العرب الان _ فلسطين
نقلا عن الرسالة نت _ محمد ابو قمر
حمل الجندي شاؤول آرون سلاحه، وجهّز عتاده متجها برفقة وحدته المقاتلة في لواء(جفعاتي) اتجاه حدود قطاع غزة، حيث أعد نفسه لعملية برية أقرها جيش الاحتلال لا تتعدى يومين -وفق ما أخبرته قيادته- ومن ثم يعود ليقضي إجازته مع صديقته بعدما يرجع "منتصرا" من غزة.
في غمرة توغل الوحدة التي تضم آرون إلى شرق غزة، دوّت انفجارات في محيط المدرعة التي يحتمي فيها، وساد جو من الهرج، وارتفع الصراخ في محيط مدرعته، وبدأ المجند ذي الواحد وعشرين عاما يحاول استيعاب ما يدور في الخارج.
في لحظة مفاجِئة، ومع اشتداد المعركة فُتحت فوهة المدرعة، واصطدم شاؤول بملثمين انهالوا عليه بالصراخ، وطلبوا منه الخروج مسرعا معهم. حينها علم أنه وقع في نفس الفخ الذي سبقه إليه صديقه جلعاد شاليط.
في ثوانٍ معدودة، اسودت الرؤية أمام شاؤول، وطارت ذاكرته إلى مذكرات صديقه شاليط، التي نشرها بعد فكِّ أسره. وقتها، اندفع مسرعا برفقة الملثمين، وساعدهم بإزالة السلك الشائك الذي اعترض حركتهم، محاولا الهروب من القذائف والنيران التي اشتعلت بالمنطقة، ثم انقاد إلى الطريق التي رسموه له.
مرّ بعض الوقت على شاؤول وهو مٌغمى العينين. عقبها، وجد نفسه في مكان ساده الهدوء نسبيا، وما إن أزال آسروه العصبة عن عينيه حتى ألقى بنفسه في زاوية الحُجرة، ولفّ يديه على قدميه، وحاول تدارك ما وصل إليه.
لم يفهم المجنّد الأسير اللغة التي يتحدث بها آسروه، وأخذ ينفض الغبار المتراكم على بزّته العسكرية، وتفقد نفسه إن كان أصيب بجراح.
حينها استفاق شاؤول من صدمته، وتيقّن أنه بات بقبضة كتائب القسام، وأن رجوعه إلى ذويه لن يكون في الوقت القريب.
ما إن مضت الساعات الأولى على أسر شاؤول حتى سَمِعَ أصوات القذائف والصواريخ المنهالة من زملائه المجنّدين على المنطقة المحيطة، لكنها تلك المرة الأولى التي يسمع بها وقْع الانفجارات دون أن تدوي صافرات الإنذار، التي كانت تمنحه فرصة للهرب، عندما كان متواجدا داخل الأراضي المحتلة.
انعزل المجند عن آسريه، وفضّل عدم الحديث معهم، وقبل أن تنقضي أربع وعشرين ساعة من أسره، تناول شاؤول وجبته الأولى برفقة آسريه، يُعتقد أنها شملت الشوربة والحمص حين رُفع صوت آذان المغرب، ودخل موعد الإفطار.
ما يقرُب من ثلاث ساعات فصلت بين آذان المغرب، وسماع شاؤول أصوات التكبيرات التي تصدح في المنطقة، ليبلغه الملثمون الملتفين حوله، أن تلك الأصوات التي صدحت بها جماهير غزة، هي ابتهاجا بإعلان كتائب القسام عن أسره.
في الليلة الأولى التي قضاها المجند في الأسر، استبدل بزته العسكرية بملابس مدنية، وتناول الدواء الذي منحه اياه آسروه، وبعدما أرهقه الانتظار غطَّ في نوم عميق لم يخْلُ من الكوابيس التي ترسم سيناريو مصيره في حال لم يبادر قادته مسرعين للبحث عن وسيط يلبي شروط المقاومة من أجل إخلاء سبيله.
هذا السيناريو التي حاولت الرسالة نت رسمه لليلة الأولى التي أمضاها المجند الأسير لدى كتائب القسام شاؤول آرون، تبقى تفاصيل العملية مبهمة، لا يعرف خباياها إلا الحلقة الضيقة التي خططت لعملية الأسر، ونفذت المهمة واحتفظت به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى