بث التلفزيون المصري الرسمي مقطع فيديو عن الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني، الذي اختطف وقتل في مصر، يظهره مع شخص يطلب مالا منه قبل أسابيع من مقتله.
ويظهر المقطع ريجيني، البالغ من العمر 28 عاما، متحدثا إلى رئيس نقابة الباعة المتجولين في القاهرة.
وكان ريجيني في مصر لإكمال متطلبات بحث دراسته العليا (الدكتوراة) عن نقابات العمال في مصر، عندما اختفى في 25 من يناير/كانون الثاني 2016.
وقد عثر على جثته بعد تسعة أيام في حفرة وعليها آثار تعذيب.
ويظهر في الفيديو رئيس النقابة، محمد عبد الله، يلح في طلب المال من الطالب، الذي كان يدرس في جامعة كيمبرج في بريطانيا.
الهوية الجامعية لريجينيمصدر الصورةEPA
كان ريجيني يدرس لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة كيمبرج البريطانية
وقال عبد الله في المقطع "زوجتي لديها عملية (لإزالة) سرطان، وأنا مستعد لعمل أي شيء ما دام ثمة مال مقابله".
ورد ريجيني بالعربية "محمد، انا لا استطيع أن استخدم المال لأنه ليس مالي الشخصي. لا استطيع استخدامه بمثل هذه الطريقة لأنني أكاديمي".
وأضاف "لا استطيع أن اقدم طلبا إلى الجامعة لأقول إنني سأستخدم المال لأسباب شخصية".
وأوضح الطالب أنه سيساعد عبد الله للتقدم للحصول على منحة أو ورشة عمل بقيمة "10 آلاف جنيه استرليني" لنشاطات النقابة، ولكن ليست للاستخدام الشخصي.
وقال عبد الله "أليس هناك طريقة أخرى؟ طريقة تبرر الاستخدام الشخصي".
وتعد قضية التمويل الأجنبي لجماعات المجتمع المدني، وبضمنها النقابات العمالية، قضية مثيرة للجدل في مصر.
وأكد عبد الله لوكالة رويترز أنه كان الشخص المتحدث في الفيديو، وأنه قد سجله لنفسه بهاتفه النقال الشخصي في مطلع يناير/كانون الثاني من العام الماضي.
ناشطون يحتجون على مقتل ريجيني في القاهرة
وأشار إلى أنه قد رفع الأمر إلى الشرطة معتقدا أن ريجيني كان جاسوسا، كما سبق أن فعل ذلك من قبل أيضا، وشدد على أن ذلك لم يكن انتقاما لأنه لم يرغب بمنحه المال الذي طلبه.
وأوضح أن المبلغ الذي تحدثا بشأنه كان بالجنيه الاسترليني وليس الجنيه المصري.
ولم تتوضح الدوافع وراء تصوير المحادثة في شريط فيديو.
وتقول صحيفة لا ستامبا الإيطالية إن التحقيق في روما يعتقد أن الشخص الذي صور الفيلم استخدم معدات تصوير قدمها الأمن المصري.
وتعرض التحقيق الذي أجرته الشرطة المصرية في حادث القتل إلى انتقادات في العام الماضي بعد أن قدمت السلطات تفسيرات بدت متناقضة.
ولم يعتقل أي شخص في سياق التحقيق في القضية، على الرغم من إعلان السلطات المصرية في مارس/آذار أنها عثرت على عصابة إجرامية مسؤولة عن عملية اختطاف وقتل ريجيني.
وقالت السلطات إن كل أعضاء العصابة قتلوا في تبادل إطلاق نار، ووصف أكاديميون هذه التقارير بأنها "غير قابلة للتصديق"، وانتقدوا طريقة تحقيق السلطات المصرية في الحادث.
وكانت الشرطة المصرية قالت في البداية إن ريجيني قتل في حادث مروري، ولم تقدم سوى معلومات شحيحة عن مسار التحقيق.
وقدوافقت مصر الأحد على السماح لخبراء إيطاليين وألمان لمراجعة وتدقيق صور كاميرات مراقبة تلفزيونية تتعلق بالجريمة.
ويفحص الخبراء صور الكاميرات في محطة ميترو (قطار الانفاق) في القاهرة، حيث يعتقد أن ريجيني شوهد آخر مرة قبل اختفائه.
وقال المحققون المصريون إنهم وافقوا على طلب إيطالي لارسال خبراء، فضلا عن خبراء من ألمانيا في مجال استعادة البيانات.
وفي سبتمبر/أيلول، قال المحققون إن الشرطة المصرية قد حققت مع ريجيني قبل وقت قصير من اختطافه وتعذيبه وقتله، لكن التحقيق أسقط بعد أن خلصت إلى انه لم يكن يشكل أي خطر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى