"حقوق" ترصد مقارنة بين الجلسة الأولى لمحاكمتى "المخلوع" و"المعزول"

 

جاءت محاكمة الرئيس المعزول، محمد مرسي، والتي بدأت أولى جلساتها أمس الاثنين، أمام محكمة جنايات القاهرة، لتشهد العديد من أوجه التشابه والاختلاف مع محاكمة الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، أوجه التشابه تمثلت بداية في الإجراءات الأمنية لتأمين الجلسات، ففي محاكمة "مبارك" اتسمت بأنها كانت مشددة وغير مسبوقة في تاريخ المحاكم المصرية، وفي محاكمة "مرسي" شهدت إجراءات أشبيهة من حيث الاحتياطات الأمنية؛ تحسبا لوقوع أعمال عنف من مؤيديه في محيط مقر المحكمة، التشابه امتد إلى وسيلة نقل مرسي ومبارك، فكلا الرئيسين انتقلا عن طريق مروحية إلى مقر انعقاد المحاكمة في أكاديمية الشرطة، بحي مدينة نصر فى القاهرة، أي أنهما حوكما أمام نفس المحكمة، كما وقف المعزول في نفس قفص الاتهام الذي قبع فيه سلفه المخلوع في نفس المحكمة وبنفس التهم، وهي قتل المتظاهرين.

وإذا كانت أوجه التشابه قليلة، فان الاختلافات كثيرة مابين المحاكمتين، لعل أهمها أن مرسي البالغ من العمر 62 عاما، مثل للمرة الثانية في حياته أمام محكمة مصرية، فيما كانت المرة الأولى لمبارك التي يمثل فيها للمحاكمة، أيضا دخل مبارك قفص الاتهام بعد نحو 7 أشهر من تنحيه عن الحكم، في حين دخله مرسي بعد 4 أشهر من الإطاحة به، الاختلاف امتد إلى المكان الذي جاء كل منه إلى المحاكمة، حيث جاء مبارك إلى مقر المحاكمة من مكان معلوم، وهو سجن طرة، في حين جاء مرسي من مكان غير معلوم؛ حيث ظل محتجزا منذ عزله في يوليو الماضي، كما ترأس هيئة المحكمة قاضي مختلف، ففي محاكمة مبارك ترأس هيئة المحكمة المستشار أحمد رفعت، فيما ترأس محاكمة مرسى المستشار أحمد صبري.

والاختلافات تعددت وتنوعت وامتدت إلى الأنصار، حيث نزل الآلاف من أنصار المعزول مرسى إلى الشوارع في محافظات مصرية عدة، وتجمعوا بكثافة أمام مقر المحاكمة، التي شهدت في محاكمة مبارك تجمع من "اسفين يا ريس" لكن بإعداد هزيلة لا تتجاوز المئات، أيضا التغطية الإعلامية للمحاكمتين جاءت مختلفة، حيث بث التلفزيون المصري أولى جلسات محاكمة مبارك على الهواء، بداء من لحظة وصوله بالطائرة إلى نهاية الجلسة، فيما لم يتم بث محاكمة مرسي، واكتفى التلفزيون بإذاعة مقاطع فيديو صامتة وقصيرة عقب انتهاء الجلسة، كما تم منع الصحافيين من إدخال أجهزة التسجيل الصوتية والصورية إلى داخل قاعة المحكمة الخاصة بمرسي.

نأتى إلى الجلسة الأولى من كلا المحاكمتين، والتي شهدت مواقف متباينة، حيث دخل مبارك إلى القاعة وهو بالملابس البيضاء التي ارتداها في جميع جلسات محاكمته، محمولا على سرير طبي متحرك، أما مرسي فهو وخلافا لمبارك رفض ارتداء البدلة البيضاء خلال الجلسة الأولى من محاكمته، وارتدى بدلة زرقاء داكنة وهو داخل إلى قفص الاتهام، فيما جاء توكيل المحامين للدفاع على وجه آخر للاختلاف، حيث وكل مبارك محامين للدفاع عنه، في حين لم يفعل ذلك مرسي، تحت مزاعم تمسكه بـ"الشرعية"، ومدة الجلسة أيضا شهدت تباينا، حيث استغرقت الجلسة الأولى لمحاكمة مبارك 3 ساعات ونصف، في حين استغرقت جلسة محاكمة مرسي أكثر قليلا من 40 دقيقة، الخلاف الأبرز تمثل في كون مبارك دخل القفص متجهما، مرتديا نظارة غامقة اللون في ما بدا متجنبا النظر إلى الحضور، وسعى ولداه، علاء وجمال، المتهمان معه في بعض القضايا إلى حجبه عن الكاميرات، بالوقوف أمام السرير الذي يرقد عليه، فيما دخل مرسي مبتسما وهو يواجه هيئة المحكمة والكاميرات.

وبدأت وقائع جلسة محاكمة مرسي ببعض السجال بين مرسي وهيئة المحكمة، أصر خلالها على "شرعيته"، وكان يرد بعصبية وبصوت مرتفع على الأسئلة قبل أن يكمل القاضي طرحها، على عكس مبارك الذي رد عندما نادي عليه القاضي: "أفندم أنا موجود"، وظل يرد على أسئلة قاضي المحكمة بكل هدوء، ولم يتحدث طوال الجلسة إلا استجابة لما تمليه عليه أسئلة القاضي والإجراءات القانونية، في حين ردد المعزول هتافات تندد بما يصفه بـ"الانقلاب العسكري".

بقية المتهمين مع مبارك بدوا هم أيضا مستسلمين للإجراءات القانونية داخل الجلسة، فلم يتحركوا ساكنا إلا بما تمليه عليهم هذه الإجراءات، في حين بدا المتهمون مع مرسي رافضين لاتهامهم، وأعطوا ظهرهم للهيئة المحكمة في بدايتها، رافعين إشارة "رابعة العدوية" بأيديهم، أيضا كلا المحاكمتين شهدتا حالات من الهرج والمرج خلال انعقاد الجلسات، حيث اندفع بعض الحاضرين بالهتاف مطالبين بإنزال عقوبة الإعدام بالمتهمين، فيما كان بعض المحامين عن مرسي وكل أعوانه في قفص الاتهام يصفقون لخطابه، كما وقعت بعض أعمال العنف أثناء انعقاد الجلسة الأولى من محاكمة مرسي، بينما نظم أنصار مبارك وقفات خارج مقر انعقاد المحاكمة.

أوجه الاختلافات امتدت أيضا إلى ما حدث عقب نهاية الجلسة الأولى للمحاكمة، حيث تم نقل مرسي إلى سجن برج العرب لأسباب أمنية، وهى منطقة نائية بمحافظة الإسكندرية، يبدو وصول المتظاهرين المؤيدين له إليها صعبة، بينما نقل مبارك إلى سجن طرة المتواجد بجنوبي القاهرة في منطقة سكنية مزدحمة.

هذا الموضوع في قسم:

تقارير

"حقوق" ترصد مقارنة بين الجلسة الأولى لمحاكمتى "المخلوع" و"المعزول"
mohamedberber
Tue, 05 Nov 2013 20:29:46 GMT

مواضيع مشابهة