أدولف هتلر وابنه جان ماري لوري
هل كان هناك ابن غير شرعي لزعيم النازية؟
في عام 1971 ، دخل رجل في منتصف العمر إلى مكتب المحامي الفرنسي فرانسوا غيبو وقد نفسه على أنه جان ماري لوري الذي بدا مرتبكاً جداً ولا يمكنه الحديث عن مشكلته بسهولة لكن استهله قائلاً "الحقيقة هي- أنني... ابن... هتلر" بدت الدهشة على وجه المحامي فجأة وأصبح يشكك بحقيقة هوية الرجل متسائلاً: "قلي ، ماذا أفعل ؟" وهنا سرد جان قصته الغريبة...
اعتراف علني للأم قبل وفاتها
لم يتسنى لجان ماري الذي ولد عام 1918 في قرية صغيرة شمال فرنسا أن يتعرف على والده طيلة حياته، فقد كان في الخامسة من عمره عندما أخذ كنية زوج والدته الوسيمة ابنة الجزار الريفي واسمها شارولوتا لوبجوا.
بطبيعة الحال لم تعني والدته ولا زوجها بتربية الطفل لأنهما كانا كثيراً ما يغادرا إلى باريس للعمل، ولذلك قضى عدة سنوات مع جدته، ولكن عندما توفيت تم إعطائه إلى عائلة ثرية من أقربائه، ومن ثم وضعوه في مدرسة كاثوليكية خاصة.
بعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق جان ماري للخدمة في الجيش، وكان من بين صفوف المقاومة خلال الحرب العالمية الثانية. بعد الحرب تزوج وأنجب أطفالاً وحاول القيام بأعمال تجارية. ومع ذلك وبعد إخفاقات مالية عديدة قرر ترك هذه المهنة، وحاز على عمل جيد كموظف في السكك الحديدية .
بشكل عام كان كل شيء في حياته يجري بشكل طبيعي نسبياً حتى عام 1951 عندما تعرضت والدته لمرض خطير قبل وفاتها، وهنا قررت شارلوتا فجأة الاعتراف لابنها فيما يتعلق بهوية والده الحقيقي، وهنا شعر الشاب البالغ من العمر 33 عاماً بصدمة كبيرة هزت مشاعره في الأعماق.
...خلال الحرب العالمية الأولى كانت شارلوتا في سن المراهقة ولم تكن تدرك ما يحدث حولها. وفي عام 1916 كانت في الثامنة عشر من عمرها مقيمة مع والديها في منطقة كان الألمان قد استولوا عليها، وبطبيعة الحال كان هناك فوجاً عسكرياً ألمانياً في تلك القرية.
وفي يوم من الأيام كانت مع صديقتها تقص العشب في أحد مروج القرية، وكان هناك في تلك المنطقة جندياً ألمانياً جذب انتباه الفتاتين: شاب ذو شاربين ونحيل كان جالساً يرسم بحماس، وهنا أقنعت الفتاة صديقتها شارلوتا للذهاب والتعرف على هذا الشخص.
كانت شارلوتا الوحيدة من بين صديقاتها تعرف الألمانية قليلاً، لذلك استطاعت التحدث مع هذا الشخص الغريب الذي بدا ودياً وكان متحدثاً لطيفاً، هكذا بدأت علاقة الجندي الألماني مع الشابة الفرنسية.
وفقا لمصادر مختلفة استمر الغرام بين شارلوتا والجندي الذي يدعى أدولف بشكل متقطع من عدة أشهر إلى سنة. وبعد ذلك ذهب أدولف ولم ير عشيقته الفرنسية أبداً، ولكن نتيجة لهذه العلاقة الغرامية أنجبت شارلوتا ابناً أطلقت عليه اسم جان ماري في عام 1918. بعد مرور سنوات عندما رأت شارلوتا في الصحف صورة الزعيم الألماني أدولف هتلر، عرفت الفرنسية الفقيرة من أصبح والد ابنها...
حقيقة مرة وواقع أليم
عندما سمع جان ماري هذه القصة من والدته فقد عقله إلى الأبد. في البداية حاول أن ينسى ماضيه من خلال انخراطه في العمل، حتى أنه عمل لمدة 20 عاماً دون أن يأخذ إجازة، ولم يذهب مرة واحدة إلى السينما ولم يفعل شيئا عدا العمل. ولكن ذلك لم يساعده في العثور على راحة البال.
وفي هذا الإطار تذكر المحامي فرانسوا غيبو قائلاً: "لقد كان ضائعاً ولم يعرف ما الذي يمكن القيام به: هل يعلن للعالم حقيقة أنه ابن أدولف هتلر، أو أن ينسى كل شيء مرة واحدة وإلى الأبد". بطبيعة الحال، كان يرغب في معرفة الحقيقة من جذورها، وفي هذا وافق المحامي على مساعدته...
جدير بالذكر أن المتخصصين الذين قدموا استشاراتهم كانت لديهم ردود فعل غريبة ومختلفة، حتى أن بعض المؤرخين اعتبروا أن هذا مناف للعقل و تبرؤوا من هذه المعلومات فوراً. ولكن كان هناك من أخذ ذلك على محمل الجد.
فعلى سبيل المثال، قابل المؤرخ فيرنر مازير الكثير من الناس الذين عاشوا في موطن شارلوتا لوبجوا وقاتلوا في الحرب العالمية الأولى مع هتلر. ونتيجة لهذه التحقيقات ظهر إلى النور كتاب "هتلر- الأسطورة والحكاية والواقع" وصف فيه بشكل تفصيلي هذه الرواية المزعومة.
وكما هو معروف جيداً، فقد ذهب أدولف هتلر البالغ من العمر 25 عاماً للقتال في الحرب العالمية تطوعاً. وهذا كان بالنسبة له طريقة للخروج من المأزق النفسي الذي كان يعيشه في حياته.
هذا الشاب الموهوب و الطموح من عائلة فقيرة لأب كان يعمل في مجال الجمارك، غادر أدولف في شبابه البلدة النمساوية المحافظة إلى فيينا ليصبح فناناً. لكنه، فشل مرتين في امتحانات القبول التي قدمها في أكاديمية الفنون الجميلة.
ومن أجل البقاء في العاصمة، اضطر فوهرر ألمانيا التعاقد للعمل بأقل الأجور وأبخسها. واللوحات التي استمر في رسمها وقت فراغه لم تعجب أحداً ولم يتمكن من بيعها. ولذلك في بعض الأحيان، كان يصاب هذا الشاب الفخور باليأس...
ووفقا لما ورد في الوثائق التاريخية فقد التحق أدولف هتلر في حرب عام 1914، بكل فرح وعنفوان، وكان جندي شجاع. وكانت الأوسمة التي حاز عليها في الجبهة، من أرفع الجوائز التي يمكن أن ينالها الجندي في ذلك الوقت.
خدم هتلر كضابط اتصال في الجبهة الغربية لمدة أربع سنوات حتى حاز على رتبة عريف مع العلم أنه أصيب أثناء تعرض وحدته لهجوم بالغاز. وكما يشير زملائه فقد كان يستغل أدولف كل دقيقة من وقت فراغه للرسم.
وبحسب ٍرأي فيرنار مازير عندما شارك في معارك على الأراضي الفرنسية، عاش هتلر العريف في مقر الفوج في عمق الأراضي الفرنسية وكان من فترة إلى أخرى يذهب إلى الجبهة لكتابة تقارير عن سير العمليات العسكرية.
بشكل عام وكما يعتقد المؤرخ مازير، فإنه كان لدى الشاب المقاتل كل الظروف من أجل الوقوع في حب الفتاة الفرنسية وهنا يشير المؤرخ إلى أن العلاقات الألمانية الفرنسية التي تجسدت في العلاقة الرومانسية بين هتلر وشارلوتا في الأعوام 1916-1917 لم تكن من العلاقات النادرة.
استجواب شارلوتا
حسب نظرية فيرنار مازير فإنه خلال الحرب العالمية الثانية عندما احتل الألمان مرة أخرى فرنسا أرسل هتلر عبر أجهزة استخباراته لمعرفة معلومات عن عشيقته السابقة وعن ابنه غير الشرعي، حتى أنه يزعم وجود بعض الوثائق في أرشيف الجيش الألماني والتي تثبت ذلك.
ووفق فرضية المؤرخ ففي عام 1940 تعقب عناصر الأجهزة الأمنية الألمانية شارلوتا لوبجوا في باريس وقاموا باستجوابها برفق وعناية تامة وسلموها مغلف فيه مبلغ من المال، ويحكى بأن صور شارلوتا التي حصل عليها الألمان تم عرضها على هتلر لاحقاً.
ويفترض فيرنار مازير أن هذه الصور التي شاهدها هتلر عام 1940 كانت لتترك انطباعاً سلبياً وكانت تدعو للاشمئزاز وذلك لأن الفتاة الجذابة الواثقة من نفسها تحولت إلى امرأة مدمنة على الكحول وبدا وجهها منهمك ومتهالك. ولهذا رفض هتلر مقابلة عشيقته السابقة وابنه الذي كان آنذاك يقاتل ضد الألمان.
وفي سبعينات القرن الماضي أجرى الابن المزعوم جان ماري لوري فحصاً طبياً في معهد الأنثربولوجيا وعلم الوراثة البشرية في جامعة هايدلبيرغ. والنتيجة هي أن مع وجود عدد كبير من أوجه التشابه للشكل الخارجي مثل شكل الوجه وحجم الجمجمة وميزات أخرى، خرج العلماء باستنتاج حذر مفاده أنه من الاستحالة بمكان التشكيك بأبوة هتلر للسيد جان.
جدير بالذكر أنه لم يكن هناك إمكانية في ذلك الوقت لإجراء الحمض النووي والخروج باستنتاج دقيق، فكما هو معلوم بعد انتحار هتلر عام 1945 تم حرق جثته، وإن القسم الوحيد الذي سلم من جسم هتلر وهو الفك يزعم أنه تم نقله إلى موسكو حيث أنه لا يزال حتى الآن في أرشيف الدولة الروسية.
وهنا لابد أن نذكر بأن الخبير في علم الخط عندما قارن نماذج من خط جان ماري وخط هتلر توصل إلى استنتاج لا لبس فيه مفاده أن هناك قرابة بين الشخصين.
وأخيراً هناك حجة أخرى تصب لصالح جان ماري لوري وهي اللوحة المحفوظة حالياً في ألمانيا والتي تعود لهتلر والتي تشير إلى أن الفتاة التي ظهرت في هذه اللوحة تشبه إلى حد كبير الفتاة شارلوتا لوبجوا.
وفي عام 1981 ظهر كتاب من تأليف جان ماري لوري بعنوان "والدك-هتلر"، علماً أن هذا الكتاب ترك ضجة كبيرة في أوروبا، ولكن معظم الفرنسيين والألمانيين تعاملوا مع هذا الكتاب بنوع من التشكيك. وفي عام 1985 توفي جان ماري لوري عن عمر يناهز 67 عاماً دون أن يتمكن من إثبات أن والده هو هتلر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى