يتساءل الجميع في مصر عن سبب التغيير الوزاري الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي الخميس بشكل مفاجئ وتضمن إقالة وزير الداخلية محمد إبراهيم، حيث ترددت عشرات التكهنات وسط حالة من الارتباك تسود المشهد السياسي المصري.
لكن أحدا لم يستطع تقديم إجابات قاطعة على هذ التساؤلات، حتى رئيس الوزراء إبراهيم محلب الذي أعلن -خلال مؤتمر صحفي عقدته الحكومة صباح الخميس لاستعراض التحضيرات لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي- جهله بالدوافع الحقيقية للإطاحة بوزير الداخلية، قائلا إنه لا توجد أسباب محددة للتعديل الوزاري وإن التغيير هو "سنة الحياة".
وفي المساء، أجرى محلب مداخلة تلفزيونية مع قناة "سي بي سي" أكد فيها أن التعديل الوزاري يهدف ضخ دماء جديدة في الجهاز الإداري للدولة، نافيا أن تكون إقالة وزير الداخلية مرتبطة بحوادث محددة مثل مقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ أو تقصير الوزير في أداء واجبه.
مزاد للتكهنات
وعقب الإعلان عن الإطاحة بمحمد إبراهيم من منصبه وتعيين اللواء مجدي عبد الغفار خلفا له، ضجت وسائل الإعلام المصرية ومواقع التواصل الاجتماعي بمحاولات فهم سبب تخلي السيسي عن رفيقه في الانقلاب.
ففي حين يرى نشطاء سياسيون أن تزايد القمع وقتل النشطاء وتزايد مشاعر الكراهية للشرطة كانت السبب في الإطاحة بوزير الداخلية، يرى مؤيديون للنظام أن الفشل الأمني وعدم قدرة إبراهيم على السيطرة على الأمور هي التي أنهت حياته المهنية، بينما اتفق الفريقان على أن إقالته كانت مطلبا شعبيا من كل الأطراف.
وذهب آخرون إلى أن إقالة وزير الداخلية هو إعادة لطريقة مبارك في الحكم، حيث كان يطيح بالوزراء الذين يمثل بقاؤهم في السلطة تهديدا له خوفا من تزايد نفوذهم.
بينما رأى فريق ثالث أن السيسي جعل من إبراهيم كبش فداء وحمله مسئولية الفشل الأمني وأطاح به لإنقاذ شعبيته الآخذة في التناقص بسبب الأداء السيئ لوزارة الداخلية وبعد أن أصبح تغييره مطلبا شعبيا.
وذكرت وسائل إعلام مؤيدة للإنقلاب أسبابا عديدة لإقالة وزير الداخلية، على رأسها الإهمال وتردي أداء الداخلية، وعرضت عشرات العمليات التي استهدفت منشآت أمنية وحكومية ومصالح اقتصادية أجنبية على مدى العامين الماضيين، لكنها فشلت في تفسيرات سبب تمسك السيسي به رغم سجله الطويل في الفشل الأمني؟!
إخواني الهوى!
لكن كانت أغرب التفسيرات لإقالة وزير الداخلية ما أوردته صحيفة اليوم السابع التي قالت إن محمد إبراهيم أقيل بسبب ميوله الإخوانية.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها إن "الرجل تحيط به الشكوك منذ توليه المسئولية فى أوائل عام 2013 في حكومة هشام قنديل ومنذ هذا التاريخ ونار الأسئلة مستعرة حول شخصيته وانتمائه السياسي وعدم تمتعه بأي شهرة بين زملائه الضباط"، مؤكدة أن "الإجابات على هذه الأسئلة تصب معظمها في خانة أن الرجل إخواني الهوى، وأنه لولا تمتعه بهذا الشرط ما كان له أن يحمل حقيبة الوزارة السيادية في عهد الإخوان".
واستفاضت الصحيفة في كيل الاتهامات للوزير وأشارت إلى أنه فشل في تقديم حلول أمنية مبتكرة أو حتى السيطرة على مفاصل وزارته، وغياب احترام ضباطه له، وسخط الشارع عليه بسبب تجاوزات الشرطة التي أصبحت تحرج النظام.
مقدمة للتصالح؟
في حين ذهب البعض إلى القول بأن الإطاحة بمحمد إبراهيم هي مقدمة للتصالح بين السيسي والإخوان خاصة وأن إقالة الوزير جاءت بعد أيام قليلة من زيارة السيسي للسعودية وسط أنباء عن وساطة سعودية للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الأزمة في مصر.
وكان محمد إبراهيم شريكا أساسيا في الانقلاب على الرئيس محمد مرسي والمجازر التي تلت ذلك وأسفرت عن مقتل الآلاف منذ يوليو 2013 وحتى الآن.
من جهته، قال "المجلس الثوري المصري المعارض للانقلاب، إن إقالة وزير الداخلية هي دليل واضح على فشل السياسات الأمنية التي اتبعها محمد إبراهيم".
وأكد المجلس في بيان له - تلقت "عربي21" نسخة منه - أن إقالة محمد إبراهيم جاءت تحت ضغط جموع الثوار في شوارع مصر، مؤكدا أن الإطاحة بوزير الداخلية "لن تعفيه من المحاكمة جزاء على ما اقترفت يداه".
وأضاف أن الإطاحة بوزير الداخلية هي رسالة للجميع بأن العسكر لن يبقى على أحد حتى ولو كان من أهم شركائهم الذي لم يكن سوى خادم مطيع للعسكر.
06/03/2015
تفسيرات شتى لإقالة السيسي وصحيفة تشير لـ"هواه الإخواني"
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى