شبيحة النظام السوري – أرشيفية
كشف عنصر سابق في ميليشيات “الشبيحة” السورية، عن الطريقة التي أنشأت فيها عائلة الأسد الحاكمة مجموعاتهم، والتي كُلف أعضاؤها بترويع وقتل المعارضين السوريين، وذلك في مقابلة لصحيفة ديلي تيلغراف البريطانية، التي أكدت ارتكابهم (الشبيحة) أفظع المجازر ضد المدنيين سواء في بانياس أو الحولة أو تل الأبيض.
وقالت الصحيفة إن عبد السلام -وهذا ليس اسمه الحقيقي- كان مقربا من رامي مخلوف، وتحدث للصحيفة كيف قام مخلوف وماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار الأسد بالتخطيط لإنشاء جماعات الشبيحة والتي كلف أفرادها بالقيام بالمهام القذرة وإطلاق النار على الناشطين والمتظاهرين العزل.
والتقت الصحيفة مع العضو السابق في الشبيحة في شرق الأراضي التركية، وتقدم صورة عن الآلية التي يعمل من خلالها النظام، وقد تعطي معلومات جيدة للمحققين في الأمم المتحدة والذين يجمعون أدلة حول جرائم النظام والنخبة حوله لتقديمها لمحكمة جرائم الحرب الدولية.
وتقول الصحيفة إن جماعات الشبيحة وخلال الأعوام الثلاثة الماضية تصرفت بدون خوف من العقاب ومارست العنف وقامت بتدمير قرى كاملة، من خلال حرقها بعد نهبها، واغتصاب الحرائر وتعذيب وقطع رقاب السكان فيها ممن يتهمون بعلاقتهم بالمعارضة لنظام الأسد.
وتؤكد الصحيفة أنه في الوقت الذي أشار فيه محققو الأمم المتحدة لعلاقة بين الشبيحة والجرائم التي ارتكبت خلال الحرب، إلا أنه لم تقدم أية أدلة واضحة حول تورط نخبة النظام المسماة بالشبيحة بهذه الجرائم.
وتظهر شهادة عبد السلام بطريقة مفصلة الكيفية التي قرر فيها النظام مع إنشاء الميليشيات بقيادة سرية من مسؤولين كبار فيه.
ويتحدث عبد السلام عن الكيفية التي أفرج فيها النظام عن المحكوم عليهم بالإعدام وأجبرهم على الانضمام للقوة وزودهم بالمال والسلاح “كنت واحدا من ثمانية أشخاص دعاهم رامي وماهر في عام 2011″. مضيفا “كانا العقل المدبر وراء عملية الشبيحة، وقدما لنا المال والأسلحة وكل ما نحتاجه”.
وكان عبد السلام شريكا تجاريا في عمليات لرامي مخلوف ولعدد من السنوات وتحول ليصبح أكبر تاجر أسلحة.
وكان عبد السلام جزءا من مجموعات الشبيحة الأصلية التي كانت عبارة عن مجموعة من المهربين وتجار المواد الممنوعة الذين كانوا يعملون في منطقة العلويين على ساحل اللاذقية. وحرفت الحكومة الأنظار عن نشاطات هذه المجموعات مقابل حصولها على الولاء والتعاون معهم.
وبسبب الحرب وخلاف مع صديق آخر لمخلوف توترت العلاقة بين عبد السلام ومخلوف، ويعيش الآن مختفيا وتحت حماية مسلحة. ويقول العنصر السابق في الميليشيات إن النخبة المقربة من النظام “قررت تحويل مجموعات التهريب إلى ميليشيا مسلحة. ويقول عبد السلام إن ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة هو الذي قرر تبني الحل الأمني أولا ضد المتظاهرين في درعا، مشيرا إلى أن ماهر هو الذي “يتحكم بالسلطة اليوم في سوريا”.
وأظهر شريط فيديو نشر على “يوتيوب” في أيار/ مايو عام 2011 ماهر وهو يطلق الرصاص الحي على متظاهرين سلميين في منطقة البرزة في دمشق، وفي نفس الشهر قرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات عليه حيث وصف بأنه “المسؤول الرئيسي عن قمع المتظاهرين”.
ويقول عبد السلام إنه تلقى مكالمة من مخلوف “دعيت للقاء في دمشق ترأسه ماهر ورامي”. وأضاف “تم إخبارنا أنهما قلقين من عدم قدرة الجيش على استخدام القوة المفرطة بسبب الإعلام العالمي، ولا يمكن للجيش أن يظهر وهو يطلق النار على المتظاهرين، وكانت فكرتهما “لندع أيدينا نظيفة وننشئ ميليشيا تقوم بالعمل القذر”.
ومضى بالقول “كانا يريدان أن يعينا كل واحد منا مسؤولا عن مجموعة شبيحة في مناطق مختلفة من البلاد، وكانا يعتقدان أنهما قادران على تخويف المعارضة ودفعها للاستسلام”.
وينفي المسؤولون السوريون بشكل متكرر أن تكون ميليشيا الشبيحة مرتبطة بهم أو أنها تلقت أوامر بالقتل، إلا أن عبد السلام يؤكد أنهم تلقوا “أوامر محددة”، و “طلبوا منا قتل المتظاهرين، مسلحين أو عزل وتعذيب من نقبض عليهم”.
وحول تركيبة عناصر الشبيحة، قال عبد السلام إن ماهر اقترح إمكانية اختيار عناصر من المعتقلين في قضايا جنائية في سجون حمص وطرطوس، ومعظهم من العلويين الذين كانوا ينتظرون تنفيذ أحكام إعدام عليهم، حيث تم الإفراج عنهم ودفع رواتب لهم “ولم يكن أمامهم أي خيار إلا الانضمام للشبيحة”.
ورغم أن المزاعم التي تحدث عنها لا يمكن للصحيفة التأكد منها، إلا أن الأوراق التي تلقاها من مصدر موثوق مرتبط بمخلوف وفيها تطمينات يبدو أنها صحيحة.
وتم التأكد من المعلومات التي تحدث عنها والمتعلقة بقواعد الشبيحة في حلب وأسمائهم بشكل مستقل.
وفي الأشهر التي أعقبت اللقاء تطورت الميليشيات من مجموعة من الرجال بالزي المدني إلى عصابات تقوم بمداهمة القرى والبلدات وتلقي القبض على أي شخص يعارض نظام الأسد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى