- خلاص أنا مبقيتش أخاف من السجن»
- «الحياة بتموت جوايا»
بيقعّدوا معانا مخابرات في وسطنا يسمعوا الي بنحكيه مع أهالينا كإنهم مراقبيننا 24 ساعة!
من داخل محبسها بسجن القناطر، لم تجد إسراء الطويل حلا لمشكلة اختفائها قسريا واحتجازها على ذمة قضية تؤكد تماما أنها لم ترتكبها، سوى كتابة الرسائل عن أيام محبسها، وإرسالها لأسرتها.
بعد أن كتبت إسراء الطويل في وقت سابق عن قصة اختفائها قسريا، وردت منها رسالة جديدة تحكي فيها عن أيام احتجازها في السجن.
اقرأ ايضا:
بعد مرور 44 يوما.. إسراء الطويل تروي قصة اختفائها وحبسها
وفي نص الرسالة، قالت إسراء الطويل: "سجن القناطر .. مقبرة الأحياء، النهارده 28/ 7/ 2015 اليوم الثامن والخمسين على اختطافي والثاني وأربعين ليا في سجن القناطر .. لغاية دلوقتي ومع إنه عدى شهرين على اختطافي إلا إني مبقدرش استوعب اللي بيحصل .. لغاية دلوقتي لما بصحى من النوم أو حد بيصحيني بتفزع وأحكي أنا فين .. وأعيط وأقول عايزة أروح البيت".
حكت الطويل عن الفترة التي قضتها في مقر أمن الدولة، والتي تقول إنها قضت 15 يوما منها "متغمية"، واصفة حالها في ذلك الوقت بـ«القبر» الذي كانت تدعو فيه «يارب احييني من تاني زي ما هتبعث الموتى من القبور».
في اليوم السابق لكتابة الرسالة، قررت نيابة أمن الدولة العليا تجديد حبس إسراء للمرة الرابعة 15 يوما على ذمة التحقيقات، على حد قولها، مشيرة إلى أنه تم عرضها أمام وكيل نيابة مختلف عن المرات السابقة.
«قبل كدا كنت بفكر إني مفيش أي حاجة بتخوفني غير السجن .. بس خلاص أنا مبقيتش أخاف من السجن»، قالتها إسراء مؤكدة في الوقت نفسه أنها رغم عدم خوفها منه إلا أنها «تكرهه»، مقتبسة من الناشطة الحقوقية ماهينور المصري جملتها «إحنا مبنحبش السجون بس مبنخافش منها».
انتقلت إسراء إلى مشهد آخر عند أحد أطباء السجن يدعى (محمود.ع)، على حد قولها، الذي أرسلت إليه، يوم كتابتها للرسالة، للكشف على ساقها المصابة. حكت في رسالتها «الدكتور قاللي انتي عندك عاهة مستديمة.. قولتله قصة إصابتي كلها واني بتحسن مع استمرار العلاج الطبيعي لكنه صمم على رأيه وقالي مبحبش الجدال يلا على عنبرك»، على حد قولها.
عنبرها أو الزنزانة التي عادت إليها إسراء بعد انتهاء الكشف الطبي، وصفتها بأن مساحتها "3× 5 تقريبا، كلها صراصير وحشرات والأكل اللي معانا كله في الزنزانة وحبل الغسيل كإن الواحد عايش جوه مطبخ في حمام في سرير".
تبدلت حالة إسراء مع مرور الوقت، فبعد أن كانت أقصى أمنياتها في الفترة التي قضتها في مقر أمن الدولة هي أن ترى والدتها وأسرتها وأن تعود لحياتها الطبيعية، أصبحت تشعر الآن في سجن القناطر بأن «الحياة بتموت جوايا».
تحدثت الطويل في رسالتها عن رفيقات السجن معها، التي لم تزيد أعمارهن عن 20 عاما، وصدرت ضدهن أحكام بين "عامين وثلاث أعوام".
أما السجينة «مس رشا منير الجميلة»، كما وصفتها إسراء في الرسالة، مشيرة إلى أنها معروفة إلى حد ما "فهي التي توفى زوجها في طابور الزيارة وهو شايل بناته الإثنين، ومنعوا مس رشا تحضر عزاه ولا حتى تشوفه بعد وفاته وهو على باب السجن.. وحماتها مانعة عنها الأطفال!".
رغم كل ما تمر به "مس رشا"، إلا أن إسراء وصفتها بأنها "روحها طفولية أوي، وهي اللي بتلاعبنا وتهتم بينا ومبتسيبش حد من الصغيرين مننا يبقى زعلان". وعلى سريرها داخل الزنزانة، تجمع رشا منير البنات ليغنين (يا بنات يا بنات يا بنات اللي مخلفش بنات مشبعش من الحرية ومراحش المعتقلات.. حلوة الأيام في عينية علشان خلفت بنيّة.. اتفصلت من الكلية ولا دخلت امتحانات.. صوّتوا والطموا يا بنات.. السجن ملوهشي معاد.. حبستها لما اتنشرت اتكتبت في مجلات).
تحدثت الطويل عن تفرقة في المعاملة بين سجينات القضايا السياسية، مشيرة إلى أنها في زيارات أسرتها لها "ممنوع ليا إني آخد جوابات أو أبعت، وبيقعّدوا معانا مخابرات في وسطنا يسمعوا الي بنحكيه مع أهالينا كإنهم مراقبيننا 24 ساعة!"، على حد قولها.
ووصلت التفرقة في المعاملة التي تحكي عنها إسراء إلى الكهرباء، قائلة "الكهربا بتقطع بالتلات وأربع ساعات متواصلة عن زنزانتنا في الحر ده، والسجن كله فيه مولدات كهرباء بتشتغل إلا زنزانتنا وبنموت من الحر ومفيش هوا خالص منغير مراوح".
أمنيات بسيطة طلبتها إسراء في رسالتها، ولكن وجودها في السجن يمنعها من تحقيقها، قائلة "كنت طلبت من المحامي يقول لأختي إني عايزة آكل من ماكدونالدز، لكن ضابط المأمورية (أحمد. ش)، يوم عرض النيابة، رفض إني أسلم عليهم – في إشارة إلى أسرتها وأصدقائها الذين حضروا يومها أمام مقر نيابة أمن الدولة العليا – ومنع اني اخد الاكل بردو"، على حد قولها.
كما أصبح دخول إسراء الحمام أمرا صعبا، تحتاج طوال الوقت إلى أي شخص يساعدها على دخوله "لإني مبقدرش أتحرك لوحدي".
المياه والطعام أزمة أخرى تعاني منها إسراء والسجينات، فاشتكت الناشطة في رسالتها من أن مياه السجن "سيئة جدًا وتسبب التهابات في الجسم وريحتها مجاري"، وهو ما يضطرهن إلى شراء زجاجات مياه معدينة من داخل السجن، "لأنهم لا يسمحون بدخولها مع الأهالي"، موضحة أن كل وحدة منهن تحتاج على الأقل إلى 6 زجاجات كبيرة للشرب والاستخدام الشخصي، ولكن "الواحد مبياخدش أكتر من ازازه في اليوم!!!"، بحسب ما ورد في رسالتها.
أما أزمة الطعام لخصتها إسراء قائلة إن "الحشرات كالصراصير والنمل والدود بينتشروا وبيملوا المكان وبيزيدوا جداً بسبب إن الأكل بيبقى معانا جوه في الزنزانة ومفيش تلاجة لينا، مع أن الأهالي اشتروا 3 تلاجات للزنزانة لكن إدارة السجن بقالها شهور مش عايزين يدخلوا التلاجات مع إن إجراءات دخولها خلصت !!".
أخيرا، طالبت الناشطة إسراء الطويل بإخلاء سبيلها مع استمرار التحقيق، "ولو صعب يبقى على الأقل إقامة جبرية في البيت لغاية ما التحقيق في التهم الباطلة الموجهة ليا يخلص"، حسب قولها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى