في واقعة ليست بغريبة على الإمارات، الدولة التي ساندت القوات الفرنسية للقضاء على الجماعات الإسلامية في مالي، ودعمت اسرائيل في حربها البريه على قطاع غزة، فقد أعلنت كل من الإمارات ومصر غداة هجمات باريس والتي راح ضحيتها أكثر من 130قتيل و 200 جريح , تضامنها مع فرنسا حيث زينت معالمها السياحية الشهيرة بألوان العلم الأبيض والأحمر والأزرق التي ترمز للعلم الفرنسي، و جاءت رسالة تضامن إنسانية في استجابة سريعة جدا من دول العالم العربي بإنارة أشهر المعالم بألوان علم فرنسا مما أثار الدهشة من هذا الموقف الذي أعتبره الكثير “ازدواجية” في التعامل مع الأزمات العالمية والإنسانية وخصوصا من موقف الدول العربية .
حيث سبقها بيوم واحد فقط الهجمات الإرهابية في لبنان على الضاحية الجنوبية ببيروت والتي راح ضحيتها 43 لبنانيا، كما تشهد فلسطين المحتلة انتهاكات للمسجد الأقصى المبارك و إعدامات ميدانية لشباب وفتيات فلسطين بشكل يومي في نواح متفرقة من فلسطين المحتلة، و حتى في سوريا حيث يقتل عشرات المدنيين حرقا ببراميل متفجرة أو تحت أنقاض بيوتهم المقصوفة من الطيران الروسي في مختلف بقاع سوريا المنكوبة يوميا، منذ ما يقرب من 5 أعوام، ولم تلق نفس القدر من اهتمام دول العالم أو الدول العربية من تعاطف شعوبها وتنديدات حكامها وتغطية وسائل إعلامها.
و توشحت أبرز معالم ومباني الامارات وفي مقدمتها أعلى مبنى في العالم برج خليفة وبرج العرب واستاد هزاع وقصر الإمارات، وبرج راشد “مركز التجارة العالمي” و سوق أبوظبي المالي، وغيرها من الأماكن البارزة في الدولة.
وفي مفارقة أثارت الاستغراب، فقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي فيديو يظهر أنه في نفس اليوم الذي تلونت فيه الإمارات بألوان علم فرنسا بما فيها استاد هزاع بن زايد، يمنع الأمن في داخل أحد ملاعب كرة السلة المغلقة المشجعين من حمل علم فلسطين بالرغم من الأحداث التي تشهدها و الإعدامات الميدانية الشبه يومية للشباب ويظهر .
ويذكر أن الإمارات سمحت لوفد إسرائيلي يمثل اتحاد الجودو العبري دخول أراضيها للمشاركة في هذه الألعاب وظهر لاعبون إسرائيليون وهم يضعون العلم الإسرائيلي على ملابسهم رغم أن السلطات ادعت أنها اشترطت على الوفد الإسرائيلي عدم إظهار علم دولة الاحتلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى