أصيبت "أم العروسة" وقتل "أقاربها"..
أسرة "عازر": فرح الابنة تحوَّل لـ "مأتم عائلي"
تعددت الروايات والهم واحد، لكل فرد في مأساة "كنيسة الوراق" شأن يغنيه، الرصاص الطائش لم يفرق بين مسلم وقبطي في محيط الكنيسة.
على أسرة متجاورة بمستشفى الساحل، كان مصابو الحادث مسلمين وأقباطًا يروون شهاداتهم عن العرس الذي تحول بين طرفة عين وانتباهتها إلى "مأتم جماعي" للمنطقة بأسرها، بينما أسرة "عازر" التي كانت قاب قوسين أو أدنى من ترديد ألحان "الإكليل"، أصبحت تبكي أحباءها.
والأسرة القادمة من أوسيم للاحتفال بزواج ابنتها، تفرق أبناؤها على مستشفيات الساحل ومعهد ناصر بعد تعرضهم لإصابات بالغة جراء إطلاق الرصاص، إضافة إلى فقد أربعة بينهم طفلة.
"مصر العربية" رصدت روايات الأسرة المكلومة، والمصابين المسلمين من داخل المستشفيات، فقال رامى سمير - نجار مقيم بأوسيم – إنه جاء للكنيسة مع عائلته للاحتفال بحفل زفاف "ابنة عمته" كاترين، ويضيف: "كنا نستقل أتوبيسا وفور قدومنا لكنيسة الوراق فوجئنا بإطلاق النار وأصبت بطلق ناري في الساق.
غرفة العمليات
إلى جواره كانت "هدى فهمى" خالة العروسة، شقيقة أول الضحايا "سمير فهمي عازر"، هدى التي كانت داخل الكنيسة إبان إطلاق الرصاص أصيبت بطلق ناري في الفخذ وسقطت مغشيًا عليها.
تقول: "جئت لحضور حفل زفاف "ابنة أختي"، ولم أدرك ما حدث إلا بعد خروجي من غرفة العمليات".
المعاناة الجسدية لم تتوقف عند مستشفى الساحل فقط، إنما امتدت إلى معهد ناصر، هناك ترقد "أم العروس" التي لم تفقد فقط فرحتها بابنتها، إنما سقط فؤادها في فقد أخيها وابنة أختها.
تقول "نبيله فهمى عاذر" أم العروسة – والدموع تنهمر من عينيها، كنت أنتظر قدوم ابنتي خارج الكنيسة فى أعقاب مكالمة هاتفية أكدت خلالها أنها على بعد أمتار من "الوراق".
وتضيف: "بعدها دوت طلقات الرصاص في الهواء، لم يتوقع أحد أنها طلقات غادرة، الجميع أمام الكنيسة اعتبرها طلقات "احتفالية" بقدوم العروس، وفجأة شاهدت أخي وابنة شقيقتي وأقاربي يتساقطون على الأرض".
تستطرد الأم: "كل شيء تحول إلى لون الدم، وفجأة أصبت بطلق ناري بالقدم، ونقلت للمستشفى، وبعد أن كنت في انتظار ابنتي للاحتفال بها، فوجئت بها قادمة خلفي للمستشفى بفستانها الأبيض لتجد أقاربها ما بين جريح وقتيل وتنهار تماما".
ومن جانبه قال عوض بطرس خليل - زوج شقيقة العروسة - ليس لنا خصومة ثأرية مع أحد، لافتا إلى أن الثأر ولو كان موجودا لا يتم بهذه الصورة العشوائية، ولا يستهدف سيدة أو طفلاً.
وأضاف: "صاحب الثأر لا يهرب إنما يعلن عن ذاته ابتهاجا باسترداد حقه".
كما أصيب "عماد سيد عبد الفتاح" جار والد العروس الذي حضر للكنيسة لمشاركة جيرانه أفراحهم، يقول كنت واقفا مع المدعوين خارج الكنيسة وفوجئت بإطلاق الرصاص، وشاهدت شخصين يستقلان دراجة بخارية وشرعا في إطلاق الرصاص بشكل عشوائي حتى أصيبت بطلقة في قدمي.
واستطرد قائلا: "شاهدتهم وهم يهربون لكن الأسلحة الآلية التي كان يحملونها حالت بين الأهالي وبين ملاحقتهم".
بسبب العجز الأمني..
تداعيات كنيسة الوراق.. رعب قبطي والحكومة مُتهمة
جاء حادث كنيسة الوراق ليثير الرعب في نفوس الأقباط في مختلف محافظات مصر خاصة في الأقصر التي تستعد لمولد ماجرجس، فيما عملت الجهات الأمنية على تشديد الإجراءات.
واتهمت مؤسسة شباب ماسبيرو حكومة حازم الببلاوي بأنها المتهم الرئيس في الأحداث نظرًا لعدم إيجاد حل أمني يمنع وقوع مثل تلك الأحداث، فيما وجهت لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء دعمًا ماليًا لأهالي الضحايا.
وترأس الأنبا رافائيل - سكرتير المجمع المقدس - قداس جنازة ضحايا حادث كنيسة الوراق الذي وقع مساء أمس الأحد، بمعاونة كبار الأساقفة الأنبا يؤانس الأسقف العام، والأنبا ثيئودسيوس مطران الجيزة، والأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة، وحضور آلاف الأقباط.
وتراوحت ردود الأفعال فور دخول الجثامين بين "هتافات" ضجت بها القاعة جاءت في "القصاص القصاص.. قتلوا إخواتنا بالرصاص"، و"يارب يارب"، و"بالروح بالدم نفديك يا صليب"، ثم تباينت المشاعر بين "صراخ" و"زغاريد" و"بكاء"، يجسد حالة الذهول التي لاتزال تسيطر على أسر الضحايا.
وحضر الجنازة محافظ الجيزة علي عبدالرحمن، وعدد من الشخصيات العامة من بينهم الدكتور إيهاب رمزي ومحمد أبو حامد عضوي مجلس الشعب المنحل، ومحمود العلايلي عضو جبهة الإنقاذ، وبعض شباب الحركات القبطية.
وكان الحادث قد أسفر عن مصرع أربعة أشخاص هم "كاميليا حلمي عطية -70سنة"، و"سمير فهمي عازر - 46سنة"، و"مريم أشرف مسيحة 8 سنوات"، و"مريم نبيل فهمي 12سنة".
وقال الأنبا يؤانس، الأسقف العام، إن الإرهاب الذي ظهر في أحداث كنيسة الوراق يحارب الدولة، وليس الأقباط أو الكنيسة فقط.
وأضاف لـ "مصر العربية": نحن جزء من الدولة وما يحدث يستهدف زعزعة العلاقة بين المسلمين والأقباط، لكنه لن يحدث.
فيما وصف الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، حادث كنيسة الوراق بأنه "إرهابي" يستهدف الوقيعة بين المسلمين والأقباط، وقال إن الحادث يثبت حبنا للمسيح والبلاد- على حد قوله.
وأضاف في تصريح لـ "مصر العربية" أن المحاسبة هي الفيصل في وقف مثل هذه الجرائم، لافتا إلى أنه لم تكن هناك محاسبة فيما مضى من جرائم.
وتساءل سكرتير المجمع المقدس: "متى ينتهي هذا الإرهاب والتسيب الأمني والتيارات المتطرفة من مصر؟!".
إلى ذلك أدانت مؤسسة شباب ماسبيرو أحداث كنيسة الوراق، وقالت المؤسسة في بيان لها ـ حصلت مصر العربية على نسخة منه ـ إن "الإرهاب لن يمنع المصريين (مسلمين وأقباط) من محاربته ولن يندم أقباط مصر على مشاركتهم فى عزل الرئيس محمد مرسي عن الحكم.
وحملت المؤسسة جماعة الإخوان المسلمين وكافة ذيولها مسؤولية الهجوم الإرهابى الذى تم بكنيسة الوراق.
واعتبرت المؤسسة حكومة الببلاوى المرتعشة مسؤولة عن استمرار الإرهاب حيث إنها توانت عن دورها فى تنفيذ قانون الطوارئ وأحكام حظر الجماعة التي وصفها بـ "الارهابية".
فيما أبدى صفوت سمعان - رئيس وطن بلا حدود للتنمية البشرية وحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين بالأقصر - في تصريحات لـ "مصر العربية" تخوف المجتمع القبطي من التعرض لأي هجمات إرهابية من جانب بعض العناصر التي أسماها بـ "المتطرفة" أثناء الاحتفال السنوي بمولد القديس مار جرجس.
وآشار إلى أن قرار قصر الزيارة على مولد مارجرجس يعد دليلاً واضحاً على عدم استطاعة الأمن التأمين الكامل للمولد وليس بناء على رغبة أصحاب النيافة الكنسية، مضيفاً أن المولد يدر الملايين من الإيردات التي تدخل في ميزانية الكاتدرائية لمواجهة أعبائها المالية.
وأكد أن رهبان الدير يسودهم القلق على الدير والخوف من حدوث كارثة تفوق الوصف وان هم وافقوا على مضض بالزيارة فقط.
وشدد سمعان على ضروة التوقف عن الاحتفال بالمولد لذلك العام خوفاً على أرواح الأقباط إثر تعرضهم لأعمال عنف أثناء الاحتفال.
ويضم دير مار جرجس أو(الرزيقات) مركزًا للرهبنة يضم مجمعًا وقلايات المكان الذي يستقبل فيه الراهب زواره ومحابس المكان الذي ينقطع فيه الراهب للعبادة، وينتظم بالدير عدد من الرهبان، خاصة المرشحين منهم لسلك الرهبنة، ويوجد أيضًا بالدير مكتبة بها جميع المؤلفات للديانة المسيحية.
وفي أسيوط، صرح اللواء أبو القاسم أبو ضيف مدير أمن المحافظة، بأنه تم التنسيق مع المطارنة والأساقفة بكنائس أسيوط بالتنبيه على المصلين والمترددين على الكنائس بعدم التواجد بكثافة ولفترة طويلة بداخلها وضرورة ترك السيارات خارج الكنائس.
وأضاف مدير أمن أسيوط أنه تم بالتنسيق مع المسؤولين بالكنائس لتشكيل لجان شعبية للقيام بفحص المترددين على الكنيسة والتأكد من هويتهم مع الدفع بمخبرين سريين بداخل الكنائس، مشيرا إلى أنه تم التنبيه على ضرورة الإبلاغ فى حالة الاشتباه فى أى شخص.
جاء ذلك على خلفية قيام مسلحين بمهاجمة كنيسة العذراء والملاك بالوراق أثناء حضور المدعوين لحفل عرس بها مساء أمس الأحد، من خلال دراجة نارية مرت أمام الكنيسة وأطلقت النار بشكل عشوائي لحظة خروج المدعوين من الكنيسة، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص بينهم طفلة.
إلى ذلك قررت لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء، صرف إعانة رمزية قدرها 5 آلاف جنيه، لكل أسرة من أسر ضحايا الاعتداء المجرم الذي استهدف كنيسة العذراء بالوراق مساء أمس، و3 آلاف جنيه لكل مصاب، من مصابي الحادث الجبان.
وشدد الدكتور جمال عبدالسلام، الأمين العام للنقابة، على أن أموال لجنة الإغاثة هى من تبرعات المصريين، ولا علاقة لها بأموال الأطباء، مشيرًا إلى أنها تصرف في مصارف الخير والإغاثة الإنسانية وضحايا الكوارث، بناء على توجيهات المتبرعين.
قالوا إن الهجوم استغرق عدة دقائق..
شهود عيان: فشلنا في معرفة "منفذي" حادث الوراق
شهد محيط كنيسة العذراء بالوراق تكثيفا أمنيا منذ صباح اليوم الاثنين، تحسبا لتشييع جنازة الضحايا، حيث تمركزت سيارات الأمن المركزي على جانبي الطريق، فيما حرصت بعض أسر الضحايا على التواجد بالكنيسة انتظارا لقدوم جثث ذويهم.
وتولى القمص داود إبراهيم كاهن كنيسة الوراق، ترتيب الأوضاع وفقا لاتصالات هاتفية يجريها مع أساقفة الجيزة للتنسيق بشأن الجنازة.
وحسبما أفاد شهود عيان بالمقهى المجاور للكنيسة، فإن تفاصيل الحادث استغرقت بضع دقائق لم يتمكن أحد خلالها من رؤية المنفذين.
وقال محمد أحمد عامل المقهى، إن مرتكبي الحادث أطلقوا الرصاص بشكل عشوائي مما تسبب في بث الرعب في المنطقة، بينما كانا يستقلان دراجة بخارية "فيزبا" هربوا بها سريعا، استغلالا لخلو الطريق إزاء نزول "عروس" تتأهب لإقامة إكليل بالكنيسة.
ونفى عامل المقهى وجود أية مشاحنات طائفية بالمنطقة، لافتا إلى حسن العلاقة بين المسلمين والأقباط .
"مصر العربية" تتفقد أسر ضحايا الوراق..
"أم رامي" تروي لحظات الهجوم على كنيسة العذراء
روت زوجة أحد ضحايا حادث كنيسة العذراء بالوراق، شهادتها على الهجوم الذي أدى إلى مقتل أربعة وإصابة آخرين، مشيرة إلى أن مرتكبيه لم يكونا ملثمين.
"أم رامي" زوجة سمير فهيم عازر، أحد ضحايا الحادث، قالت وهي تتكئ على أحد الجدران في مدخل مؤدي إلى غرفة القمص داود كاهن الكنيسة، ومن حولها بعض النسوة اللاتي يسعين لتخفيف وطأة الحزن المنبعث من عينيها:
"وقت الحادث كنا بانتظار قدوم العروسة ابنة أخت زوجي للاحتفال بـالإكليل".
وأضافت السيدة ذات الأربعين عاما "وقتها كانت الساعة الثامنة والنصف، وفجأة بلا مقدمات دوت الطلقات الرصاص في أرجاء المكان، أسرعت إلى داخل الكنيسة وتفرقت عن زوجي".
وتستطرد أم رامي قائلة "أثناء هروبي من طلقات رصاص رأيت اثنين على موتوسيكل أحدهما يقوده، والآخر بيده سلاح آلي يمطر رصاصا عشوائيا، ولم يكونا ملثمين".
وتابعت "في داخل الكنيسة كانت أجواء الهرج قد طالت الجميع، البعض يجري إلى الخارج، ومن في الخارج يريدون الدخول للكنيسة، حيث فتحوا لنا الباب الخلفي لنخرج في أمان، وبعد خروجي حاولت الاتصال بزوجي للاطمئنان عليه، لكنني أخبرت هاتفيا بوفاته".
وأشارت أم رامي المقيمة بمنطقة "الكوم الأحمر" إلى أنه "ليست لنا عداوات مع أحد في المنطقة، وماحدث إرهاب ونسلم أمرنا لله".
جنازة جماعية لضحايا حادث كنيسة الوراق
قال القمص داود إبراهيم كاهن كنيسة الوراق، إن الكنيسة ستقيم قداسا جنائزيا جماعيا برئاسة الأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة، لضحايا حادث الهجوم الإرهابي، لافتا إلى أن موعد الجنازة لم يتحدد بعد.
وأضاف، في تصريح لـ "مصر العربية"، أن الحادث لم يستهدف الكنيسة في حد ذاتها وإنما استهدف الأقباط، لافتا إلى أن الإرهابيين لن يفرقوا بين مسجد وكنيسة، قائلا "لن نطلب تعويضا إلا من الله".
كان الحادث الذى وقع مساء أمس أسفر عن مقتل 4 أقباط وإصابة 9 آخرين، إثر هجوم شنه مسلحون مجهولون استقلوا دراجة نارية وأطلقوا وابلا من النار على زوار الكنيسة.
هويدى: الشرطة مشغولة بأمن النظام وليس الدولة
قال الكاتب والمفكر فهمى هويدى، إن الأجهزة الأمنية مشغولة الآن بالمظاهرات والأمن السياسى ولم تكترث بمظاهر الخلل أو الفوضى الأخرى.
وأضاف هويدى فى مقاله المنشور بصحيفة "الشروق" اليوم، أنه مع غياب الشرطة عن الشارع والجرأة التى جعلت تلك الجموع من الشعب تتحدى اللوائح والقوانين، فهناك اعتباران جوهريان أسهما فى تنامى ظاهرة الخلل الأمنى، الأول: أنه منذ قيام الثورة، فإن الأجهزة الأمنية ظلت مشغولة بالمظاهرات والأمن السياسى، ولم تعد تكترث بمظاهر الخلل أو الفوضى الأخرى، وفى الوقت الراهن بوجه أخص فقد انصرفت الشرطة عن واجبها فى حماية النظام العام والقانون، واقتصرت على ملاحقة المظاهرات وتوابعها.
وتابع: "أما الأمر الثانى والمهم هو أن البلطجية والعاطلين الذين احتلوا الشوارع، أصبحوا عيونا للأجهزة الأمنية وضمن أدواتها، التى تستخدم فى مواجهة المعارضين، ولذلك كان طبيعيا أن تغض الطرف عنهم إذا ما تمددوا فى الشوارع الرئيسية واستولوا على أجزاء منها."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى