سرد الملك فاروق آخر ملوك أسرة محمد علي اللحظات الأخيرة لسقوط الملكية في 23 يوليو 1952 في مذكراته، ونشر موقع "فاروق مصر" الذي يهتم بشؤون الملك فاروق الأول وأسرته، هذه المذكرات ونشرتها صحيفة الأهرام المصرية على حلقات في سنوات ماضية.
ونقدم أجزاء من هذه المذكرات لنظهر كيف رأى الملك فاروق حركة الجيش ضده في 23 يوليو 1952.
الخطة بسيطة
يقول فاروق "الخطة التى أعطيت لنجيب كانت بسيطة ومحكمة وتتمثل فى الاستعانة بمجموعة من الضباط لاتتعدى الأربعين ضابطا من رتبة ملازم إلى صاغ، كان نجيب أكبرهم رتبة، على أن يقتحموا مقر الجيش واحدا وراء الآخر ثم الاستيلاء على التليفونات وإرسال تعليمات عاجلة لكل ضباط الأركان وقادة القوات بالحضور فورا، وهكذا أسرع الضباط بالحضور وهم لايعلمون شيئا، وتم إلقاء القبض عليهم وكانت ساعة الصفر للانقلاب قد تقررت في الثانية صباحا".
المعلومة قبلها بـ 3 ساعات
ويضيف فاروق "ضحى اثنان من الضباط المخلصين بحياتهما لكي يخبراني بموعدها، فوصلا قصر المنتزة الساعة الحادية عشرة مساء، ولم يكن أمامي إلا ثلاث ساعات لكي أتأهب أنا وزوجتي وأبنائي، وعلى الفور اتصلت برئيس الأركان لأحذره ، فانتقل إلى القيادة العامة واتصل بي تليفونيا وعلمت منه أن مكتبه تم اقتحامه، ثم سمعت طلقات رصاص وانقطع الخط التليفوني".
الطائرات تحاصر القصر
"في الوقت الذي أرسلت فيه البحرية إحدى سفنها لترسو أمام قصر المنتزه بغرض حمايتنا وسرعان ما هلت أسراب الطائرات بأزيزها فتصدت السفن الحربية لها، فغيرت الطائرات اتجاهها بعيدا عن القصر، أما السفن الأخرى فحاصرتها المدافع، فأدركت أن قصر المنتزه أصبح هدفا للطائرات ويتحتم مغادرته على الفور، إضافة إلى قناعتي بأنه إذا كان قدري أن أموت بالرصاص فأنا أفضل أن يكون ذلك في الإسكندرية، فلم أكن أريد أية شائعات بعد موتي بأنني انتحرت".
ضرب النار
ذهب فاروق بأسرته إلى قصر رأس التين، وقاد السيارة بنفسه، ويكمل "من الصعب جدا أنذاك استيعات فكرة استيلاء حفنة من المتمردين على الجيش بأكمله، وكان من الصعب علي أيضا إعطاء أوامر بإطلاق النار على رجال يرتدون نفس الزي الرسمي الذي ارتديه، وهكذا وقفت فى الشرفة مترددا.. وفجأة ودون تحذير أطلق من الخلف ضابطان النار من مدفع رشاش صغير، ومن المعلوم عسكريا أن الإنسان لايستطيع رؤية وميض المدفع الرشاش إلا إذا كانت فوهته موجهة إليه مباشرة، فرأيت هذا الوميض المباغت، فأمسكت ناريمان من شعرها وجذبتها على الأرض حتى شعرت أن أحجار المبنى تكاد تهوى فوقنا، وفجأة أطلق أحد حراسي صيحة ألم أثر إصابته بطلقة ادمته وأعجزته".
الملك يضرب بنفسه
ويستكمل فاروق "كان لابد من تبادل النيران ، وقد أظهرت فرقتى السودانية مهارة فائقة لم أشاهدها في حياتي، وحانت الفرصة وأصبحت في وضع يتيح لي تصويب مسدسي نحو رجال نجيب، ولكن نفسى لم تطاوعني بقتله، ولكنى أصبت رجلا فى ساقه، وأحد حاملي المدافع الرشاشة في كتفه لكنها كانت عملية مقززة لم أسعد بها، وسرعان ما تطورت الأمور فحاصرتنا قواتهم وقطعت خطوط التليفونات فى سنترال الإسكندرية ولم يعرفوا مثل البريطانيين عندما حاصروا قصري عام 1942 أننى احتفظ دائما بخطى تليفون سريين لمثل هذه الطوارىء".
الاتصال بالأمريكان
يقول فاروق "على الفور بدأت بالاتصال بعلي ماهر رئيس الوزراء وأخبرته بما حدث فأصابته الدهشة والقلق حيث فوجئ بتطور الأحداث، وخاصة أن رجال نجيب لم يخبروه بنواياهم في الهجوم على القصر، وطلبت منه أن يفعل أي شىء إيجابى، واسرعت بالاتصال من جانبى بسفير الولايات المتحده "كافرى" وشرحت له الأحداث بصورة موجزة وطلبت منه تكريس كل جهوده ونفوذه لأنقاذ حياتى وحياة عائلتى، فطمأننى بقوله: أنه سيقيم الدنيا ويقعدها فى سبيل تحقيق طلبى لكنه أضاف: قد يأخذ الأمر بعض الوقت فعليك أن تكافح بنفسك حتى لايباغتك الوقت".
فكرة مرفوضة
مع ضعف الموقف الأمريكي، يقول فاروق "فى تلك اللحظات العصيبة راودتنى لأيضا فكرة الاتصال بالانجليز لكننى احجمت على الرغم من وعود ويليام سلم بلإمكانية الاعتماد على معاونته فى حالة وقوع مشكلات ومخاطر شخصية إضافة على أن قواتهم كانت قريبة بصورة تمكنها من التدخل الفورى، إلا أننى أقلعت عن فكرة الاستعانة بالانجليز نهائيا، ولم أجد لدى أى رغبة فى إنقاذ حياتى على أسنة القوات الاجنبية على مرأى من شعبى، فإذا كان التدخل الدبلوماسى هو الحل الوحيد امامى فأن امريكا هى التى يجب الاعتماد عليها ، وهكذا تلبدت الاجواء تماما، وأثناء عبورى ممرات القصر وقعت عيناى على الجرحى وهم يعانون من شدة الإعياء والألم، ولن أنسى ما حييت موقف هؤلاء الرجال وهم يضحون من أجلى ومن أجل عائلتى وهم يعلمون تماما إنهم يخوضون معركة محسومة وقضية خاسرة، فلم يكن يراودهم إلا شعورهم النبيل فلا أمل فى وسام أو ترقية، وكان الأمر شاقا ربما كان موتى هو الأهون، والمؤلم أن الحديث عن تضحياتهم تحول إلى أكاذيب على يد رجال السياسة كما يحدث دائما".
الإنقاذ
يقول فاروق "وصل علي ماهر رئيس الوزراء وتبعه وصول سكرتير السفير الأميركي واخترق الحصار ليؤكد دعم بلاده ومؤازرتها من خلال تعليمات السفير، له بالبقاء معي، وبنفس الاهتمام والرغبة الفعلية في المشاركة أوفد ملحقه البحري إلى محمد نجيب للحصول على تأكيدات فورية للحكومة الأميركية تضمن سلامتي وسلامة عائلتي، ومن المؤكد أن أميركا أنقذت حياتنا في ذلك اليوم العصيب، ولم ينته الإعصار بعد فقد ذهب علي ماهر للتحدث مع المتمردين فعاد حزيناً ويداه ترتعشان ولكني لم أندهش ، فقد كنت أحس بداخلي بالأنباء التي يحملها فقال لي: إنهم يصرون على التنازل عن العرش لابنك بحلول الساعة الثانية عشرة ظهراً، وأن تغادر مصر بحلول السادسة مساء فنظرت إلى عقارب ساعتي وكانت تشير الى العاشرة وأربعين دقيقة ، ولكني لم أشعر أنني في حاجة الى دقيقة واحدة لأفكر في الأمر فشكرته وقلت له: إنني مستعد لتوقيع التنازل فوراً إذا توافر شرطان".
شروط التنازل
كانت هذه الشروط هي: "أولهما أن تكون أوراق التنازل رسمية ودستورية وألا تحتوي على أي إساءة، والشرط الثاني: أن يسمح المتمردون لقواتي الخاصة بوداعي وأداء التحية العسكرية، كنت منفعلاً بالحدث المباغت، لكنني أصررت على هذين الشرطين حتى لا تكون قصتي مريرة حين يقرأها ابني، فقصص الملوك لا تكتب في المذكرات فقط ولكنها تسجل في كتب التاريخ الموثقة بالأحداث الفعلية".
مع العائلة
يقول فاروق: وانصرف علي ماهر وتركني مع زوجتي وبناتي فشرحت لهن أنني بحلول المساء سأكون في المنفى، وطلبت من كل واحدة منهن أن تذهب وتفكر في هدوء وشرحت لهن أن الأمر لن يكون سهلاً فإذا سافرن معي فربما لا يعدن الى مصر أبدا، وقلت لزوجتي فكري جيداً يجب ألا ترافقينني شفقة أو عطفاً لأن الشفقة لا تدوم ومن الأفضل أن نفترق الآن حتى لا يكره أحدنا الآخر فيما بعد ، فأنت لا تزالين صغيرة يمكنك بدء حياة جديدة بدوني، كما أنك قد لا تشاهدين والدتك مرة أخرى، فأمسكت إبهامي بيدها الصغيرة وهي حيلة كانت تلجأ إليها لبعث الطمأنينة في نفسي، وقالت هل لدينا وقت كاف لإعداد نفسى للسفر فأنا متربه واحتاج بعض الوقت للاستحمام ، ولم تفكر فى الامر او تتطلع لمزيد من النقاش والاستفسار ، فشعرت بالرضا والفخر وسأظل اذكر موقفها طيلة حياتى فعندما اخترتها عروسا لى كنت ملكا ، ولكن عندما حانت لحظة اختيارها قررت ان تذهب معى الى المنفى وانا مجرد من كل شىء ، وبالمثل قررت بناتى السفر معى دون تردد".
التنازل
يستكمل فاروق "وبدأت الاستعدادات الرسمية للرحيل، وفي قرابة الواحدة بعد الظهر جاءني سليمان حافظ ذلك التمساح حزيناً متأثراً معه أوراق التنازل عن العرش وبتهدج شديد قال لي: فلتلمس عذري يا مولاي وليسامحني الله كنت أتمنى أن أطلق النار على نفسي ولا أحضر هذه الأوراق إليك، وسألني هل أريد أن أتصل بأحد من أصدقائي... فشكرته وطلبت منه رجاء يتعلق بتأمين الحكومة الجديدة لوضع ابنى، ووقعت التنازل وأعدته إليه ودموعه الحارة تغالبه، وفيما بعد علمت أنه عين نائبا لرئيس الوزراء، أما الهدف من تعاطفه ودموع التماسيح التى شاهدتها فكانت من أجل معرفة أسماء اصدقائى الذين قد يشكلون نواة لمقاومة المتمردين، وأنا أشيد بقدراته التمثيلية لكننى لا أستطيع الثناء على أخلاقياته".
الإخوان وصفقة نجيب
يقول فاروق "ربما كان هذا مرضيا جدا لمتمردى الجيش البسطاء وقد نجحوا فى تحقيق هدفهم لكن الأمر لم يكن مرضيا للمتعصبين من الإخوان المسلمين، وما أكثر الاقاويل التى ارتبطت باللحظات الاخيرة ، فقيل إننى رقيت نجيب فى محاولة لعقد صفقة لإنقاذ حياتى وعرشى، ولكن الحقيقة أن نجيب تمت ترقيته بشكل رسمى قبل الانقلاب بثلاثة أيام حين أحضر على ماهر خطابا من اربع صفحات كتبه نجيب بنفسه متضمنا عشرة مطالب أولها تعزيز موقف على ماهر رئيس الوزراء، وكان يسعدنى ذلك لأنه رجل فاضل، وثانيها ترقية نجيب الى رتبة فريق، فلم أمانع حيث أنه قد تولى قيادة الجيش فعلا، أما المطالب الثمانية الاخرى فكانت تتعلق بمرتبات وترقيات كبار المتأمرين وتنحية بعض المسئولين فى قصرى، وكان منهم الصالح والطالح وفى نهاية الأمر وافقت على المطالب كلها، ولكن بعد مغادرتى مصر أعلن نجيب انه لم يقبل الرتبة التى عرضتها عليه، والحقيقه انه طلب الترقية وقبل أن تطلق رصاصة واحدة وخطابه المكتوب بخط يده فى اربع صفحات يمكن اظهاره اذا كان الامر ضروريا".
ما أخذه
يقول فاروق: "لم يكن أمامنا سوى ساعات قليلة لكي نجمع ممتلكاتنا، وقد ابتسمت في مرارة وسخرية للأحاديث التي انطلقت لتعترض من وحي الخيال وما أخذناه من متعلقات وأمتعة ولكنني أؤكد أننا لو استطعنا أن نأخذ أكثر مما أخذناه لفعلنا ، ولكن الحقيقة المرّة هي أن كل ممتلكاتنا الشخصية تقريباً كانت في القاهرة ، فلم نأخذ معنا إلا احتياجاتنا لقضاء فترة الصيف في قصر المنتزه وأثناء مغادرتنا العاجلة لقصر المنتزه هرباً الى قصر رأس التين لم نأخذ إلا حقيبة سفر لكل منا تحتوي على الضروريات وهكذا غادرنا مصر الى المنفى ومعنا أقل القليل فسافرت بصحبة 60 فرداً بمن فيهم أفراد حراستي وقدّرت أمتعتنا على ما أظن بـ 150 صندوقاً للثياب، إضافة للحقائب واللفائف بمعدل ثلاثة صناديق لكل فرد، فعلى سبيل المثال كان كل ما يخص ابنتي فادية طقمين من ملابسها وعلبة ألوان، وأما متعلقاتي فكانت بدلتين وملابس غير رسمية وستة قمصان، بينما كان نصيب ناريمان سبعة أطقم من ملابسها وهكذا سافرنا الى المنفى وملابسنا تكفينا لشهر واحد".
السفير الأمريكي
يقول فاروق "وعلمت من على ماهر أنه سيصل فى تمام الساعة الخامسة بصحبة السفير الامريكى ومحمد نجيب للوداع الأخير، ولكننى لاحظت أن نجيب منذ تلك اللحظة يحاول جاهدا أن ينكر أنه طلب وداعى بل أنه يظهر الأمر كما لو كنت انا الذى صممت على هذا الوداع كشرط من شروط توقيع تنازلى عن العرش، وأجد نفسى عاجزا عن الفهم ، فلماذا يخجل نجيب من أمر يمكن أن يقبله العالم منه كسلوك راق ومصافحة الرجل الذى ازاحه عن عرشة، وفى ذلك اليوم العصيب وفى تلك اللحظات الحرجة خاطبت السفير بقولي: أمل ألا أكون قد تسببت لك فى بعض المتاعب مع الحكومة الأمريكية بسبب هذه الاحداث التى فرضت نفسها صباح اليوم؟ ، فأجاب: صدقنى يامولاى إن حكومتى معنية جدا بسلامتك وتبارك كل خطواتى المتعلقة بهذا الأمر".
علي ماهر
يقول فاروق "شكرت علي ماهر وطلبت منه أن يحاول جاهدا إقناع الدولة بالانفاق على ابنى، فهو قانونا ملك مصر، فوعدنى بأن يفعل لكننى كنت أدرك أن الرجل فى وضع حرج لا يسمح له بالوفاء بأى وعد وربما أبعد عن السلطه الآن لأنه لم يستطع أن يتحمل المزيد". .
الخدم
يستكمل فاروق "وقبل الموعد المحدد للمغادرة ارتديت بدلة البحرية الرسمية تعبيراً عن احترامي وتقديري لبحريتي المخلصة ثم استدعيت ضباط قصري المخلصين وطلبت منهم مصاحبة وصيفات الملكة بأسلحة نارية ترقباً لأي مضايقة أو إهانة للسيدات، ومن العجيب أن الجنود اعتبروا المخاطرة بما تبقى لهم من حياتهم العسكرية عن طريق تأدية هذا الواجب شرفا لهم ، فقد كانوا يعلمون تماما أن هذا العمل لن يقربهم من رؤسائهم الجدد فى الجيش، وذهبت زوجتي وأطفالي إلى المحروسة في الخامسة وخمس وأربعين دقيقة ، ثم توجهت إلى رصيف الميناء حيث اصطف حرس القصر وحراسي السودانيون في وضع انتباه فتفقدت آخر قول شرف وقمت بتحية العلم ووقفت انتباه عند عزف النشيد الوطني.
وطبقا لنص كلمات نجيب فقد صنع الخدم المخلصون حائط مبكى يصم الآذان وشرق هذا الحائط أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة، وكان المشهد مؤثرا للغاية، فقد قضيت عشر دقائق أحاول فيها مواساة الخدم المخلصين، فهونت الأمر عليهم بكلمات المواساة والأمل فى اللقاء الأتى ، ومازال هذا الأمل يراودنى بالفعل حتى الآن ، وقد نشرت صحيفة "الديلي تلغراف" في صفحاتها الأولى صوراً لبحارة المحروسة وهم يبكون وأنا أخطو على المعدية الصغيرة، ولكن الصحيفة منعت وقام رقباء نجيب بطمس الصور باللون الأسود".
قبلة الوداع ونجيب
"وفي تمام السادسة قمت بتحية علي ماهر والسفير الأميركي كافري وطبعت على خدهما قبلة الوداع ، وطلبت من علي ماهر انتظار نجيب خمس دقائق أخرى وإخباره بأنني انصرفت طبقاً لتعليماته وأثناء إبعاد المرساة ظهر لنش مسرع بداخله رجل صغير الحجم هو محمد نجيب ومعه ستة ضباط آخرون فوقفت بالقرب من الممر لاستقبالهم، فتقدم نجيب وصافحني فقلت له: آسف لأنني لم أنتظرك فطبقاً لأوامرك كان لا بد أن أغادر البلاد الساعة السادسة فاحمر وجهه واضطرب قائلاً: أنا لست مسؤولاً عن الذي حدث، كنا نأمل خيراً بهذا الانقلاب، لكن الأمر خرج من أيدينا وتطورت تداعيات الموقف لأبعد مما كنا نتصور".
ويختم فاروق "وهكذا دخل نجيب صفحات التاريخ بعد ان اصبح بين عشية وضحاها هو الشخصية الرئيسية فى مصر، ولا يمكننى الآن الحكم على كلماته المرتجفة المتسرعة، ولكننى انشرها لإجلاء الحقيقة، فهو رجل دفعه الآخرون بشدة والآن أصبحت اخشى على حياته".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى