قالت وكالة "رويترز" للأنباء اليوم الاثنين ان محمد مرسي أول رئيس مصري منتخب في انتخابات حرة يمثل اليوم أمام المحكمة بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين في الوقت الذي منح فيه القضاء حكم البراءة لقوات الامن التي تورطت في قتل الاف المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير.
وقالت الوكالة في تقرير لها ان الحملة الامنية الت عصفت بجماعة الاخوان المسلمين تثير بواعث قلق من أن تعيد الحكومة المدعومة من الجيش حكم الدولة الأمنية.
وتابعت:"يمثل مرسي -الذي اطاح به الجيش في الثالث من يوليو تموز عقب احتجاجات شعبية ضخمة على حكمه- أمام المحكمة في أكاديمية الشرطة بالقاهرة وهو نفس المكان الذي يحاكم فيه الرئيس الاسبق حسني مبارك في اعقاب الاطاحة به عام 2011".
وعززت الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحسني مبارك في عام 2011 الآمال بأن يتحرر المصريون اخيرا من قبضة المؤسسة العسكرية على السلطة.
لكن مرحلة التحول السياسي تعثرت وعاد الجيش ليمسك بمقاليد السلطة ما افزع حلفاء القاهرة الغربيين ممن كانوا يأملون ان تمر مصر بتجربة سلسة نحو الديمقراطية.
ويحتجز مرسي في مكان غير معلوم منذ الاطاحة به بعد ان قضى عاما في السلطة ومن المقرر ان يحاكم مع 14 اخرين من قيادات جماعة الاخوان بتهمة التحريض على العنف.
وقالت هبة مورايف مدير مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان بمصر "ما يقلقني إزاء هذه المحاكمة هو الانتقائية الشديدة في النظام القضائي ووجود ما يشبه الحصانة لاجهزة الامن التي قتلت مئات المحتجين."
وأضافت "في ظل هذا المناخ من المحاكمات المسيسة تضعف امكانية اقامة عدالة حقيقية."
وحكم على مبارك بالفعل بالسجن مدى الحياة في قضية قتل المتظاهرين في انتفاضة 2011 لكن محكمة النقض امرت بإعادة المحاكمة.
ويقر المسؤولون المصريون بأن الطريق إلى الديمقراطية وعر وحذروا من أن التحول الديمقراطي السليم سيستغرق وقتا.
وقال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في مقابلة مع رويترز "لا يمكن الحكم بناء على ما نفعله اليوم وما نفعله غدا. أعدكم أننا سننجح في هذا لكنني أعرف أننا سنتعثر على الطريق لأن المجتمع يحاول أن يحدد مصيره."
ومنذ الإطاحة بمرسي كثف اسلاميون متشددون في شبه جزيرة سيناء من الهجمات على قوات الأمن.
وتتهم اجهزة الامن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المنبثقة عن جماعة الاخوان المسلمين بتسليح المتشددين في سيناء فيما تنفي حماس هذا الاتهام.
وأكد مسؤولون بجماعة الاخوان عزمهم مواصلة الكفاح لحين عودة مرسي لمنصبه رغم التراجع الملحوظ في أعداد الإسلاميين الراغبين في المشاركة في الاحتجاجات في مواجهة الحملة الأمنية.
وقال مسؤول كبير في جماعة الاخوان انه في حالة إدانة مرسي فسيجري تصعيد كبير للاحتجاجات السلمية دون اللجوء للعنف مضيفا أن تيارات إسلامية اخرى قد تحمل السلاح ضد الدولة.
وتتهم جماعة الاخوان المسلمين الجيش بالانقلاب على الرئيس المنتخب واهدار المكاسب الديمقراطية التي تحققت منذ سقوط مبارك الذي حكم البلاد بقبضة حديدية طيلة ثلاثة عقود.
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف