كشفت أزمة سقوط الطائرة الروسية "إيه 321" فى شبه جزيرة سيناء وما تلاها من أزمات مترتبة عليها إضافة إلى الارتباك الكبير الذي لحق الوزارات لمصرية المعنية بالتعامل، حالة من التهميش الدولي لمصر ودائما ما تكون الجهات المصرية المسؤولة آخر من يعلم.
ففي 6 نوفمبر الماضي بعد أن أمر الرئيس الروسي بتعليق الرحلات الجوية الروسية من وإلى كل مطارات مصر بما فيها مطار القاهرة الدولي، وبعد أن تداولت وسائل الإعلام الروسية والعالمية بشكل مؤكد ظلت وزارة الطيران المدني المصرية تؤكد لعدة ساعات بعد الإعلان الروسي أنها لم تتلق أي إخطار رسمي من الحكومة الروسية.
وفي 9 نوفمبر بعد 3 أيام من تعليق روسيا رحلاتها الجوية لمصر أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن بريطانيا سلمت بلاده معلومات استخباراتية حول سقوط الطائرة الروسية بسيناء، في حين أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد مساء نفس اليوم خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "الحياة اليوم" أن الجهات والأطراف التي لديها معلومات عن حادث الطائرة، بما فيها بريطانيا، لم تسلم مصر ولا لجنة التحقيق الرسمية المشكلة أية معلومات عن الحادث. وبهذا تكون مصر التي وقعت على أرضها الحادثة والتى شكلت لجنة للتحقيق آخر من يعلم تلك المعلومات الاستخباراتية الهامة التي توافرت للعديد من الدول الأخرى وتداولت وسائل الإعلام العالمية أجزاء منها.
ويأتي اليوم الجمعة بأمر جديد يؤكد استمرار الإدارات المصرية المسئولة في حالة النفي الدائم حتى يعلم القاصي والداني فى العالم بالأمر ثم أخيرًا ما تعلن صحته. فقد أعلنت هيئة الطيران الروسية صباح اليوم حظر دخول الطائرات التابعة للخطوط الجوية المصرية إلى أراضي الاتحاد الروسي. وتداولت وسائل الإعلام العالمية هذا الخبر طوال اليوم، بل أكد المتحدث باسم مطار دوموديدوفو ف الروسي أن المطار تلقى بالفعل برقية رسمية بهذا القرار، لكن خلال هذه الساعات لم يصدر الجانب المصري أية تصريحات سوى تصريح وزير الطيران المدني الطيار حسام كامل والذي أكد فيه أن السلطات الروسية لم تبلغ الجانب المصري رسميا حتى الآن بهذا الأمر.
وبعد أكثر من 5 ساعات على نشر الخبر في وكالة إنترفاكس الروسية وغيرها من وسائل الإعلام أخيرًا يعلن الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدني، أن شركة مصر للطيران تلقت إخطارًا من مطار دوموديفو في موسكو، عبر مدير محطة الشركة هناك، يفيد بإلغاء رحلة غدًا السبت، وعليه قررت "مصر للطيران" تعليق الرحلة وإعادة الحجز للركاب على رحلات أخرى من القاهرة، كما يتم أيضًا إعادة الحجز للركاب القادمين على الرحلة من موسكو.
ويظل السؤال هو لماذا تستمر الوزارات المصرية فى التعامل مع الأمور الحاسمة وفي عصر التبادل الهائل والسريع للمعلومات خلال العالم فى اتباع نفس الأساليب التقليدية وبهذا البطء الشديد ولماذا تصر دائما على نفي الأمور التي تأكد منها العالم فعليا لساعات طويلة؟ كما يطرح الأمر سؤالا آخر حول دور الدبلوماسية المصرية إزاء هذا التهميش لدور الجانب المصري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى