الباز: سوزان مبارك بحثت سنوات عن "عروسة" لجمال.. وطلبت "ترشيحات"
سوزان مبارك
بدا واضحاً فى السنوات الأخيرة من حكم محمد حسنى مبارك الرئيس الأسبق، أن هناك مشكلة فادحة وارتباكاً شديداً فى خطاباته، وظل الأمر لغزاً محيراً.
وتكشف الإعلامية أميمة تمام، زوجة الراحل أسامة الباز، سر هذا الارتباك بقولها إن خطابات مبارك الأخيرة، وتحديداً منذ 2006، كانت إعادة إنتاج للخطابات التى كتبها له أسامة الباز فى سنوات سابقة، فبعد توقف الأخير عن الكتابة لجأ المحيطون بالرئيس الأسبق إلى تعديل الخطابات القديمة وإعادة إنتاجها.
وتتعرض «أميمة» فى هذه الحلقة للروايات المتداولة حول الخلاف بين زوجها الراحل وجمال مبارك، كما تفنّد حقيقة اتهام «الباز» بأنه كان صاحب فكرة التوريث.
أما عن زواج جمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، كان الشغل الشاغل لدى سوزان، كانت تسعى لاستقراره، وحاولت كثيراً فى هذا الموضوع، ورشحت له فتيات كثيرات، لكنه فى ذلك التوقيت لم يُعجب بأى منهن. كان مرتبطاً بفتاة إنجليزية وكانا يعيشان فى لندن ووالده هو من أعاده فتركها. وكانت والدته تبحث وتسأل عن «زوجة كويسة» من أوساط راقية، وظلت على هذا الحال سنوات. ذات يوم تكلمت مع زوجة المشير أحمد إسماعيل، وقالت لها: «عايزة عروسة لجمال»، فردت عليها بالقول: «إنتى اللى عندك علاقات كتير». وكان الباز من بين الذين طلبت منهم سوزان ترشيح فتاة لجمال. وكانت مسألة انتقاء العروس صعبة جداً، خاصه أن جمال كان متعلقاً بأمه جداً وعلاقته بها كانت أقوى من علاقته بوالده.
علاقة جمال بوالدته كانت قوية جداً ومختلفة عن علاقته بأبيه لأنها كانت على مستوى العمل فقط، لكن علاقته بسوزان كانت على مستوى العمل والحياة الشخصية، وكانا يفكران ويتخذان القرارات ويديران حياتهما معاً، حتى عندما مرضت كان هو الأقرب إليها. ما أعرفه أن عملية البحث استمرت فترة طويلة، وكانوا يرشحون عروساً جديدة أو اثنتين كل أسبوع، ولم يكن مبارك مهتماً بمسألة زواج جمال، فقد كان حفيده محمد علاء هو شغله الشاغل، وكان متعلقاً به جداً، وينهى أى اجتماع مهما كان مهماً إذا دخل حفيده محمد عليه، وكان يأخذ إجازات خاصة ليقضى الوقت معه، حتى إنه كان يدربه بنفسه على قيادة السيارة وهو صغير، لذلك تسببت وفاته فى صدمة كبيرة له.
كانت سوزان فى بداياتها مهتمة بالأعمال الخيرية، وكانت شخصية مهذبة ولطيفة، وطرأت عليها تغيرات نتيجة نفاق المحيطين بها ونصائح بعض المقربين الذين «نفخوا» فيها، وهكذا خرجت من إطار الشخصية المتواضعة، إلى الاهتمام بالعمل العام والإعلام، حتى ملابسها أصبحت تشتريها من «ديفليهات» من خارج مصر، وكل مستلزماتها من ماركات عالمية، ولم تكن تحب أن يرتدى أحد ملابس مشابهة لها، لذلك كانت تتعامل مع بعض بيوت الأزياء لتفصيل ملابسها بالطلب، ولو تصادف أن وجدت سيدة ترتدى ملابس مشابهة لها كانت ترسل إليها وسيطاً يلفت انتباهها لأن هذا الأمر كان يضايقها جداً.
كل خطابات الرئيس كان يكتبها أسامة الباز، وكان على اتصال بكافة الوزارات لتدقيق الأرقام والمعلومات، وكان أحياناً يستعين بمعلومات من الإنترنت.
وكان يكتب الخطابات بخط يده، وليس على الكمبيوتر، ويرسلها إلى مكتب الرئيس بنفسه، وإذا احتاج مبارك إضافة أو تعديلاً يتم إرساله ثانية إلى الباز لإجراء التعديل المطلوب، حتى ينتهى إلى الشكل المتفق عليه. وفى بعض الأحيان كان مبارك يعترض على طول الخطاب فيرسله مرة ثانية إلى الباز للاختصار، وظل ذلك حتى عام 2005، وقتها توقف الباز عن كتابة الخطابات. وكانت الخطابات التى ألقاها مبارك بعد 2005 قديمة سبق أن كتبها الباز، لكن بعد تعديلها وإعادة صياغتها، لتناسب الموقف والاحتفال، ولم يُبذل فيها أى جهد، وكانت الخطابات المكتوبة مسبقاً تُستخدم كنموذج فى السنوات الأخيرة لعصر مبارك.
وفى أوقات كثيرة أثناء إلقاء مبارك خطاباته كان الباز يغضب بسبب عدم قيام مبارك بإلقاء الخطاب بالشكل المضبوط لأنه كان فى بعض الأحيان يخطئ فى النحو أو التشكيل أو يخرج على النص، وهذه الأمور كانت تثير استياءه، وكان الباز يقول إن جهده «راح على الفاضى»، لأن كتابة الخطاب كانت تأخذ منه عمل يومين أو ثلاثة. مبارك لم يكن يختلف على مضمون الخطاب، لكن كان يختلف على حجم الخطاب ويفضل الخطابات المختصرة المبسطة ويعتبر السرد تعقيداً. وبينما كان أسامة يبحث على الإنترنت وفى المراجع لكى يكتب خطاباً ويذاكره تماماً كان مبارك يرسل له ليقول: «اختصره وشيل الحاجات المكلكعة»، ثم بدأوا فى الرئاسة يرجعون للخطابات القديمة كهيكل عام مع تغيير بعض التفاصيل لتناسب الحدث، فكانوا يأخذون خطابات الباز مثلاً ويغيرونها وفق المناسبة.
نشر بالوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى