لعل أبرز تساؤل يمكن أن يطرح بعد الاستماع للتسريب الأخير لحوار الفريق عبدالفتاح السيسي مع الصحفي ياسر رزق، هو ذلك الذي يتحدث عما إذا كان السيسي سيقوم بالتضحية ببعض أركان الانقلاب، والذي ما يزال يفقد قوته يوماً بعد يوم؟
السيسي في التسريب الأخير اعترف بقتل متظاهرين أمام دار الحرس الجمهوري في الثامن من يوليو الماضي، إلا أنه استدرك في القول بأن عناصر غير مدربة وراء هذا العدد من القتلى، في إشارة ربما لعناصر الشرطة، ما يثير جدلاً حول وجود نية لدى السيسي للتضحية بوزير داخلية الانقلاب محمد إبراهيم، خاصة وأن عدد المجازر والانتهاكات التي قامت بها سلطات الانقلاب كانت أكثر مما تتحمله تلك السلطات، ما يلزم تقديم كبش فداء للانقلاب.
ودحضت هذه التصريحات، مزاعم الإعلام وسلطات الانقلاب حول ما تردد وقتها عن أن المعتصمين أمام دار الحرس الجمهوري حاولوا اقتحامه وهو ما دفع القوات المرابضة هناك إلى التصدي لهم، وهي المزاعم التي أسقطها السيسي بنفسه.
هذا التصريح المفاجئ من السيسي، يشير إلى وجود حالة من الخوف والقلق لدى الفريق، والتي وصلت به إلى حد وصف الرئيس الذي انقلب عليه وعزله بـ «الرئيس»، في الوقت الذي كان يمكن له أن يقول المعزول أو السابق، وهو ما يعد اعترافاً ضمنياً من السيسي بشرعية الرئيس.
ورغم حديث السيسي بشيء من التفصيل عن مجزرة الحرس الجمهوري، إلا أنه تهرب من الحديث بنفس الدرجة عن مجرزة رابعة، مكتفياً بالقول بأن عدد القتلى كان أقل من المتوقع، دون أن يشير إلى هذا العدد، أو حتى يوضح ماهية هذا العدد المتوقع!
المصدر:
التغيير -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى