بعد انقضاء يوم على حادثة إسقاط الطائرة الروسية القاذفة "سو-24 " من قبل سلاح الجو التركي في الأجواء فوق الأراضي السورية، منح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، طاقم الطائرة جوائز الدولة. علما بأن كلا الطيارين تمكنا من القفز بالمظلة بعد إصابة طائرتهما بصاروخ من طائرة "إف-16" تركية، إلا أن النيران أطلقت من الأرض على أحدهما، وهو العقيد الطيار أوليغ بيشكوف، أثناء هبوطه بمظلته، فلقي مصرعه. فيما تمكن الطيار قسطنطين موراختين من النجاة، ويشار هنا إلى أنّ موراختين كان قد فاز بلقب أفضل طيار في روسيا بنتيجة مسابقة " آفيادارتس-2014". وقد تمكنت مجموعة البحث والإنقاذ الروسية من العثور عليه ونقله إلى قاعدة "حميميم"، بالقرب من اللاذقية. فكيف تم العثور على الطيار موراختين وإخراجه من أرض المعركة؟
إطلاق نار
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن فرقة إنقاذ روسية خاصة تولت عملية الإنقاذ بالتعاون مع الجيش السوري. فبُعيد الساعة العاشرة، انطلقت خمس مروحيات من طراز "مي-8" نحو المكان الذي أسقطت فيه القاذفة سو-24، وكان ذلك في الساعة التاسعة والدقيقة الرابعة والعشرين بتوقيت دمشق. وقد تحدثت مصادر في الاستخبارات العسكرية السورية لصحيفة "نوفايا غازيتا" عن أن كل مروحية أقلت إلى جانب الروس عددا من السوريين الذين عملوا كأدلاء ومترجمين، وأما بقية الطاقم المؤلف من سبعة إلى ثمانية أفراد في كل مروحية فكانوا من مشاة البحرية الروسية من الفرقة التابعة للدائرة الرئيسة بوزارة الدفاع، وفقا لما أفادت به الصحيفة المذكورة أعلاه.
التوتر الروسي – التركي: هل يوجد مخرج؟
لم يكن من الصعب تحديد مكان سقوط الطائرة، فثمة جهاز إرسال مثبت في كل من أجهزة القذف المظلية، وبإشاراته استرشدت طواقم مروحيات الإنقاذ. لكن المروحيات لم تتمكن من الهبوط في مكان إسقاط القاذفة، فقد تعرضت إحداها للإصابة بنيران من الأرض، مما استوجب إنقاذ أفرادها بعد هبوطها اضطراريا، وكان قد قتل فيها أحد مقاتلي مشاة البحرية الروسية. وبالنتيجة، تم نقل طاقم المروحية المصابة إلى قاعدة حميميم، والقضاء على مجموعة المقاتلين التركمان التي أطلقت النار، علما بأن هؤلاء يسيطرون على ما يسمى بجبل التركمان ضمن الأراضي السورية ويتعاونون في عملياتهم مع منظمات مصنفة كإرهابية ومحظورة وفق القوانين الروسية.
ووفقا لموقع "لينتا.رو"، فقد تم إسقاط المروحية الروسية باستخدام صاروخ تاو. وقد أفاد مصدر الموقع الإخباري إياه بأن " هذا الطراز من الصواريخ وغيره من الأسلحة الغربية الصنع تنقل إلى الإرهابيين الناشطين في سوريا عبر تركيا". علما بأن المقاتلين نشروا على موقع "يوتيوب" شريطا يظهر استخدام صاروخ تاو في إسقاط المروحية الروسية "مي-8".
من أنقذ الطيار، وكيف؟
نتيجة إطلاق النار على المروحيات، فهي لم تتمكن من الهبوط إلا على مسافة عدة كيلومترات من مكان إسقاط القاذفة "سو-24". وكما أفادت قناة الميادين، فقد تمكن فريق الإنقاذ من الاتصال بالطيار بعد ست ساعات من البحث. وكان عليهم بعد ذلك الوصول إلى مكانه مشيا على الأقدام. ووفقا لمعطيات "نوفايا غازيتا"، فالضابط الطيار وقع في أسر عصابة مسلحة، إلا أن قوة استطلاع خاصة تمكنت من تطويق العصابة ودخلت في مفاوضات مع زعيمها لإطلاق سراحه، وقد أخلت العصابة سبيله.
كما أفاد مصدر الصحيفة بأن الطيار المحرر نقل إلى قاعدة حميميم في حوالي الساعة الثالثة، فيما استمر البحث عن الطيار الآخر حتى وقت متأخر من المساء دون أن يثمر عن نتيجة. إلا أن الإفادات تتفارق هنا. فها هو سفير روسيا في فرنسا، ألكسندر أرلوف، يقول في لقاء على موجات إذاعة " Europe1" إن الطيار تمكن من الاختباء وتجنب الوقوع بيد متعقبيه، وبعد ذلك وصل إليه الجيش السوري وأنقذه. كما أكد مراسل قناة الميادين بأن الجنود السوريين مشوا لمدة ساعتين مع الطيار لإيصاله إلى مكان آمن، قبل نقله إلى القاعدة الجوية الروسية. وبالمحصلة، " تكللت عملية إنقاذ الطيار بالنجاح"، في الساعة الثالثة وأربعين دقيقة ليلا بتوقيت موسكو، الأمر الذي أكده وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى