تسريب من إحدى المجموعات المغلقة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تحت اسم «اتحاد مؤيدي الدولة»، تظهر فيه مجموعة صور تجمع أبرز النشطاء المؤيدين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال تنسيقهم المواقف حول بعض القضايا المثيرة للجدل في الشارع المصري، مع مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، لتعيد للأذهان ما يُعرف بـ«اللجان الإلكترونية»، أو «الكتائب الإلكترونية».
التسريب كشفه خالد رفعت، الأستاذ في جامعة قناة السويس، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، مُوضحًا أن أعضاء المجموعة يتم اختيارهم، ولا يُسمح لغير المُختارين بالدخول فيها.
وتُظهر الصور التي سربها رفعت، دور الصحافي المصري إبراهيم الجارحي، الذي يبدو أنه مدير هذه المجموعة، ففي أحد المنشورات فيها، يقول: «اللي عاوز يفضفض ضد القرارات هنا براحته، بره الجروب محدش ينسى نفسه».
وبحسب التسريبات، أعرب مسؤول آخر بالمجموعة، عن سعادته بأن تعليقات أعضاء المجموعة على الصفحات المُستهدفة، مُختلفة في الصياغة وليست مُكررة.
وظهر مصطلح «لجان إلكترونية» عربيًّا مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، كما ظهر سياسيًّا عقب ثورات الربيع العربي. ويتمثل دور تلك اللجان، سواءً كانوا أفرادًا معروفين، أو حسابات وهمية، في الانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بخاصة فيسبوك، وتويتر؛ وذلك للقيام بدور تسويقي (مدح أو تشويح) لشخصٍ أو مُؤسسة، أو مُنتج ما.
عقب التسريب الذي يعد الأول للمجموعات المُؤيدة للسيسي، ظهرت منشورات لأشخاص ممن كشفت الصور المسربة، انضمامهم لهذه المجموعة الإلكترونية، أو «مجلس إدارة اللجان الإلكترونية المؤيدة للسيسي»، كما باتت تُسمّى؛ على رأس هؤلاء إبراهيم الجارحي.
وكتب الجارحي منشورًا قال فيه بشكل واضح، إنه لا يجد مُشكلة فيما يفعل، وفي دفاعه عن الدولة المصرية، ناهيًا حديثه بقوله: «سأحاربكم بكل ما أوتيت، واللي فات مجرد فصل واحد من المعركة ومستعد أواصل للنهاية».
ولم تكن تلك المرة الأولى التي ترتبط فيها تعبيرات «الحرب» و«الموت» و«المعارك» بمواقع التواصل الاجتماعي، التي يبدو أن مهمتها الأساسية هي «التواصل».
ففي 13 أبريل (نيسان) الماضي، وخلال لقاء جمع بينه وبين برلمانيين وممثلين للنقابات وإعلاميين، للحديث حول جزيرتي تيران وصنافير، قال الرئيس المصري: «أنا ممكن بكتيبتين من دول أقفل المواقع دي وتبقى تبعي، وتاخد مني». وبتلك الكلمات التي تخرج لأوّل مرة من مسؤول رفيع المُستوى، يكون السيسي أوّل من استخدم مصطلحات عسكرية في أمرٍ يخص «التواصل الاجتماعي».
وكشف مصدر خاص، كان مُقربًا من جهة سيادية مصرية، أنه عقب تولي السيسي منصب رئاسة الجمهورية، تولت تلك الجهة السيادية إنشاء مجموعة إلكترونية تابعة لها، للانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط لرصد ما يُثار حول تلك الجهة تحديدًا، كما كان يحدث سابقًا، وإنما أيضًا لتعبئة التأييد للنظام المصري.
ووفقًا للمصدر الخاص الذي رفض الكشف عن هويته، فإن تلك المجموعة، تختلف عن المجموعة التي يُديرها إبراهيم الجارحي، وأنها تعمل من أحد المباني التابعة لتلك الجهة السيادية، وتُصدر تقارير يطلع عليها مسؤولون رفيعو المستوى، كما تتواصل مع عدد من الكتاب والصحف، لنشر مواضيع، ووسومات (هاشتاجات) بعينها، للتدشين لحملات مُخطط لها.
وأشار المصدر إلى أنّ موقع صحيفة اليوم السابع، يُعد من أهم المواقع التي تعمل بالتوافق مع تلك المجموعة، حيث ينشر اليوم السابع، ويُسوّق، ما بين الحين الآخر، لحملات مُجَهّلة تدعم النظام.
وأكّد المصدر أنّه بالإضافة إلى دعم النظام والتعبئة له، فإن تلك المجموعة تعمل أيضًا على تقديم تقارير بأسماء صفحات، لمراقبتها، أو القبض على مديريها إذا استدعى الأمر.
حازم عبد العظيم: «ده شغل أجهزة»
قاد حازم عبد العظيم، منسق لجنة الشباب في الحملة الانتخابية للسيسي، والذي أصبح من معارضيه الآن، وسم «#إبراهيم_الجارحي_يا_لجنة»، لانتقاد الجارحي واللجنة الإلكترونية التي يقودها.
ونشر عبدالعظيم عددًا من التغريدات عبر حسابه على تويتر، من بينها تغريدة يوضح فيها موقفه، قائلًا: «أنا لم أتهمه مطلقًا بالخيانة ولا بالمصلحة. من حقه أن يُؤيد السيسي، لكن أسلوب إدارته للجروب، ده شغل ممنهج. شغل أجهزة مش أفراد».
وأضاف: «إنك تؤيد السيسي علنًا ده حقك، لكن تعمل جروب سري مغلق، وتحط على فلان، وتوجيهات شؤون معنوية زي العساكر في الجروب، ده لا مؤاخذة شغل لجان».
واستخدم عبد العظيم نفس تعبيرات السيسي، حين قال: «بعد انفضاح أمر قائد كتائب السيسي الإلكترونية على فيسبوك، يا ترى من هو قائد كتائب السيسي الإلكترونية على تويتر؟ أعتقد أن رتبته أعلى».
بدأت اللجان الإلكترونية في مصر، بشكل منظم، مع تصعيد جمال مُبارك، تحديدًا بداية من عام 2009، وذلك وفقًا لمحمد عاطف، وهو مُدير تسويق إلكتروني من مصر.
وقال عاطف، إن تلك المجموعات، كانت تتخذ من مبنى الحزب الوطني المُنحل، مقرًا لها. وعمل على تدريبها والإشراف عليها، بعض الصحافيين المعروفين بانتمائهم للحزب الوطني.
وأوضح أن تلك المجموعات، كان الهدف منها، تسليط الضوء على جمال مُبارك، كوريث شرعي لوالده، وبالإضافة إلى انتشارها على فيسبوك وتويتر، كانت أيضًا تعمل على المنتديات والمجموعات البريدية، وكانت وقتها ما تزال منتشرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى