من محمد عبد اللاه
القاهرة (رويترز) - قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء إن مصر لم تفرط في حقوق عندما وقعت اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع السعودية الذي تضمن أن جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر سعوديتان.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال اجتماع مع مسؤولين وسياسيين وإعلاميين أذاعها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة ومنع السيسي في ختامها حضورا من الحديث قائلا "لو سمحتم أنا مدتش (لم أعط) الإذن لحد انه يتكلم. فمن فضلكم.. فمن فضلكم."
وبعد أن أنهى السيسي عبارته قطع التلفزيون البث المباشر.
وقال الرئيس المصري في الكلمة التي استغرق إلقاؤها أكثر من ساعة ونصف وتركزت على اتفاقية ترسيم الحدود "ادينا (أعطينا) حق الناس لهم" في إشارة إلى السعوديين.
لكن الرئيس المصري أضاف أن تنفيذ الاتفاقية مرهون بموافقة مجلس النواب المصري. وقال "البرلمان سيناقش هذه الاتفاقية... يمررها أو لا يمررها."
ووقع رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل وولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر التي اختتمت يوم الاثنين.
وقال السيسي إن الحكومة استندت في إبرام اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية إلى وثائق سرية لوزارة الخارجية والمخابرات العامة والجيش لكنه لم يتناول تلك الوثائق.
وفي مواجهة انتقادات له ولحكومته في مواقع التواصل الاجتماعي وأكثر من قناة تلفزيون خاصة لمحت إلى أن الاتفاقية عقدت وسط منح وقروض سعودية لمصر قال السيسي "أنا مصري شريف لا أباع ولا أشترى... نخاف على كل ذرة رمل."
وأضاف "غيرتكم على بلدكم وخوفكم عليها أمر يسعدني لكن الغيرة دي أمر يحتاج تصويبه."
وطالب المصريين بالكف عن تناول موضوع الجزيرتين قائلا "أرجو الموضوع دا منتكلمش (لا نتحدث) فيه تاني."
* "الوطن ليس غرفة للإيجار"
لكن موقعي تويتر وفيسبوك شهدا مزيدا من الانتقادات لاتفاقية ترسيم الحدود وللرئيس المصري وحكومته.
وقال المحامي الحقوقي البارز جمال عيد في حسابه على تويتر "لن نفرط في حقنا في حرية التعبير والكلام مش بإذن."
وقال الناشط السياسي والأديب علاء الأسواني في حسابه على تويتر "من الغريب أن يدعو السيسي إلى حوار مجتمعي ثم ينفرد بالحديث ويغضب جدا إذا حاول أحد غيره أن يتحدث."
وأضاف "تيران وصنافير جزيرتان مصريتان ومصر ليست للبيع."
وكان رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الصحفية أحمد السيد النجار قد كتب في صفحته على فيسبوك يوم الثلاثاء يقول "الوطن ليس غرفة للإيجار أو محطة سفر. الوطن لا يُعار في الوغى ويُستعاد في السمر. الوطن المزروع فينا لن تقتلعه توقيعات من حبر على ورق."
وكان مسؤولون مصريون قالوا إن السعودية سلمت الجزيرتين الواقعتين في مدخل خليج العقبة لمصر عام 1950 لحمايتهما من إسرائيل التي قامت عام 1948.
وقالت وفاء نبيل ساخرة في صفحتها على فيسبوك "أنا بحب إسكندرية (مدينة الإسكندرية الساحلية) قوي وخايفة حد يأخدها."
وخلال الأيام الماضية أيد ألوف من مستخدمي فيسبوك وتويتر دعوات للتظاهر احتجاجا على الاتفاقية المصرية السعودية لكن عشرات النشطاء فقط تجمعوا يوم الأربعاء أمام مبنى نقابة الصحفيين مرددين هتافات تطالب السيسي بالرحيل. وأنهوا احتجاجهم سريعا.
وكان 11 شخصا اشتركوا في مظاهرة قبل أيام احتجزت السلطات خمسة منهم لفترة من الوقت.
* ريجيني وحقوق الإنسان
تناول السيسي مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الذي عثر على جثته وعليها آثار تعذيب في فبراير شباط إذ قال "بمجرد ما تم الإعلان عن مقتل هذا الشاب فيه ناس مننا قالت إن اللي عمل كدا الأجهزة الأمنية."
وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن التعذيب بهذه الطريقة يشير لمقتل الشاب الإيطالي بأيدي قوات الأمن وهو أمر نفته القاهرة بشدة.
لكن السيسي قال إن "شبكات التواصل الاجتماعي تناولت الكلام دا وكتير من الإعلاميين من غير ما يقصدوا... وفي النهاية اللي بيتابع ما يحدث في مصر ومهتم بهذا الشأن قالوا انتوا اللي بتقولوا."
وقبل أيام استدعت إيطاليا سفيرها لدى مصر للتشاور بعد إخفاق محققين مصريين في تقديم أدلة طلبتها السلطات الإيطالية لحل لغز مقتل ريجيني.
وردا على اتهامات تتعلق بانتهاكات في مجال حقوق الإنسان قال السيسي "بنحاول نعمل توازن بين الإجراءات الأمنية وحقوق الإنسان."
وتتهم منظمات حقوقية دولية ومحلية السلطات المصرية بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان منذ إعلان الجيش عزل مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه. لكن الحكومة تنفي ارتكاب أي انتهاكات وتقول إنها تحاسب المخطئين.
وقال السيسي "فيه ناس بيتقبض عليها... اللي عايز (يريد) يرفع السلاح ضدنا وضد مصر لا مش حنسيبه (لن نتركه)."
وتقول المنظمات إن من بين من يلقى القبض عليهم نشطاء سلميين.
* ارتفاع الأسعار
سعى السيسي لتهدئة مخاوف المصريين من ارتفاع أسعار السلع الغذائية نتيجة ارتفاع العملة الصعبة قائلا إن الأسعار لن ترتفع "مهما حصل للدولار".
وخفض البنك المركزي قيمة الجنيه نحو 14 بالمئة في مارس آذار ليصل إلى 8.78 جنيه للدولار. لكن سعر العملة المحلية هبط بشدة في السوق السوداء ووصل يوم الأربعاء إلى نحو 10.27 جنيه للدولار.
وقال السيسي "عيوننا على الإنسان المصري اللي ظروفه صعبة... لن يحدث تصعيد في الأسعار للسلع الأساسية... مهما حصل للدولار. الجيش مسؤول والدولة مسؤولة معايا. وعد إن شاء الله."
واتخذت الحكومة في أواخر العام الماضي سلسلة إجراءات للحيلولة دون ارتفاع أسعار السلع الأساسية واستخدمت شاحنات الجيش ووزارة التموين في توزيع مواد غذائية مدعمة على الفقراء بجانب زيادة عدد المتاجر التي يديرها الجيش وتحديث جميع المتاجر التابعة لوزارة التموين لجذب المواطنين إليها.
لكن رغم سيارات ومتاجر الجيش ووزارة التموين إلا أن أسعار السلع الأساسية ارتفعت في المدن خلال الفترة الأخيرة. وفي جولة لمراسل رويترز على عدد من المتاجر الخاصة الأسبوع الماضي في أماكن متفرقة من الأحياء الشعبية بالقاهرة الكبرى وجد أن أسعار الدواجن واللحوم والأرز والألبان وبعض الخضروات الأساسية زادت بينما استقرت أسعار الدقيق والزيت والسكر عما كانت عليه في مارس آذار.
وتواجه مصر المعتمدة على الاستيراد نقصا حادا في الدولار مما أدى إلى ارتفاعه أمام الجنيه منذ انتفاضة 2011 والقلاقل السياسية التي أعقبتها وأدت إلى عزوف السياح والمستثمرين الأجانب وتحويلات المصريين في الخارج وهي المصادر الرئيسية للعملة الصعبة.
وتوفير الغذاء بأسعار في متناول المواطنين قضية حساسة في مصر التي يعيش الملايين فيها تحت خط الفقر وشهدت الإطاحة برئيسين خلال خمس سنوات لأسباب منها السخط على الأوضاع الاقتصادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى