وأشار الوزير إلى أن المصدر الجديد سيغذى جميع الآبار المستخدمة بمشروع المليون ونصف فدان، رغم أن الدراسات العلمية، التي أجرتها عددًا من الشركات العالمية، أثبتت ضعف الجدوى الاقتصادية لاستخدام مياه الخزان في عمليات الري.
وكان الرئيس جمال عبدالناصر قد أعلن في عام 1959 عن مشروع إنشاء وادي موازي بالصحراء الغربية، وهو ما دفع عجلة الأبحاث المتعلقة بمصادر المياه الجوفية ، وبعد عدة سنوات من إعلان الرئيس عبدالناصر مشروعه، تمكن مجموعة من الخبراء المصريين من اكتشاف «الخزان الجوفي النوبي».
وأشارت الدراسات العلمية إن ذلك الخزان يمتد على مساحة 2.4 مليون كيلومتر مربع، منهم 670 ألف كيلومتر مربع في الصحراء الغربية المصرية، بسماكة 800 متر في منطقة الخارجة، 1400 متر في منطقة الداخلة، 1600 متر في منطقة الفرافرة و2000 متر في منطقة البحرية.
منذ ستينات القرن الماضى، قامت مجموعة من المكاتب الاستشارية العالمية بعمل دراسات وافية عن إمكانيات الخزان النوبي، فقد قامت شركة «بارسون» البريطانية بدراسة إمكانية استخدام مياه الخزان لزراعة 50 ألف فدان، ضمن مشروع أعلنه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إلا أن ذلك المشروع توقف بسبب ظروف الحرب، علاوة على انخفاض منسوب المياه الجوفية دون 150 مترًا وتركزها في أماكن معينة ضمن نطاقات جيولوجية صغيرة.
وفي عام 1970، قام أحد أساتذة المياه الجوفية في مصر، الدكتور إبراهيم حميدة، بعمل دراسة أخرى مستخدمًا النماذج الرياضية لمعرفة إمكانيات الخزان الجوفي، وتمكن من إثبات إمكانية استخراج نحو 18 مليون متر مكعب من المياه الجوفية بانخفاض يبلغ 35 مترًا فقط في المنسوب الجوفي.
وفي عام 1977، قالت دراسة علمية نفذها المكتب الاستشاري الإيطالي «بييروكورا» إن المياه الجوفية ستنخفض بمستوى لن يزيد عن 20 مترًا حال استخدام 18 مليون متر مكعب من المياه، إلا أنه اشترط حفر «آبار عميقة» تصل إلى 180 مترًا لاستخراج المياه على مدار 50 عاماً فقط، وفي دراسة أخرى نفذها المكتب الاستشاري الألماني «هرنيل دكيرل» عام 2006 لبحث إمكانية زراعة 186 ألف فدان في منطقة شرق العوينات، طالب المكتب بحفر آبار بأعماق لا تقل عن 125 مترًا، وهو ما يُقلل من الجدوى الاقتصادية للمشروع، حيث ستتعدى قيمة المياه تكلفتها الحقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى