بعد ساعات من إعلان نتيجة القرعة الهيكلية بفوز" الأنبا تواضروس" الثاني، بمنصب البطريرك رقم 118، خلفًا للبابا شنودة الثالث، تواترت الأسئلة حول مستقبل البابا الجديد، إزاء انعقاد المقارنة مع نظيره الراحل ذو الشعبية الجماهيرية، والخطاب الوعظي البليغ، العاطفي أحيانًا، والممهور بالفكاهة في أحايين كثيرة.
في ليلته الأولى بعد فوزه بالبابوية، نفى البابا تواضروس الثاني ما يتردد عن مخاوف "المقارنة" مع نظيره "الراحل"، لافتًا إلى حفاظه على "عظة الأربعاء" في موعدها، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تكريمًا للبطريرك الراحل.
أطول فترة انقطاع
بعد مرور ما يقرب من 72 يومًا على تجليسه "بطريركًا"، ألقى البابا تواضروس الثاني، أولى عظاته في 30 يناير 2013، تحت عنوان "محبة الله"، وتواصلت عظاته في العام ذاته حتى 26 يونيو، ثم انقطعت-في أطول فترة انقطاع لها- ما يقرب من 59 يومًا –تخللها مظاهرات 30 يونيو، ومشهد ظهوره في خارطة الطريق في 3 يوليو، ليعاود إلقاء عظته في 25 سبتمبر، تحت عنوان " الكتاب المقدس رسالة حب "، وبلغت عظات البطريرك في 2013 "31 عظة أسبوعية".
وفي العام 2014 ألقى البابا تواضروس الثاني 36 عظة أسبوعية، فيما توقفت عظاته في 2015 بعد وصولها "12عظة"، آخرها الأربعاء الماضي، التي أعلن خلالها توقف عظته تمامًا لمدة 3سنوات، وتراوحت أسباب الإلغاء بين "الأمنية"، و"الكنسية"، نظير تجديدات تجري بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
طرد سيدة
وتضمنت عظات البابا تواضروس الثاني التي بلغت منذ وصوله للكرسي المرقسي " 79 عظة أسبوعية"، واقعة طرد سيدة مسيحية، وتوقفت لأول مرة منذ "بابويته"، تحت وطأة تظاهرة لمتضرري الأحوال الشخصية، أسفرت عن خلاف محتدم بينهم، وبين الكنسية، تسبب في عقد لقاءات استماع للمتضررين، ولقاء بالمقر البابوي تضمن تعهدًا كنسيًا بالتنازل عن دعوى " التظاهر داخل دور العبادة"، التي أقامتها الكنيسة ضد المتضررين.
منذ اليوم الأول لعظته الأسبوعية، سعى البابا تواضروس الثاني لصناعة فارق بينه وبين نظيره "شنودة الثالث"، فأصدر قرارًا بابويًا بمنع التصفيق، والزغاريد داخل الكاتدرائية، واختفت تمامًا الضحكات القبطية التي كانت سمة للعظة الأسبوعية، نظير تركيز البابا الجديد على النصوص الدينية المجردة، وإلغائه فقرة الأسئلة المباشرة، التي كانت تقتطع وقتًا من اللقاء الأسبوعي إبان فترة البطريرك الراحل.
استعمل البطريرك الجديد، التكنولوجيا في عظاته الأسبوعية، لكن ذلك لم يفلح في وقف المقارنة الدائمة بين الصيدلي "الدقيق" في كلماته، و"البطريرك الشاعر"، الذي لم تخل عظاته من الشعر، والنوادر، والتي كانت سببًا كافيًا لحضور قبطي كثيف، يحسب للبابا شنودة الثالث.
حسبما أفاد القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة في تصريحه لـ"مصر العربية"، فإن ثمة فوارق بين فترة البطريرك الراحل، والبابا تواضروس الثاني، يأتي أبرزها في احتفاء الإعلام بالأخير، ولقاءاته أينما وجد، بعكس الاهتمام الإعلامي بلقاء البابا شنودة الأسبوعي فقط، وهو مايعني –وفقًا لرؤيته- أن "تواضروس الثاني"، لن يغيب عن الأقباط، وليس في حاجة لقصر لقاءاته على الكاتدرائية فقط، نافيًا وجود أسباب أمنية وراء الإلغاء.
من جانبه، عقب المفكر القبطي كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط، على قرار البابا تواضروس الثاني بإلغاء عظته الأسبوعية قائلًا: " البابا يراهن على الطفولة، باعتبارها نقش على الحجر"، في إشارة إلى لقاءاته المتكررة بالأطفال، والتي تنقلها مباشرة قنوات الكنيسة.
هروب
القرار الذي أحدث جدلًا واسعًا في الوسط القبطي، واعتبره بعض المعنيين في الشأن القبطي، يصب في مصلحة اندماج الأقباط تدريجيًا في المجتمع، نظير تراجع التصاقهم بالكاتدرائية، على خلفية إلغاء العظة، دفع بعض الحركات القبطية إلى تصوير الأمر على أنه "هروب مقنع" للبطريرك من معارضيه.
وبعيدًا عن أية تحليلات بشأن إلغاء العظة الأسبوعية، في أعقاب تصريحات المتحدث باسم الكنيسة، والتي جاءت في أن القرار مدروس منذ عام، فإن نتيجة واحدة بعد 79 لقاء أسبوعي للبطريرك، تأتي في أن البابا تواضروس لم يحقق من عظاته سوى ذكرى "طرد سيدة"، وحدث تاريخي جاء في "إلغاء عظته " تحت وطأة التظاهر.
وتباعًا خلال الفترة المقبلة يراهن الأقباط على إعلان الأسباب الحقيقية وراء "إلغاء الظاهرة" التي دشنها البابا شنودة الثالث داخل الكنيسة لفترة تجاوزت الـ"نصف قرن"، منذ أن كان أسقفًا للتعليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى