تقرير مجدي الصفتي:
سيطرت حالة من الضبابية والغموض على مكان التحفظ على الرئيس محمد مرسي الذي عزله شعب مصر بعد بقائه في سدة الحكم 367 يوما فقط، من اصل 1460 يوما هي مدة السنوات الاربع التي كان من المفترض ان يظل خلالها رئيسا لمصر وحتى عام 2016 الا ان كافة التقارير اشارت الى نقل مرسي فجر امس الي احد اماكن التحفظ والاقامة الجبرية بسيارة سوداء خاصة من مقر اقامته الذي بدأها في 29 يونيو الماضي أي قبل اندلاع الثورة ضده بـ24 ساعة في استراحة الحرس الجمهوري على طريق صلاح سالم.
وتم نقله الي مكان ما بمفرده في الوقت الذي ابقت فيه القوات المسلحة على اسرته زوجته ام احمد واولاده عمر واحمد والشيماء في مقر الاستراحة الرئاسية، وحسب مصادر واسعة الاطلاع فإن الحرس الجمهوري والقيادة العامة للقوات المسلحة اتخذت هذا الاجراء الاحترازي ورفضت طلب أم احمد بالعودة الى منزلها في حي الفلل في الزقازيق بالشرقية أو منزلها في التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة حيث تم تعيين حراسات امنية مشددة على منزل مرسي
ويتردد انه تم اغلاقهما بالشمع الاحمر، لحين تفتيش المحتويات بحثا عن اوراق سرية تتعلق بتنظيم جماعة الاخوان.
وقالت المصادر ان أم احمد قد انتابتها حالة عصبية وسط نوبة من البكاء الشديد عند خروج زوجها من مقر الاستراحة المقيمين فيها واستدعت القوات المسؤولة عن الاستراحة فريقا من الاطباء المعالجين لمنحها حقن تهدئة في الوقت الذي بكى فيه نجلا مرسي عمر والشيماء بينما كان احمد النجل الاكبر لمرسي في حالة ذهول واحباط شديدين وانه ظل يجري اتصالات مع قيادات جماعة الاخوان خاصة المرشد العام للاخوان وخيرت الشاطر والدكتور سعد الكتاتني وعصام العريان الا انه لم يتلق اجابة من احد، بعد ان سقط نظام الاخوان وحتى لا يتم تحديد مكان أي منهما، ورفضت اسرة مرسي رفضا كاملا تناول العشاء على الرغم من الاستضافة «فايف ستارز» التي نظمتها قيادة الحرس الجمهوري، وتوسلت الشيماء العودة الى منزلهم في الشرقية وهدأ الحراس من روعها وحاولوا طمأنتها ولكن ظلت تطالب برؤية والدها.
في الوقت نفسه كشفت الروايات القوية ليلة القبض على مرسي وقالت احد ابرز الروايات ان التحفظ على مرسي قد بدأ 29 يونيو عندما انتهى يوم عمله في مقر قصر القبة الرئاسي الذي انتقل اليه بعد محاصرة مقر عمله الدائم في قصر الاتحادية، وخرج ليذهب الى منزله في التجمع الخامس الا ان الحرس الخاص له وقيادات الحرس الجمهوري ابلغته في حسم انه سيتم نقله الى استراحة الحرس الجمهوري للاقامة المؤقتة، حتى لا يتعرض لأية مخاطر امنية واكدوا ان تقارير استخباراتية انتهت الى ضرورة اقامته في هذا المكان، واضطر الانصياع الى الطلبات الامنية ظنا منه انها حرصا على حياته ضد أي خطر يتهدده من الشعب الرافض له وقد تم اعداد حجرته وجناحه بطريقة لائقة بالمنصب الذي يتقلده الا ان مرسي فوجئ بعد ساعتين فقط بحضور زوجته وابنائه من احدى الاستراحات الرئاسية ويقال انها استراحة القناطر الخيرية وفوجئ مرسي بدخول اسرته عليه وتجهيز اماكن للاقامة لهم على نفس المستوى.
وقالت الرواية ان القلق بدأ ينتاب مرسي في صباح اليوم التالي عندما طلب من الحرس الجمهوري احضار المرشد العام للاخوان والدكتور سعد الكتاتني والدكتور احمد فهمي رئيس مجلس الشورى ومساعديه عصام الحداد وباكينام الشرقاوي غير ان الرواية تؤكد انه لم يطلب خيرت الشاطر، غير ان طلباته رُفضت بحجة عدم امكانية دخول أي من الذين طلبهم مقر الحرس الجمهوري وبدأت المخاوف تتسلل الى قلب مرسي بل وابنه الاكبر احمد. واشارت الرواية الى ان السماح بلقائه كان قاصرا على وزيري الدفاع والداخلية ورئيس الحكومة السابق الدكتور هشام قنديل ورئيس جهازي الاستخبارات العامة والعسكرية فقط.
وعندما ألح في طلبه استدعاء المقربين له من جماعة الاخوان واضاف اليهم الدكتور عصام العريان وطارق الزمر والمذيع الاخواني المشهور «خليل» على قناة مصر 25 الاخوانية والتي يساهم فيها مرسي وتم رفضها ظل يردد هو فيه ايه بالضبط فتصارحوني ايه الحكاية هو انا معتقل ولا ايه، وكان المكلفون بحراسته على قدر عال من «الشياكة» واللياقة في التعامل وكانت ردودهم مقتضبة للغاية وتركزت في كلمة (اجراءات امنية يا فندم) حفاظا على حياتك.
ولكن هذا الرد لم يقنع مرسي الذي حاول ان يفهم الا ان ذلك لم يتحقق له حتى ان الفريق اول عبدالفتاح السيسي عند لقائه له لم يرد سوى بإجراءات امنية ولا داعي للقلق، في حين كانت المخابرات العامة والعسكرية تحدد اماكن قيادات جماعة الاخوان ورموز التيارات الاسلامية في الجماعة الاسلامية وحركة حازمون، ومقرات الاخوان ووضعها تحت المراقبة الامنية الصارمة لمراقبة دخول أو خروج اية اوراق أو مستندات، باعتبارها تمثل قمة الاستدلالات الامنية للكشف عن مخططاتهم السرية.
وفي ليلة توجيه السيسي انذاره الى مرسي عبر التلفزيون شاهده مرسي في حجرته ادرك ان ايامه بالرئاسة باتت معدودة للغاية خاصة وان السيسي الذي طلبه مرسي على عجل ومعه وزير الداخلية ابلغاه ان الحالة (ميئوس منها) في الشارع المصري وانه لا بديل على التنحي وصرخ مرسي يعني ايه يسقطوني انا جئت بالصندوق فطلب منه السيسي ووزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم الهدوء. بل وقالت احدى الروايات ان تعهدا قد تلقاه مرسي في حالة اعلان تنحيه بدلا من ان يتحول الامر الى موقف دراماتيكي صعب بخروجه بأمان غير ان مرسي واصل العناد وهدد بإقالتهما وعزلهما ويتردد ان مرسي هدد بمحاكمة كل من يحاول عزله واستعان بنجله لكتابة تغريدات تهديدية على صفحته على موقع تويتر واطلاق الصيحات لنجدته الى جماعته وانصاره من الاهل والعشيرة.
http://kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=288061
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى