثبات الذات اعتمد دياب على المزج بين الإيقاعات الغربية والموسيقى الشرقية أو المصرية، واستمر فى صقل موهبته بالدراسة حتى حصل على درجة البكالوريوس فى تخصص الموسيقى العربية من أكاديمية الفنون عام 1986.
وأصدر دياب بعد ألبومه الأول 3 ألبومات هى: "هلا هلا" عام 1986 و"خالصين" و"أسف لا يوجد حل آخر" عام 1987، لكن مع العام التالى كان دياب على موعد مع التألق بعدما شعر بأن التحديات أمامه كبيرة واستمع لنصائح المقربين منه الذين أكدوا له أن ليس مطربا عاديا لكى يصدر ألبوما ناجحا فقط بل لا بد أن يكون ألبوم عبارة عن ظاهرة فنية، يتحدث عنها كل محبى الغناء والجمهور وهو ما تحقق بالفعل فى ألبومه، "ميال" الذى يعد أول ألبوم غنائى فى مصر يحقق مبيعات فوق المليون نسخة بل وأصدرت شركة صوت الدلتا منه حينئذ 4 طبعات مختلفة لكى تلبى احتياجات السوق.
ولم يقف دياب عند نجاح "ميال" فقط بل ظل يبحث عن الجديد الذى يقدمه بعد ذلك، ووجد ضالته فى الموزع الموسيقى حميد الشاعرى التى كانت إيقاعاته وتوزيعاته ذات الطابع الخاص سمة مميزة له، ليتعاون الشاعرى مع دياب فى ألبوم "شوقنا" وحققت الأغنية الرئيسية للألبوم نجاحا كبيرا مع إيقاعها الراقص، واستمر دياب فى تقديم الألبومات الناجحة عاما وراء الأخر، ومع كل ألبوم يضيف لمسة خاصة وتطورا جديدا فى شكل الموسيقى والغناء المصرى، فدياب استخدم آلة الساكس فون بألبوم "حبيبى" ثم لجأ إلى الجيتار بشكل أساسى فى ألبوم "ويلومونى" وظل يتنقل بين التنويعات والتوزيعات الموسيقية المختلفة عاما تلو الآخر، ويبدو أن ذلك يعد السبب الرئيسى الذى يجعل جمهور سوق الكاسيت يتساءل فى شغف عن موعد طرح ألبوم الهضبة كل عام، وهو الأمر الذى لا يتكرر مع غيره من المطربين لكن القصة مع دياب مختلفة حتى إن سؤال مثل "هو ألبوم دياب ينزل امتى" بات سؤالا عاديا ومكررا كل عام، لكنه السؤال الذى يتحدى به دياب كل ما يقال عن تراجع سوق الكاسيت، فيبدو أن هذه الظاهرة والظروف السيئة التى يمر بها سوق الكاسيت فى مصر طيلة السنوات الماضية لم تطل عمرو دياب.
الملفت للانتباه أن حفلات دياب الغنائية ترفع دائما لافتة "كامل العدد" حيث أحيا دياب عدة حفلات ناجحة فى مصر وكافة البلاد العربية، وقام بجولات غنائية فى بلدان أوروبية مختلفة وكذلك أمريكا وأستراليا، وكندا، كذلك لا يغنى فى حفلات مشتركة مع مطربين آخرين بل تكون الحفلة مخصصة له فقط، كما أن دياب من أوائل المطربين الذين استعانوا براقصات وراقصين على المسرح فى حفلاته كأنه يقدم فيديو كليب، لذا فهو أضاف حيوية خاصة على المسرح قلده بعدها مطربون آخرون.
ويعد دياب من أكثر المطربين الذين ترجمت أغانيهم منذ بداية مشوارهم الفنى إلى عدد من اللغات المختلفة، مثل أغنية "ميال" عام 1989 وترجمت إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، و"ويلومونى" التى غناها عام 1994، وترجمت إلى اللغة الهندية والإنجليزية، و"نور العين" التى غناها عام 1996 وحققت نجاحا كبيرا جدا، وترجمت إلى اللغة الإنجليزية واللغة الإسبانية وغنتها فرقة جيف كينج، وأغنية "تملى معاك" التى غناها عام2000 وترجمت إلى العديد من اللغات وغناها أكثر من مطرب، حيث ترجمت إلى اللغة البلغارية وغنتها إيفانا عام 2002، ثم ترجمت إلى اللغة الهندية وغناها أمير جميل عام 2004، وبعدها ترجمت إلى اللغة التركية وغناها أركان هاكان عام 2006، ثم ترجمت عام 2007 إلى اللغة الإسبانية وغناها أنتونيوكارمونا، وبعدها إلى اللغة الألبانية وغناها غازى، واليونانية وغناها ليفيريتس بانتازيس، ثم الأرمينية وغنتها أولجا، ثم إلى اللغات الأرجنتينية والإنجليزية والهندية.
وتمت ترجمة العديد من أغانى دياب الأخرى منها "العالم الله"، و"بعترف"، و"هى عاملة إيه"، و"وقصاد عينى"، و"ريحة الحبايب"، و"خد قلبى معاه"، و"ليلى نهارى"، وأغنية "آه من الفراق" التى ترجمت إلى اللغة التركية عام 2010.
وكما تميز دياب فى الألبومات والحفلات تألق بشكل واضح فى الفيديو كليب فمع بداية الثمانينات باتت ظاهرة الفيديو كليب فى الانتشار وأصبحت ضرورة فنية وإنتاجية، وعلى يد عمرو دياب تحولت إلى بوابة للموضة والأزياء، بل إن الجمهور كان يتابع حفلاته الغنائية ليقلد دياب فى طريقة ملابسه وهو ما حدث مع الحفل الغنائى الذى أحياه عام 1990 فى افتتاح بطولة الأمم الأفريقية الخامسة للألعاب، وغنى خلاله أغنية "بالحب أتجمعنا" بـ3 لغات العربية والإنجليزية والفرنسية، ولا ينسى أحد "البلوفر" الظاهرة الذى انتشر بشدة بين الشباب بمصر بعد أن ارتداه دياب فى كليب "تملى معاك".
ولم تكن الموضة هى الشىء المميز فقط فى كليبات دياب بل تعداها أيضا إلى أن الموديلز اللائى يظهرن معه فى الكليبات يصبحن نجوما بعد ذلك وأغلبهن أجنبيات مثل الموديلز الشهيرة فى كليب "تملى معاك" وأيضا "أنا عايش"، بل إن الجمهور المصرى تعرف لأول مرة على المطرب والفنان الراحل طلعت زين عندما ظهر فى كليب "تعالى" مع دياب وهو الكليب الذى كان مختلفا فى شكله وطريقة إخراجه.
وحقق الهضبة أعلى مبيعات فى تاريخ الكاسيت العربى من خلال ألبوم "وياه" الذى طرحه عام 2009، حيث وصلت نسبة مبيعاته خلال شهر واحد فقط ما يقرب من 3 ملايين نسخة، وحصل من خلاله على جائزة أفريكا ميوزك أوورد وورلد ميوزك أورود للمرة الرابعة، والتى كان حصل عليها من قبل 3 مرات فى ألبومات، وهم "نور العين" عام 1996، و"أنا أكتر واحد بحبك" عام 2001، و"الليلة دى" عام 2007، كما حصل على الأسطوانة البلاتينية 4 مرات أيضا فى ألبومات "ماتخفيش"، و"حبيبى"، و"أيامنا"، و"نور العين" كما حصل على جائزة الأسطوانة الذهبية عن ألبوم "حبيبى" عام 1991،
ورشح عمرو دياب لجائزة الجرامى أورد عام 1996 عن أغنية نور العين وكان أول مغن عربى يرشح لهذه الجائزة، ورشح أيضا لنفس الجائزة مرة أخرى كأفضل أغنية عن أغنية "تملى معاك"، كما تم اختيار أغنية ميال من ضمن أحسن 50 أغنية فى العالم، وتم ترجمتها إلى أكثر من 5 لغات عالمية عام 1989.
تربع عمرو دياب على قلوب الشباب ومحافظا على تواجده فى القمة لمدة 30 عاما كاملة، واستطاع أن يكون له الملايين من العشاق والمعجبين والمهووسين أيضا، فعمرولم يسيطر فقط على وجدان الشباب بأغانيه وألبوماته، بل سيطر عليهم بشكل كامل فأصبح هو النموذج الذى يحتذى به.
وخلال مشواره الغنائى الطويل قدم دياب 4 أفلام فقط هى "آيس كريم فى جليم" عام 1992 والذى حقق نجاحا كبيرا، وأيضا فيلم "ضحك ولعب وجد وحب" مع النجم عمر الشريف والنجمة يسرا عام 1993، وفيلم "العفاريت مع النجمة الراحلة مديحة كامل، والذى حقق خلاله نجاحا كبيرا أيضا وكان قريبا جدا من قلب الأطفال، وظهر كضيف شرف فى "السجينتان" مع إلهام شاهين، وسماح أنور فى عام 1988.
ويحرص دياب على أن يظل دائما فى كامل لياقته الذهنية والبدنية لذا فهو يمارس الرياضة يوميا بانتظام شديد حسبما أكد بنفسه فى أحد اللقاءات التليفزيونية ويبتعد تماما عن السجائر وأى شيء يضر بالصحة، كما أن استقرار حياته العائلية والعاطفية ساعده بشكل أساسى على التركيز فى عمله، ليبتعد عن الشائعات التى لا يسلم منها أى فنان، واللافت للنظر أن دياب مقل جدا فى أحاديثه الإعلامية ولقاءاته التليفزيونية بل أنه من النادر أن نجده ضيفا على أى من البرامج بالقنوات الفضائية المختلفة، كما أنه لا يجرى لقاءات صحفية، ويفضل أن يركز أكثر فى عمله والموسيقى الجديدة التى يقدمها وأن يهتم بأسرته.
جوائز عمرو دياب العالمية
جائزة ورلد ميوزك أورد 1998
جائزة ورلد ميوزك أورد 2007
جائزة ورلد ميوزك أورد 2010
جائزة أفريقيا ميوزك أورد 2009
أفريقيا ميوزك أورد 2010 جائزة
جائزة حفل توزيع جوائز الميما 2010
جائزة بيج أبل ميوزك أورد
تم اختيار أغنية ميال من ضمن أحسن 50 أغنية في العالم وتم ترجمتها إلى أكثر من 5 لغات عالمية
عمرو دياب من أكثر المطربين الذين ترجمت أغانيهم منذ بداية مشوارهم الفني إلى عدد من اللغات المختلفة
ليلي نهاري بالأرجنتيني
تملي معاك بالهندي
09/09/2013
تقرير .. عمرو دياب ..النجم البورسعيدى يتربع على قلب جمهوره لـ3 عقود كاملة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
عمرو دياب نجم كبير يستحق لقب الهضبه فعلا
ردحذفموضوع متميز فعلا ,, شكرا لك
ردحذف