تساءل الصحافي بيتر أوبورن عن السبب أو الأسباب التي تدعو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى تلقي أوامر من "جنرالات ملطخة أيديهم بالدماء وأمراء بلاي بوي" في مصر والسعودية.
وقال أوبورن في مقال نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" إن كاميرون يظل رئيس وزراء قوي ولا يمكن الاستهانة به عندما يتعلق الأمر بالسياسة المحلية لكن عندما يتعلق الأمر بالسياسة الدولية فإنه يجلب معه جهلا مطبقا في الشؤون الخارجية لمقر الحكومة في 10 دوانينغ ستريت.
ولفت إلى أن تفكيره سطحي وعادة ما يغير رأيه بسهوله في الشؤون المتعلقة بالسياسة الخارجية.
وقال: "آخر مثال على سذاجة كاميرون يتعلق بأمره بفتح تحقيق في نشاطات الإخوان المسلمين وارتباطاتها المزعومة بالعنف والتطرف في بريطانيا".
وأضاف أوبورن أن توقيت بيان رئيس الوزراء غريب ومثير للقلق، ويبدو إعلانه كحيلة سياسية تهدف لحماية العلاقات التجارية مع السعودية.
وجاء إعلان كاميرون بعد ستة أسابيع من حصول شركة أنظمة الدفاع "بي إي إي سيستيمز" على عقد لبيع 72 مقاتلة من نوع "يورو فايتر" و"تايفون" للسعودية حيث تم الإعلان عن الصفقة أثناء زيارة ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز الأخيرة للرياض.
ويعلق أوبورن: "بالتأكيد سيفرح إعلان كاميرون السعوديين، لأنه يأتي بعد ثلاثة أسابيع من إعلان السعودية الإخوان المسلمين جماعة إرهابية" مشيرا إلى أن كاميرون "يضفي شرعية على هذا المرسوم التعسفي وغير المنطقي".
ويحذر الكاتب رئيس الوزراء بالقول إن "الحكام الديكتاتوريين الذين يحكمون السعودية معادون للإخوان المسلمين لأن جماعتهم تمنح بديلا ديمقراطيا عن النظام الوهابي المحافظ الذي تطبقه السعودية".
وهناك نقطة أخرى مثيرة للقلق حول توقيت الإعلان البريطاني وتتعلق بالنظام العسكري الذي يحكم مصر اليوم والذي صنف الإخوان حركة إرهابية في يوم عيد الميلاد العام الماضي، ولم تطلق عليه بعد الحكومة البريطانية- أي على النظام العسكري المدعوم من السعودية "انقلابا عسكريا".
وقال أوبورن: " أعرف وأحترم السفير البريطاني في السعودية سير جون جينكز الذي طلب إعداد التحقيق ولكن سيكون من الصعوبة بمكان أمام سير جينكنز إعداد تقرير نزيه في الوقت الذي يواصل فيه مهامه كسفير في الرياض وفي نفس الوقت التعامل مع نظام يرى في الإخوان المسلمين عدوا أبديا".
وأشار الكاتب للبيان الصادر عن الإخوان المسلمين والذي عبرت فيه الجماعة عن استعدادها للتعاون وبشكل مفتوح مع المراجعة الحكومية على الأقل في القضايا الضرورية التي يطلبها سير جينكنز.
ويرى الكاتب أن كاميرون لو أراد فعلا مراجعة مستقلة لما كان دعا سير جينكنز، ولكلف عوضا عن ذلك أحد القضاة.
ولفت إلى أن كاميرون يعتقد أن بريطانيا ستجلب منافع لو تحالفت مع "جنرالات أيديهم ملوثة بالدماء وأمراء البلاي بوي".
وأشار إلى أنه ربما تكون هناك منافع لبريطانيا من وراء التحقيق ولكن على المدى الزمني الطويل فإن استخدام الحكومة لـ"لغة فضفاضة قد تسبب أضرارا كبيرة للمصالح البريطانية ولو كان كاميرون مهتما بقضية العنف لكان من الأفضل لو قام بفتح تحقيق في نشاطات السعوديين في بريطانيا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى