آخر المواضيع

آخر الأخبار

11‏/03‏/2014

“عبدالمنعم رياض” .. ذكرى وفاة فارس الشهداء

513 

"رجلا كانت له همة الأبطال، وتمثلت فيه كل خصال شعبه، وقدراته واصالته، كان في جبهة القتال وأبت عليه شجاعته إلا إن يتقدم إلى الخط الأول، بينما كانت معارك المدفعية على أشدها".

هكذا نعاه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وهكذا ننعيه نحن في كل عام، إنه الشهيد عبدالمنعم رياض.

هو واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، كما شارك في حرب فلسطين عام 1948, والعدوان الثلاثي عام 1956, وحربي 1967 والاستنزاف.

3077-22

كانت من أهم كلماته المأثورة

    "إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد، والتجهيز، وهيأنا لها الظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه"
    "لن نستطيع ان نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة.. عندما أقول شرف البلد، فلا أعني التجريد وإنما أعني شرف كل فرد.. شرف كل رجل وكل امرأة"
    "أنا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة، ولابد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة"
    "إذا حاربنا حرب القادة في المكاتب بالقاهرة، فالهزيمة تصبح لنا محققة.. إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفي مقدمة الصفوف الأمامية"
    "لا أصدق أن القادة يولدون، إن الذي يولد قائدا هو فلتة من الفلتات التي لا يقاس عليها كخالد بن الوليد مثلا، ولكن العسكريين يصنعون، يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة. إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم، والقائد الذي يقود هو الذي يملك القدرة على إصدار القرار في الوقت المناسب وليس مجرد القائد الذي يملك سلطة إصدار القرار"
    "أن بترول أمريكا سوف يبدأ في النفاذ وستطوق الي بترول العراق خلال 30 عام تقريبا"
    "أن تبين أوجه النقص لديك، تلك هي الأمانة، وأن تجاهد أقصى ما يكون الجهد بما هو متوفر لديك، تلك هي المهارة"
استشهد قبل هذا اليوم 9 مارس منذ 45 عاما، وتحديدا في العام 69 حينما كان يتابع استعدادات الجيش المصري  لتحرير سيناء، في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي، بمنطقة العلامة رقم 6 ، وعلى بعد 250 مترا فقط من نيران العدو .

ولد الفريق محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله، في قرية سبرباي إحدى ضواحي مدينة طنطا محافظة الغربية في 22 أكتوبر 1919، ونزحت أسرته من الفيوم، وكان جده عبد الله طه على الرزيقي من أعيان الفيوم، وكان والده القائم مقام (رتبة عقيد حاليًا)، محمد رياض عبد الله قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية، والتي تخرجت على يديه الكثيرين من قادة المؤسسة العسكرية.

والفريق أول عبد المنعم رياض، الذي استشهد يوم التاسع من مارس عام 1969 كان دائم الاطلاع، ويقرأ في مختلف الثقافات بالعربية والانجليزية والفرنسية والروسية فيما يدرس الرياضيات والإلكترونات، وينتسب وهو برتبة "الآميرالاي" لقسم الرياضة البحتة بكلية العلوم، حتى يتعمق في دراسة الصواريخ المضادة للطائرات.

كما انتسب إلى كلية التجارة وهو برتبة الفريق؛ لإيمانه بأهمية الاقتصاد في الإستراتيجية، واحتفظ في مكتبته العامرة بكتب الاقتصاد والعلوم والحرب والسياسة فيما حصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية من كلية اركان الحرب بعد ست سنوات فقط من تخرجه من الكلية الحربية.

وفيما بين التاسع عشر من سبتمبر عام 1945 والعشرين من فبراير عام 1946 اتم اليوزباشي عبد المنعم رياض دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات في مدرسة المدفعية المضادة ببلدة مانوبير البريطانية وبمدرسة فن المدفعية ببلدة لاركهيل حيث نال تقدير الامتياز.

وخلال الفترة من السادس من مارس عام 1965 ، وحتى الثاني عشر من يوليو عام 1966 اتم الفريق عبد المنعم رياض دراسته بكلية الحرب العليا وكان قد ترقى إلى رتبة الفريق خلال دراسته بهذه الكلية التي التحق بها في البداية منتسبا، ولما عهد فيه مجلس التعليم انتظاما وجدية اجتمع في جلسة خاصة وقرر تحويله إلى دارس منتظم.

وارتبط عبد المنعم رياض بالقضية الفلسطينية منذ بداياتها وحصل على وسام "الجدارة الذهبي" لقدراته العسكرية المتميزة في حرب 1948 فيما ظلت القضية في قلبه وعقله حتى لحظة الشهادة في حرب الاستنزاف.

اعتبره المؤرخون طرازا نادرا من القادة العسكريين، الذين يمكنهم أن يدركوا مبكرا مآلات قضايا قد تستعصي على الفهم المبكر، لجنرالات كبار مثل:"لماذا تهزم قوى عسكرية جبارة أمام حركات مقاومة لايقارن تسليحها بأي حال من الأحوال بهذه القوى التي لايكون أمامها سوى الانسحاب كما حدث للجيش الفرنسي في الجزائر، وكما حدث للأمريكيين في فيتنام وللروس في افغانستان".

ولأن التاريخ مهما تم تشويهه، يفشي الأسرار في النهاية كانت مذكرات الفريق محمد فوزي بمثابة المنصف التاريخي للبطل الشهيد، حيث أعاد محمد فوزي إلى الأذهان "الانذار المبكر صباح 5 يونيو" الذي ورد من الفريق عبد المنعم رياض، في قيادته المتقدمة بالعاصمة الأردنية عمان إلى القاهرة عن موجات متتابعة من المقاتلات الإسرائيلية، في طريقها إلى مصر، غير أن هذا الانذار لم يجد من يستقبله، فيما كان كفيلا – مع انذار آخر لم يجد بدوره من يهتم به- بتغيير مسار هذه الحرب المشؤومة.

وقبل أن ينتهي عام 1967 بدأ الفريق عبد المنعم رياض في إعداد الخطة العامة لتحرير الأرض المصرية المحتلة، كما يوضح فوزي في كتابه لتدور عجلة التنفيذ اعتبارا من فاتحة عام 1968 فيما بدأت بالفعل مرحلة المواجهة عبر قناة السويس. 

وكان لجمال عبد الناصر أن يبتسم لأول مرة بعد هزيمة يونيو، وعبد المنعم رياض يطلب منه بإلحاح بعد أن اختير رئيسا للأركان يوم الحادي عشر من يونيو 1967 آلا يقبل أبدا أي عرض لإعادة سيناء لمصر حتى دون شروط، مؤكدا على أن الحرب واجب اخلاقى لاستعادة هذه الآرض المصرية الغالية، والثأر لهزيمة يونيو ودماء الشهداء "حتى لاتضيع الأخلاق ويتحول البلد إلى كباريه أو ملهى ليلي".
كما قال وقتها.

رئيس-الأركان

وقال أيضا، :"لن نستطيع أن نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة..وعندما اقول اقول شرف البلد فلا اعني التجريد وانما اعني شرف كل فرد في هذا البلد".

وفي كتابه "حرب الثلاث سنوات"-يخصص الفريق أول محمد فوزي بعض الأسطر للحظة استشهاد عبد المنعم رياض فيقول:"جاءت لحظة من اللحظات السيئة التي لاتحدث إلا نادرا إذ شاهد العدو رتلا من عربات القيادة قادما من بور سعيد إلى الإسماعيلية على الطريق الموازي لقناة السويس، واستشعر أن به شخصية عسكرية هامة".

ويضيف فوزي:"تتبع العدو سير هذا الرتل حتى وصل إلى الموقع رقم 6 في الإسماعيلية، ودارت معركة بالمدفعية 155 مم فاستشهد البطل عبد المنعم رياض، وتحولت جنازته في وسط القاهرة إلى ملحمة وطنية". 

أشرف الفريق على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، ورأى أن يشرف على تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969 موعداً لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة، لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة، وتدمير جزء من مواقع خط بارليف وإسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973

وفي صبيحة اليوم التالي قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة، ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.

ويشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها، وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها، ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا في الجيش متأثرا بجراحه.

بوابة الصباح العربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

موضوعات عشوائية

-

 


ADDS'(9)

ADDS'(3)

-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى