يجعل كلامنا خفيف عليكم، يا صايمين رمضان، لا بنحكي عن عنترة، ولا بن ذي يزن، ولا الهلايلة، ولا حتى بيبرس، ولا الأمير البهلوان.. كان يا «مكان»، من غير ربابة ولا طبلة ولا مزمار، نحفظ كافة الأشعار، بألف حكاية وحكاية، نلم شمل العطشانين، والسهرانين في نهار رمضان.. كان يا «مكان»..
يا رايحين درب قرمز، لو كنتم في الجمالية، في قلب القاهرة التاريخية، عنيكم هتلمح قصر الأمير بشتاك، يكشف جمال العمارة بالقاهرة الفاطمية..
يعتبره الأثريون أفخم مباني القرن الثامن الهجري، لأنه يكشف جمال العمارة بالقاهرة التاريخية، بناه الأمير سيف الدين بشتاك الناصري، واشتراه منه السلطان الناصر محمد بن قلاوون بستة آلاف درهم، وتقلد بشتاك -الذي قتل عام 742 هجرية- عدة مناصب إلى أن وصل لمنصب «أمير شكار»، أي الأمير المسؤول عن أمور الصيد السلطاني، وبعدها أصبح كاتبًا لسر السلطان، الأمر الذي جعله يحظى باحترام الناصر قلاوون، لذا فكثيرًا ما كان يغمره بهداياه، إلا أنه بعد وفاة الناصر قُبض على بشتاك، واعتقل بالإسكندرية وقتل هناك، لكن جثته نقلت سنة 748 هجرية من الإسكندرية ليدفن بتربة سنجر الجاولي بالقاهرة، ولم يتبق من أثره غير القصر الذي يحمل اسمه.
القصر قيمة معمارية وجمالية نادرة في منطقة القاهرة الفاطمية أو التي صار يطلق عليها القاهرة التاريخية، إذ يقع في شارع بين القصرين، وهو الشارع الذي يضم العديد من المباني والبيوت التي ترجع إلى العصرين المملوكي والفاطمي، إذ قام الأمير بشتاك ببناء القصر تجاه المدرسة الكاملية، وكان يفصل شارع «بين القصرين» بين جانبيه الشرقي الغربي.
وتطل واجهة القصر الغربية على شارع المعز، بينما تقع واجهته الشمالية على درب قرمز، وظل المدخل الأصلي للقصر مطلًا على حارة بيت القاضي، وكان هذا في العصر الفاطمي. أما المدخل الحالي، ونتيجة للتوسعات والترميمات التي جرت على الموقع، فقد أصبح من الجهة الغربية، وهو عبارة عن عقد مركبة ومتداخلة، وعلى جانبيه مصطبتان حجريتان بارتفاع متر. ولما كانت صناعة الرخام قد تطورت كثيرا في هذا العصر (الفاطمي)، وبلغت أوج مجدها في الدقة والجمال والتطعيم بالصدف، لذلك لم يكن مستغربا وجودها في كثير من مواقع القصر.
وتدل البقايا القليلة التي تم العثور عليها على مقدار دقة صناعة الرخام، والتي كانت تتركز في باب حمامة بشارع سوق السلاح.
ويتكون القصر من ثلاثة طوابق، الأرضي به قاعة واسطبلات ومخازن غلال وغرف الخدم، والطابق الثاني منه يضم قاعة احتفالات وغرف النوم، فيما كان يخصص الطابق الثالث للحريم، إلا أنه تعرض للهدم .
والقاعة الرئيسية للقصر يتقدمها سطح مكشوف على يساره حجرة تؤدي إلى القاعة الرئيسية، ويتعامد عليها أربعة إيوانات سقفها خشبي يحوي زخرفة قطع خشبية، وفي الوسط توجد فسقية من الرخام الملون لترطيب الجو برذاذ مائها المتطاير أثناء جلوس الأمير وزواره.
وللقصر ثلاث واجهات، الأولي وهي الأساسية وتقع بالجهة الشمالية الغربية، وتطل علي شارع المعز، وتتكون من ثلاثة طوابق بها مشربيات ليست علي استقامة واحدة بل علي جزأين، أحدهما غائر، والآخر بارز، وبها رسومات هندسية آية في الجمال.
أما الواجهة الثانية فتقع بالناحية الشمالية الشرقية، وبها عدد من النوافذ المغطاة بأجنحة معدنية، وتضم أيضا بوابة تؤدي للقصر. والواجهة الثالثة بالجهة الجنوبية الغربية من القصر تطل علي حارة جانبية، لكن الزائر للقصر لابد له أن يسلك المدخل الحالي بعد تطويره، وهو المدخل الذي يتميز بسلم خشبي مزخرف يؤدي إلي باب خشبي عليه كتابات عن مؤسس القصر وتاريخ إنشائه. ويمكن للزائر الوصول للقاعة الرئيسية عن طريق سلم صاعد يتقدمها سطح مكشوف.
كان يا «مكان»: قصر الأمير بشتاك.. أفخم مباني القرن الثامن الهجري
أحمد نبيل خضر
Fri, 26 Jun 2015 12:37:20 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى