ترجمة – بيشوي رمزي
على الرغم من نفي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ما أثير حول إقدام مصر على أي عمل عسكري في ليبيا، وتأكيده عدم وجود قوات مصرية خارج الحدود، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا مطولا تحت عنوان "مصر والامارات نفذتا سرا طلعات جوية ضد الاسلاميين في ليبيا"، نقلت فيه عن أربعة مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى قولهم بأن القاهرة وأبو ظبي شنتا خلال الأسبوع الأخير هجمات جوية ضد الميليشيات الإسلامية التي تحاول السيطرة على مدنية طرابلس الليبية ، ما يعتبر التصعيد الأكبر من نوعه بين المؤيدين والمعارضين للإسلام السياسي.
وذكر المسؤولون الأمريكيون الأربعة، الذين لم يذكر التقرير أسماءهم ولا مناصبهم الحكومية لكنه اكتفى بوصفهم برفيعي المستوى، أن الولايات المتحدة أصيبت بالذهول جراء هذه العمليات، خصوصا أن مصر والإمارات، الحليفين الرئيسيين والشريكين العسكريين، قامتا بهذه الهجمات الجوية خارج حدودهما دون إخبار الإدارة الأمريكية أو التنسيق معها، مهمشين تماما إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما .
وأضاف المسؤولون الأمريكيون أن الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت ميليشيات الإسلاميين في ليبيا أثارت غضب الإدارة الأمريكية، لأنها قد تؤجج الصراع الحالي في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والقوى الغربية إلى حل سلمي. ووصف أحد كبار مسئولي الإدارة الأمريكية هذه الضربات قائلا : "نحن لا نرى هذا العمل بناءً على الإطلاق."
وتابعوا: إن الحكومة القطرية قامت بإمداد ميليشيات الإسلاميين في ليبيا بالسلاح، لذلك فإن الهجمات الأخيرة التي استهدفت معاقلهم ، تعد تحولا خطيرا في الحرب بالوكالة التي باتت تشهدها المنطقة في المرحلة الحالية، والتي يقوم خلالها كافة اللاعبين الإقليميين بتنفيذ أجنداتهم باستخدام حلفاء محليين بعيدا عن التدخل المباشر.
وأشاروا إلى" أن مصر فتحت قواعدها لإطلاق الهجمات الجوية ضد معاقل إسلاميي ليبيا"، موضحين أن الإمارات تمتلك أحد أفضل أسلحة الجو بالمنطقة، بفضل المساعدات والتدريبات التي تمنحها لها الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز أن الحكومة الإماراتية لم تدل بأية تصريحات حول تلك المسألة، غير أن الصحف الإماراتية أبرزت تصريحا لوزير الخارجية أنور جارجاش، الذي وصف التساؤلات حول الدور الإماراتي في الهجمات الأخيرة بمثابة هروب من نتائج الانتخابات الأخيرة التي أظهرت رغبة الليبيين في الاستقرار ورفضهم الإسلاميين.
وأضاف المسؤول الإماراتي أن الحديث عن دور إماراتي جاء من الجماعة التي تريد استخدام الدين لتحقيق أهدافها السياسية، بينما يدرك الناس جيدا أكاذيبهم وفشلهم.
من ناحية أخرى، زعم المسؤولون الأمريكيون أن الهجوم الأخير ليس الأول من نوعه من جانب البلدين تجاه ليبيا، حيث قامت قوة مصرية بالإشتراك مع قوات اماراتية بتدمير معسكر للإسلاميين في شرق ليبيا.
وأضافوا أن نجاح القوات المصرية الإماراتية في تدمير هذا المعسكر كان ربما الدافع لشن هجمات جوية مشتركة بشكل سري على معاقل الإسلاميين في ليبيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى