اعتبر الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس "الدعوة السلفية" أن الكلام عن عودة "الإخوان المسلمين" إلى السلطة من قبيل "الأوهام البعيدة عن الواقع"، محملاً سياسات الجماعة مسؤولية الإضرار بالمشروع الإسلامي، بعد أن دخلت في عداء مع العديد من مؤسسات الدولة إبان وجود الرئيس الإسلامي محمد مرسي في الحكم لمدة عام قبل إطاحة الجيش به في الثالث من يوليو الماضي. وفي رده على سؤال عبر موقع "صوت السلف" حول مستقبل "الدعوة السلفية"، وذراعها السياسي حزب "النور" حول إذا فشل "الانقلاب"، وعاد الرئيس المعزول إلى الحكم ثانية أو جاء رئيس إخواني أو متعاطف معهم، قال برهامي "نحن نتعامل مع الواقع ونتعرف على واجب الوقت، وليس لنا أن نعيش الافتراضات "فضلاً عن الأوهام البعيدة عن الواقع"؛ فنبني عليها تساؤلات ونبحث عن إجاباتها"! وأكد برهامي أن "الدعوة السلفية تلتزم بمنهج أهل السنة والجماعة وهم الطائفة المنصورة، ولن تضيع -بإذن الله-، وقد تحملتْ أكثر بكثير مما تخشاه -مما يخدع به الناس- أيام الطاغية "مبارك"، ولم يتمكن أحد، ولن يتمكن أحد -بإذن الله- من إيقافها".
وأبدى دهشته من قول أنصار "الإخوان" إنهم كانوا على الحق، وإن المظاهرات والاعتصامات و"معاندة" الجيش، والشرطة، والقضاء، والدولة العميقة كانت هي الطريقة الناجحة لنيل الحقوق، وفق ما ورد في نص السؤال. واستدرك قائلاً: "يا للعجب لمَن يترك ما وجب عليه في وقته، ويظل يحسب حسابات هي أبعد شيء عن الواقع، ويتصور أنه إذا انتصر سيقول: إننا كنا على الحق في معاندة المجتمع كله... وليس فقط مَن ذكرتَهم"! وتابع: "ولو حدث ذلك فلن يضيع حقنا؛ لأننا سنظل نطالِب بالحق وندعو بالحق، وما ضاع حق وراءه مطالِب". ورأى نائب رئيس "الدعوة السلفية"، أن "المعاندة للجيش والشرطة والقضاء جاءت بالسلب والضرر على العمل الإسلامي كله في مصر وغيرها"، مدافعًا عن موقف العلماء من الأحداث والتطورات التي شهدتها مصر على مدار الشهور الماضية، بقوله: "وهل سكت أهل العلم من أهل السنة عن الحق وإنكار المنكر"؟!.
واستدرك قائلا: "إنما امتنعنا من المشاركة في المظاهرات محسومة العاقبة عندنا من سفك الدماء، وانتهاك الحرمات بلا ثمرة! بل ثمرتها مرة غاية المرارة من كراهية الناس لما يسمى بالمشروع الإسلامي، أو بالحقيقة "الجماعة" التي كانت ترفع شعارات لحكمها دون تطبيق"! وردًا على استشهاد السائل بمقولة الإمام أحمد: "إذا سكت العالِم تقيه والجاهل لا يدري فكيف يصل الحق للناس؟، قال برهامي إن "الإمام أحمد -رحمه الله- صبر واحتسب، وحمَى الله به الدين فجزاه الله خيرًا، وغيره من العلماء قد أخذوا بالرخصة؛ لعموم الأدلة، ولن يعدم الله الأمة من قائل بالحق جاهر به يحفظ الله به الدين". وأكد أن "الإمام أحمد -رحمه الله- لم يجمع العامة ليصطدم بهم مع الخليفة وجنده" ـ ملمحًا بذلك إلى التظاهرات والاعتصامات التي نظمها "الإخوان المسلمون" وأنصارهم في "التحالف الوطني لدعم الشرعية" عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي ـ بل عندما طلب الخليفة التوقف عن الكلام في مسألة خلق القرآن توقف؛ إلا أنه كان يعلِّم تلامذته الحق بينه وبينهم، ونحن -بحمد الله- لم نتوقف عن قول الحق سرًّا وجهرًا، وإنما الكلام على الصدام الدموي من أجل كرسي الرئاسة بلا شوكة"!
الجزيرة مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى