ناصف حكم بالسجن ثلاث سنوات لامتناعه عن دفع الضرائب - أرشيفية
حصلت مصلحة الضرائب المصرية على حكم قضائي ابتدائي على رجل الأعمال ناصف ساويرس بالسجن ثلاث سنوات وغرامة 50 مليون جنيه لامتناعه عن سداد شيكات مستحقة للمصلحة.
وهذه هي المرة الأولى التي تصطدم فيها سلطات الإنقلاب بأحد رجال الأعمال الكبار في مصر منذ عام تقريبا، وسط أنباء متزايدة عن توتر في العلاقات بين الجنرال عبد الفتاح السيسي ورجال الأعمال الذين يرفضون مطالبات السيسي لهم بدفع مبالغ كبيرة لإنعاش الإقتصاد المصري.
وكانت شركة "أوراسكوم للإنشاء" المملوكة لساويرس قد توصلت لاتفاق مع مصلحة الضرائب إبان عهد الرئيس الشرعي محمد مرسي لتسوية نزاع ضريبي بشأن بيع قطاع الإسمنت التابع لأوراسكوم عام 2007 إلى شركة "لافارج" الفرنسية، وتعهدت أوراسكوم آنذاك بسداد مبلغ 7.1 مليار جنيه على دفعات، وعقب ذلك قرر النائب العام رفع اسم ناصف ساويرس ووالده أنسي من قوائم المنع من السفر في نيسان/ إبريل الماضي.
وبالفعل، قامت أوراسكوم بسداد دفعتين الأولى بقيمة 2.5 مليار جنيه والثانية بقيمة 900 مليون جنيه، ثم توقفت منذ قيام الجيش بالإطاحة بالرئيس مرسي في تموز/ يوليو من العام الماضي عن سداد باقي الأقساط التي قامت بالتوقيع على شيكات بها.
وتمتلك عائلة ساويرس إمبراطورية شركات "أوراسكوم" العاملة في عدة مجالات اقتصادية وتقارب أصولها في داخل وخارج مصر قيمة احتياطي مصر من النقد الأجنبي.
وتعيش مصر هذه الأيام أحوالا اقتصادية صعبة، تجعلها في أشد الحاجة إلى استثمارات كبيرة من رجال أعمال بوزن الأشقاء نجيب وناصف وأنسي ساويرس الذين يحتلون مرتبة متقدمة في قائمة أغنياء العالم بثروات تقدر بما يزيد عن 50 مليار جنيه مصري، كما يملكون شركات في مصر يعمل بها عشرات الآلاف.
أوقفوا البطش بالأبرياء
وفي أول تعليق له على الحكم قال الملياردير المصري سميح ساويرس -شقيق ناصف المحكوم عليه بالسجن- إنه لا يخطط لاستثمارات جديدة في مصر في ظل ما أسماه "استمرار البطش" ومشاكل المنظومة القانونية التي شكا من أنها تعرقل الإنعاش الاقتصادي.
وطالب ساويرس -في تصريحات لوكالة رويترز للأنباء- السيسي بإنهاء استخدام الدولة للقوة المفرطة والترهيب: "إذا لم يتوقف البطش بالأبرياء فلن تأتي حكومة تتخذ قرارات جريئة تنهض بالاقتصاد والاستثمار".
وهذا هو أقوى انتقاد من عائلة ساويرس المسيحية التي دعمت بشكل كبير -ماليا وسياسيا- الانقلاب على مرسي، بحسب مراقبين.
ويقول خبراء إن ساويرس يمكنه ضخ الملايين من ثروته الخاصة للمساعدة في إنعاش الاقتصاد المصري، إضافة لما يمثله ذلك من تشجيع على جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية للبلاد، في المقابل فإن مثل هذه التصريحات الصدامية مع النظام الحاكم تبعث برسائل قلق للمستثمرين العرب والأجانب تجعلهم يحجمون عن الدخول إلى السوق المصري.
كما انتقد ساويرس في تصريحات صحفية سابقة مناخ الاستثمار في البلاد وقرر عدم ضخ أموال في مصر حتى يتم تعديل المنظومة القانونية بحيث تصبح داعمة وحامية للمستثمرين، مشيرا إلى ثغرات قانونية تجعل المسؤولين خائفين من اتخاذ القرارات وهو ما يثني عن ضخ استثمارات جديدة.
وفي نهاية تصريحه أبدى ساويرس قلقه إزاء الأوضاع المعيشية للمصريين، وبصفة خاصة الطبقة الوسطى، وقال إن تلك الشريحة ستكون الأكثر تضررا من الخفض المرتقب لدعم الطاقة في مصر، وتابع "الفترة القادمة ستشهد مذبحة الطبقة الوسطى، ستكون مرحلة جديدة من تدهور مستوى معيشتها".
ويضع الجنرال عبد الفتاح السيسي إنعاش الاقتصاد في مقدمة أولوياته، حيث تعهد بالسعي إلى تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية في بلاد أدت المشكلات الاقتصادية إلى سخط شعبي أسقط رئيسين في السنوات الثلاث الأخيرة.
نجيب يتحدى السيسي
وفي سياق المواجهة المتصاعدة بين أجهزة الدولة وعائلة ساويرس، قال الشقيق الأصغر نجيب ساويرس -مالك مجموعة قنوات "أون تي في" التلفزيونية- إنه سيقاوم أي ضغوط تمارس عليه من قبل السلطات لتغيير لهجة الانتقاد المتزايدة في قنواته ضد المسؤولين.
وأضاف ساويرس -في حوار مع قناة "النهار" الفضائية مساء الخميس الماضي- إنه لن يستغني عن خدمات الإعلامي يسري فودة الذي يقدم برنامج "آخر كلام" على قناة "أون تي في" مهما كلفه هذا الأمر.
وأضاف: "اللي مش عاجبه "فودة" يغير القناة وميتفرجش عليه، مشيراً إلى أن البعض يسعى لتوحيد الصوت وسيطرة نغمة واحدة على الإعلام وهو ما يرفضه، في إشارة إلى السيسي.
وأشار ساويرس إلى أنه ليس من الذين يمنعون مذيعا من إعلان رأيه أو استبعاده لأنه يطرح وجهة نظر، مؤكداً أنه لن يفعل ذلك حتى لو تعرض لضغوط من الدولة.
وشدد على أنه لو مورست عليه ضغوط فلن تكون المرة الأولى لأنه تعرض من قبل لذلك أثناء حكم المجلس العسكري والرئيس محمد مرسي، كما يزعم.
وشن نجيب هجوما على سياسة السيسي الحالية، مشيرا إلى أن الاقتصاد المصري أصبح ضعيفا جداً، والكرامة المصرية على المحكّ، فنحن الآن عايشين على الشحاتة من الخليج واللي يزعل يزعل، في إشارة إلى السيسي الذي سبق ومنع أحد المذيعين -خلال لقاء صحفي- من تشبيه المساعدات العربية لمصر بالتسول.
كما انتقد مبادرة السيسي بالتبرع لمصر، مؤكدا أنها ليست الطريقة المناسبة لحل المشاكل الاقتصادية لمصر، رافضا المشاركة في حملة التبرعات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى