شاب يتخلص من أسرته بـ"آلة حادة"ويجلس على باب المنزل

فى تمام الساعة الثالثة فجر الأربعاء الماضى، بقرية فى محافظة بنى سويف، خرج الأستاذ عادل، كما يلقبه أهالى قريته، وجلس على باب منزله، ملابسه ملطخة بالدماء ووجهه، لم ينطق بكلمة واحدة، تصادف مرور جاره سالم محمد، وقال له «عادل هو فيه حد كان بيصرخ عندكم من شوية؟»، فنظر إليه عادل: «وقال أنا قتلت اللى كانوا بيصرخوا، اللى سلطوا الجن علىّ».

تجمع أهالى القرية وعقب دخولهم المنزل عثروا على 3 جثث، والد ووالدة عادل وشقيقته، رؤوسهم مهشمة بآلة حادة، انتقل فريق من رجال المباحث وألقوا القبض على المتهم، وأجرت النيابة معاينة تصويرية، وتضاربت الأقوال عن سبب الجريمة، المتهم زعم أن أفراد أسرته سخروا الجان عليه، بينما أبناء عمه اتهموه بالقتل العمد بسبب إدمانه المواد المخدرة، وقالوا إنه ارتكب الجريمة للحصول على المال، قررت النيابة عرض المتهم على الطب الشرعى وإجراء تحليل للتأكد من تعاطيه مواد مخدرة من عدمه، كما تم عرضه على مستشفى الأمراض النفسية للتأكد من سلامته، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة.

البداية رواها «سالم محمد» جار المتهم، قال: فوجئنا بسماع أصوات استغاثة وصراخ من منزل الحاج عبدالعظيم فجراً، فتوجهنا إليهم لنجد «عادل» جالساً فى مدخل المنزل متمتماً بكلمات غير مفهومة مع إصداره أصوات ضحكات، مع وجود آثار دماء على جسده وملابسه، وعند محاولتنا الدخول للمنزل نظر إلينا وقال «أنا قتلتهم»، فدخلنا إلى المنزل وشاهدنا دماء كثيرة، وبجوارها جثث لعبدالعظيم سعد على، موظف بالجمعية الزراعية بأهوه، 65 سنة، وبالمعاش، وزوجته بسيمة عبدالعظيم الجندى، 55 سنة، كاتبة بالجمعية الزراعية بأهوه، ونجلتهما منى، 23 سنة، حاصلة على بكالوريوس رياض الأطفال وتعمل مدرسة، فاتصلنا على الفور برجال مباحث نقطة شرطة أهوه، التى حضرت إلى المنزل وتحفظت على المتهم وأغلقت الباب حتى حضرت قيادات مديرية الأمن وسيارات الإسعاف وفريق النيابة، وتم التحفظ على المتهم.

تحريات الرائد محمود الشريف، رئيس مباحث مركز شرطة بنى سويف بإشراف اللواء خلف حسين، مدير المباحث، كشفت عن عدم اتزان المتهم عقلياً ونفسياً ومروره بأزمة مالية بسبب تعاطيه المواد المخدرة، وأوضحت التحريات أن المتهم فشل فى الحصول على فرصة عمل بأحد الفنادق السياحية بمدينة شرم الشيخ التى لم يقض بها أكثر من 15 يوماً، وعاد مرة أخرى إلى قريته مطالباً والديه بالحصول على الأموال لشراء المخدرات، لكن ظروفهما المادية لم تمنحه ذلك فأقدم على قتلهما.

وأشارت التحريات إلى أن الأب «القتيل» اصطحب المتهم عدة مرات لعدد من الشيوخ لعلاجه من حالة عدم اتزانه ومرضه نفسياً.

كما كشفت التحريات عن نشوب مشاجرات بين المتهم ووالده قبل ارتكاب الجريمة بسبب رغبة الأول فى الحصول على مصروف شهرى لشراء المواد المخدرة، وهو ما أكده نجل عم المتهم فى التحقيقات، حيث أشار إلى زيارة المجنى عليه ليلة الحادث بحضور المتهم، وكانت الأمور تسير بشكل طبيعى حتى مغادرته مسرح الجريمة.

جار الضحايا: شفت عادل وملابسه غارقة فى الدماء وسألته عن «الصرخات» وعن والديه

واعترف المتهم فى تحقيقات النيابة، التى باشرها حسن على، وكيل النيابة، وعمرو مصطفى، مدير نيابة مركز شرطة بنى سويف، بارتكابه الواقعة قائلاً «أنا قتلتهم لأنهم سخروا الجان ضدى، وهما على علاقة بالجان ومتصلين به، وأنا ضد الحاجات دى، فانتهزت فرصة نومهم وتوجهت لغرفة والدى، وأحضرت فأس كان فى المنزل، وقمت بتحطيم رأسه، ثم توجهت لغرفة والدتى حيث كانت ترقد بجوار شقيقتى وهشمت رأسها، واستيقظت شقيقتى على صراخ والدتى، وحاولت الفرار إلا أننى تمكنت من الإمساك بها وتحطيم رأسها بنفس الفأس حتى انتهيت تماماً منهم».

وقال شحاتة أمين عبدالله، 52 سنة، موظف بالوحدة الصحية بالقرية، وأحد الجيران، إن الأسرة تتمتع باحترام الجميع، والمجنى عليه حافظ لكلام الله ومؤدى فروضه، وبعيد كل البعد عن أعمال الجان والشعوذة التى يتهمه بها الابن، ولديه منزلان يقيم فى أحدهما ويعد المنزل الثانى لزواج أبنائه.

فيما روى عبدالوهاب على، ابن عم المجنى عليه، وأول من دخل المنزل عقب وقوع الجريمة، العائلة تتكون من الأب والأم و4 أولاد، من بينهم مصطفى، 25 سنة، ويعمل بشرم الشيخ، وسلوى، 35 سنة، ومتزوجة بقرية مجاورة، والجانى، والمجنى عليها، لافتاً إلى عدم اتزان المتهم نفسياً خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد إدمانه للمخدرات وطلبه الأموال من أسرته.

مواضيع مشابهة