آخر المواضيع

آخر الأخبار

02‏/11‏/2014

محمد العجوز.. أمير المداحين

- اشتري سيارة حديثة وأقام من أجلها "بنزينة" وغني لها. فتنبأ له مريدوه بالوفاة في حادث سيارة.. وقد كان.
- ركوب "التمساح" كان السبب في شهرته
وركوب "الزلمكة" أودي بحياته
- ولد في "إدفو" ولف العالم بأغنياته ومدائحه ثم عاد ليموت بها.
- كان ينشد وهو طفل كأنه شيخ كبير فحصل علي لقب "العجوز". ومنحه "تمساح" الشيخ إبراهيم الدسوقي العهد والشهرة والثروة وحب الناس.
تتلمذ علي يد الشيخ أحمد برين ودخل مع الشيخ ياسين التهامي
في منافسة لكنه لم يستمر في طريق التصوف للنهاية
النهاية.
في مطلع شهر مايو الماضي (2010) خرج الآلاف من أهالي نجع هلال لتوديع أمير المداحين محمد العجوز. كانوا حزاني ومندهشين لأن مداحهم المحبوب رحل في حادث سيارة، بنفس الطريقة التي رحل بها مداح آخر محبوب هو رشاد عبد العال قبل سنوات، كما أن هذه لم تكن المرة الأولي التي يتعرض فيها العجوز نفسه لحادث من هذا النوع، لكنها الأقدار ورحم الله الجميع.
هذا عن الدهشة أما الحزن فكان علي المداح الذي يحمل لقب "العجوز" وهو الشاب المولود عام 1955 في بيت من بيوت النجع، لرجل فقير اسمه "علي أحمد آدم" كان متزوجا من امرأة أفقر لها أخ منشد ومداح هو الشيخ أحمد برين. يضم برين ابن شقيقته لفرقته وبطانته، وسرعان ما يستقل الشاب الصغير ويغني المدائح التي تحتاج خبرة وإحساس السنين، فيحمل اللقب الذي لازمه طيلة حياته "العجوز".
البداية
ينتسب أبناء نجع هلال للسيد محمد بن هلال بن عامر بن محمد بن رضوان بن عبد العزيز بن أحمد الشامي بن شمس الدين بن عيسي بن محمد الفقيه بن عثمان بن حسين بن محمد بن موسي بن يحيي بن عيسي بن علي التقي بن محمد بن الحسن بن الإمام علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم ـ وذلك حسب ما هو مدون بسجل أنساب السادة الأشراف بجمهورية مصر العربية. وعليه فإن محمد علي أحمد آدم "العجوز" يفخر بأنه شريف ابن أشراف.
لم يكن في حياته الأولي شيء يذكر وجعله متميزا عن أقرانه سوي عنقه الطويل الذي تظهر منه تفاحة آدم، والذي يجبرك علي أن تستمع للصوت الصادر عن تلك الحنجرة باهتمام، ويضاعف هذا الاهتمام رخامة الصوت ذاته. لكن هذا لم يمنع من أن يقرأ الولد في الكتاب أولا، ثم يتلقي التعليم الابتدائي والإعدادي في مدرسة النجع، قبل أن "يدلي البندر" ويكون عليه الذهاب كل يوم إلي مركز إدفو (بعيد عن النجع فوق العشرين كيلو) ليدرس في دبلوم الزراعة.
والمسافة بين نجع هلال وإدفو لا تقاس فقط بالكيلومترات، ولا فرق المدنية، وإنما هناك أيضا فرق الحضارة، ففي حين يذخر النجع بكل ما هو إسلامي وشريف، فإن مدينة إدفو مدينة أثرية من الطراز الأول، وبها معبد إدفو الشهير. وهكذا سيبقي "العجوز" مسكونا بالتراث الجعفري الصوفي، محاطا بالرغبة في تحديثه.
بطانة برين
حصل العجوز علي "دبلون" الزراعة، كما يطلق أهالي الصعيد علي الدبلوم، وكان من الطبيعي أن يلحق بخاله أحمد البرين في فرقته. كان البرين يكبر العجوز بأحد عشر عاما، وكان من "إسنا" وتحديدا من قرية الدير، ورغم أن إسنا كانت تابعة لقنا، وإدفو تتبع أسوان إلا أن تجاور المركزين جعل بينهما نوعا من التنافس اللطيف، وهو ما ظهر في فرقة برين، حيث كان العجوز يتباري مع خاله في منافسات إنشادية حملت اسم "فرش وغطا" ومنها بدأت شهرة العجوز في الظهور.
كما قدم الشيخ احمد برين وتلميذه محمد العجوز ما يعرف بـ (التخمير الديني) وهو لون يعرفه لنا الباحث سامح الأسواني بأنه غناء به كثير من الإشارات والرموز الصوفية في صورتها الشعبية، وكذلك الأمر بالنسبة للمديح النبوي المتأثر بكل ذلك. وللثنائي إنشاد ومديح شهير يحمل اسم (السفينة) ويعد أروع لقاء جمع بين العجوز وأستاذه، يبدأ بمفتتح فيه ارتجالات شعرية وغنائية مختلفة ثم يتحول إلي الشكل الشعري (الموال).
ولكن لم يكن برين يحب الاعتماد علي الآلات الموسيقية بشكل عام، وعليه بدأ العجوز يفكر في الاستقلال عن الفرقة والبطانة واللون الغنائي تماما.
الاستقلال التام
مع مطلع الثمانينات خرج العجوز من بطانة البرين تماما ، وبدأ الغناء الصوفي الشعبي، والمدح، وتجول في مقامات الأولياء، ومع مقام الشيخ إبراهيم الدسوقي كانت له ليال، وهي الفترة التي أثمرت أغنية "التمساح" وهي أغنية تبين كرامة من كرامات سيدي إبراهيم الدسوقي، حين جاءت له امرأة تبكي، و "دمعها سياح" وتشكو من أن التمساح أكل ابنها. فدعا الشيخ بأن يعود لها الابن ، ثم نادي علي التمساح، فحضر، فأمره بلفظ الصبي، وفي أغنية العجوز حضر التمساح والطفل راكب علي ظهره. ويقال إن هناك فقرة من العمود الفقري لهذا التمساح في مسجد سيدي إبراهيم.
أخذ محمد العجوز العهد في مسجد سيدي إبراهيم، ومدح بأغنية التمساح التي صدرت في شريط كاسيت اكتسح صعيد مصر، وكان تقريبا في كل بيت . وتسبب في شهرة كبيرة للعجوز الذي حمل لقب أمير المداحين، وبدأ ينافس الشيخ ياسين التهامي في المكان والمكانة. وانقسم الكثيرون بين أشياع التهامي وأتباع العجوز.
وكما ذاع صيت التهامي خارج مصر انتشر اسم العجوز ، وبدأ في إحياء الحفلات خارجها ، فأقام عددا من الليالي في روما وباريس وأمستردام وغيرها من المدن الأوروبية.
ليلي علوي... أشكرك
لم يستمر العجوز علي العهد والطريقة والأداء، فقد كان تواقا للتغيير، ومع أواخر الثمانينات بدأ يكثر من استخدام الآلات الموسيقية الحديثة، حتي أدخل الأورج في فرقته، كما بدأ يترنم في الفواصل بأغنيات لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، مع الحفاظ علي حالة الإنشاد والتصوف والمدح، واستمر الحال في هذا الاتجاه حتي جاء عام 1996بمفاجأة هزت محبي أمير المداحين ومريديه، تمثل هذا في شيئين، الأول هو إقامته لمشروع تجاري عبارة عن "بنزينة" في نجع هلال، والثاني إصداره لألبوم غنائي عاطفي يحمل اسم "أشكرك"!
الأغنية كانت تأليف وتلحين شاب من إدفو يدعي خالد، وغناها العجوز في الألبوم الذي تضمن كذلك إنشادا ومدحا في خليط جديد، كما غني موالا صوفيا عتيدا هو "يا ظبية البان" كمقدمة
للأغنية العاطفية. وقد حقق العجوز نجاحا مدويا من خلال "الألبوم"، واكتسب محبين ومريدين جددا، لكنه في الوقت نفسه أثار حوله علامات الاستفهام، وربما التعجب.
ويكرر العجوز التجربة في ألبوم آخر يحمل اسم "أرفضك" ، وعدد آخر من الآلبومات حتي مطلع الألفية الجديدة، ومع التغييرات الجديدة بدأ الهمس حول أمير المداحين وما جري له، واستغل البعض تكراره لاسم "ليلي" في الأغنيات الجديدة، ونسجوا حوله قصة لطيفة تقول إنه التقي بالفنانة ليلي علوي علي متن إحدي الطائرات المتجهة به إلي أوروبا لإحياء حفلة هناك، ففتن الشيخ بالفنانة، وانجذب لها وبها ،وعرض عليها الزواج فورا. ورغم إبداء الفنانة الإعجاب بالأمير وطريقته إلا أنها اعتذرت له فهي من دنيا وهو من دنيا أخري، مما جعله يندب حظه، ويرثي لحالة ويتغني بالأغنيات الجديدة: " أشكرك.. وفري دمعة عينيكي".
كما أن غناءه لسيارته الزلمكة التي اشتراها ، وللبنزينة التي أقامها في أغنية "زلمكة في البنزينة" جعلت مريديه يتعاملون معه علي أنه تخلي عن العهد ، وسرت وقتها ما يمكن أن نسميه "نبوءة"، وهي أن نهاية العجوز لا وبد وأنها ستكون في "الزلمكة" والغريب أنه تعرض مطلع الألفية لحادث مشابه للحادث الذي أودي بحياته، واعتبر مريدوه ذلك إشارة إلهية للمصير المنتظر.
لم يستمر العجوز في إصدار هذه الألبومات، وتحول إلي فن الكف، وهو الفن المشهور بأنه غزلي وحسي، لكن أغرب ما تردد عنه ، والعهدة علي الراوي، والراوي هنا هو سامح الأسواني أن العجوز قرر أن يستعين بفتيات روسيات يغنين معه في الفرقة. غير أن القدر لم يمهله ، وذهب يوم 29 أبريل 2010 ضحية " الزلمكة" ، واعتبر مريدوه أنه تحرر بهذا من البنزينة والزلمكة وحكايات "ليلي" وخرجوا بالآلاف لتوديعه، وربنا يرحم الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى