ماتزال صفقة اليمامة .. وهي أكبر صفقة أسلحة تشتريها المملكة الرعبية السعودية من بريطانيا .. لهذه الصفقة رائحة نتنة .. تفوح في كل الاتجاهات الرشاوى النساء الجنس .. واشياء أخرى كثيرة .. جريدة الفجر المصرية لخصت هذه القضية الفضيحة التي حاولت المملكة التغطية عليها بشتى الوسائل ولكن يبدو أنها لم تنجح فما تزال أخبارها تتصدر حتى اليوم صدر نشرات الأخبار .. عن هذه الفضيحة كتبت يسرا زهران-جريدة الفجر المصرية- تلخيصا شاملا له اعتمدت فيه على جريدة الصاندي تايمز:الجنس مقابل السلاح..أبطال الفضيحة أمير سعودي وعارضة ملابس داخلية وممثلة متهمة بحيازة الكوكايين..لم تكن شركة الأسلحة البريطانية بي إيه إي..
إحدي اكبر شركات الأسلحة في العالم.. تدخر وقتا، ولا جهدا ولا مالا عندما يصل الأمير تركي بن ناصر، قائد القوات الجوية السعودية الي لندن.. كانت الشركة تضع كل إمكاناتها.. وأموالها.. ومديريها تحت تصرف الأمير.. أهم عميل لديها في تاريخها كله.. لذلك..وبمجرد ان يضع الأمير تركي قدمه في طائرته المتجهة الي لندن، كانت حياة مسئولي الشركة البريطانية تنقلب رأسا علي عقب.. فالكل متأهب.. والكل ينتظر إشارة واحدة من الأمير لتلبية أوامره.. وأحلامه.. حتي يكون كل شيء معدا لراحة الأمير.. وكل من يحيطون بالأمير
كان كبار المسئولين في الشركة البريطانية يعرفون ان أمامهم مشواراً طويلاً للتأثير علي الأمير تركي صاحب الصورة اعلاه.. فهو رجل.. رأي من الدنيا ما لم يره غيره.. وذاق من لمحات رفاهيتها ما يحسده الملايين عليه.. إن الأمير تركي يمتلك، مثله مثل العديد من أفراد العائلة المالكة السعودية، عدة قصور فاخرة في العديد من مدن العالم.. والكل يشهق انبهارا عندما يسمع فقط عن أسطول السيارات الرهيب الذي يمتلكه ويصل عدد السيارات فيه الي ما يزيد علي 200 سيارة فاخرة.. إضافة إلي يخته شديد البذخ الذي يصل طوله الي ما يقرب من 230 قدما.. ويمثل ضيفا دائما علي معظم مراسي اليخوت في أشهر واجمل سواحل العالم.. وتأتي وفوقهم جميعا طبعا وسيلة تنقلات الأمير الجوية المفضلة: طائرة خاصة من طراز بوينج 707
بتلك الطائرة الخاصة، كان الأمير تركي بن ناصر يهبط مع حاشيته في مطار هيثر وفي لندن عام 2001 ليضع الخطوط العريضة لاكبر صفقة أسلحة في تاريخ الشركة البريطانية.. واكبر فضيحة رشوة وفساد في تاريخ بريطانيا كلها
هي فضيحة يعرفها العالم باسم فضيحة، أو صفقة اليمامة.. صفقة.. ما زالت تؤرق بريطانيا كلها.. وتفتح فيها عشرات الملفات عن فساد شركات الأسلحة.. وتواطؤ مكتب المدعي العام.. وخضوع رئيس الوزراء البريطاني للضغط السعودي.. إن صفقة اليمامة صفقة أسلحة وطائرات.. لكنها تشبه ملحمة طويلة، لا يعرف أحد متي تكون نهاية فصولها.. ملحمة بدأت منذ عام 1985 عندما وقعت شركة الأسلحة البريطانية بي إيه إي عقدا لتوريد طائرات من طراز هوك وتورنادو للسعودية.. كان من الممكن ان تكون مجرد صفقة عادية حتي وان وصلت قيمتها الي مليارات الجنيهات الاسترلينية.. وتحديدا.. الي 40 مليار جنيه إسترليني.. لولا أن تفجرت ادعاءات عام 1992 تقول إن عددا من أفراد العائلة المالكة السعودية تلقي رشاوي وصلت الي ملايين الدولارات لتمرير صفقة الأسلحة مع الشركة البريطانية، واستمرار شراء الطائرات الحربية منها دون غيرها من الشركات المنافسة
وفي عام 2004، فتح مكتب مكافحة جرائم الاحتيال في إنجلترا تحقيقا موسعا حول حسابات الشركة، ومصاريفها السرية، وتوصل في أغسطس 2006 إلي وجود حسابات سرية في بنوك سويسرية، وبدأت الدلائل تربطه بعدد من المسئولين، وأفراد من العائلة المالكة السعودية..كانت تلك هي اللحظة التي أضاء فيها النور الأحمر بالنسبة للسعودية، فوجهت تهديدا مباشرا لتوني بلير، هددته فيه بقطع العلاقات الدبلوماسية، والأمنية مع بريطانيا، لولم توقف السلطات البريطانية التحقيق في الحسابات السرية لأفراد العائلة المالكة في سويسرا
وفي ديسمبر 2006، أعلن المدعي العام البريطاني، اللورد جولدسميث، عن إغلاق ملف التحقيق في صفقة اليمامة.. لتنفتح أبواب الجحيم عليه، وعلي الحكومة البريطانية كلها لقد رأت الصحف البريطانية ان رضوخ توني بلير للتهديد السعودي أمر لا يمكن قبوله، ولا التسامح معه.. فراحت تواصل البحث في ملفات القضية.. وتستجوب الشهود.. وتراجع الحسابات والدفاتر السرية لتواصل إتمام ما بدأته التحقيقات الرسمية.. والواقع أن التحقيقات الصحفية البريطانية تكون عادة اكثر دقة واختراقا بكثير من التحقيقات البوليسية.. الي حد انها تمثل المصدر الرئيسي بالنسبة لها في كثير من الحالات
كان هذا علي الأقل، هو ما حدث في آخر فصول قضية اليمامة، عندما خرجت صحيفة الصانداي تايمز العريقة بمفاجآت جديدة.. أعادتها الي دائرة اهتمام الرأي العام، ووضعت للمرة الأولي أسماء محددة في قضية اليمامة.. كان علي رأسها اسم الأمير تركي بن ناصر، قائد القوات الجوية السعودية، واللاعب الرئيسي في صفقة الأسلحة السعودية البريطانية.. وبطل تحقيق الصانداي تايمز الذي ركز علي كل ما فعلته الشركة البريطانية لارضائه.. مهما كان الثمن.. وحتي لو وصل الثمن الي اكثر من 60 مليون جنيه إسترليني.. او660 مليون جنيه مصري
لقد كانت الشركة مستعدة دائما لاستقبال الأمير استقبالا يليق بالأمراء كما تروي الصانداي تايمز.. فتجهز له عادة أسطول سيارات ليموزين مصفحة لتنقله هو وحاشيته الكبيرة الي فندق نايتسبرج.. أحد افخر الفنادق في لندن.. وهناك، كان مدير الفندق يستقبلهم بنفسه، ويصحبهم في مصعد خاص الي الطابق الثامن عشر في فندقه.. ليجدوا هناك خادما خاصا في انتظارهم بكئوس الشامبانيا الفاخرة ترحيبا بوصولهم، بينما فرقة موسيقية خاصة من ثلاثة أفراد، تعزف كل أغنيات وموسيقي الأمير المفضلة، بعد ان جاءوا خصيصا من الشرق الأوسط علي حساب الشركة للترفيه عن الأمير
استقبال الشركة للأمير كان يتناسب مع مكانته، ومع كونه أهم عميل لدي الشركة البريطانية في ذلك الوقت.. وهي الأهمية التي دفعت مسئولي الشركة الي ان يستأجروا للأمير جناح البنتهاوس في فندق كارلتون تاور الشهير في لندن، وهوالجناح الوحيد الذي كانت فخامته تليق بالأمير السعودي وحاشيته في نظر الشركة.. حتي لوكان يكلفهم اكثر من 12 ألف إسترليني (حوالي 130 ألف جنيه مصري) في الليلة الواحدة.. ضمن أمسيات كثيرة كانت تشهد حفلات ترفيهية تعدها الشركة البريطانية للأمير السعودي
لم تكشف الصانداي تايمز عن تفاصيل تلك الحفلات التي كانت تدور في جناح الأمير تركي بفندق الكارلتون تاور.. لكنها ركزت علي ضيوف هذه الحفلات. الضيوف الذين اعتبرت انهم كانوا جزءا رئيسيا من برنامج الشركة لارضاء الأمير، وابقائه علي رأس قائمة أهم المتعاملين مع الشركة
كانت الشركة تدرك ان الوجود الأنثوي يضفي دائما لمحات أنيقة علي حفلاتها.. وهو ما جعل انوشكا بولتون لي، ضيفة دائمة علي هذه الحفلات.. هي عارضة ملابس داخلية وممثلة في العشرينيات من عمرها، لعبت بضعة أدوار في مسلسلات تليفزيونية.. وتتمتع بصفات انثوية لا تخطئها العين.. صفات لا تقل كثيرا عن ممثلة مغمورة أخري هي كاراجان ماليندر.. شقراء، في أوائل الثلاثينيات من العمر..كانت أيضا، ضيفة دائمة علي حفلات الأمير تركي
ومن خلال انوشكا السمراء.. وكاراجان الشقراء.. كشفت الصانداي تايمز انحرافات جديدة في صفقة اليمامة
كشفت تحقيقات الصانداي تايمز، عن ان الشركة البريطانية فتحت حسابا سريا خاصا لكي تدفع منه عشرات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية لكل من انوشكا وكاراجان، ضمن مصاريف أخري، خصصتها للترفيه عن الأمير السعودي.. ومصاحبة أفراد حاشيته خلال فترة وجودهم في لندن.. وحصلت الصانداي تايمز علي وثائق سرية تؤكد ان حجم ذلك الحساب السري وصل الي ما يقرب من 60 مليون جنيه إسترليني، اي حوالي 660 مليون جنيه مصري، مخصص للأمراء السعوديين المسئولين عن صفقة اليمامة.. وكانت المصروفات مقسمة ما بين إيجار شقق.. ومصاريف بطاقات ائتمانية، وحتي دروس في اللغة، للمرأتين
ان شركة بي ايه اي البريطانية هي اكبر شركة سلاح في بريطانيا، لذلك كانت كل حساباتها مفتوحة، لكنها كانت تمول كل خدماتها الترفيهية للأمير من خلال مكتب سفريات شهير كان يتولي مهمة تنسيق إقامة الأمير وحاشيته في لندن وأكد مصدر مسئول في الحكومة البريطانية، رفض ذكر اسمه للصانداي تايمز، انهم سيفتحون تحقيقا جديدا لمعرفة الأسباب التي جعلت الشركة البريطانية تدفع مبالغ مالية لانوشكا وكاراجان
توني وينشيب، أحد كبار المديرين في الشركة البريطانية، كان هو الذي يدعوالفتاتين الي حفلات الأمير تركي.. هو رجل أشيب الشعر، في الثالثة والسبعين من العمر.. وكان أول راس طار في قضية اليمامة، عندما ألقي مكتب مكافحة جرائم الاحتيال القبض عليه في 2005 واستجوبوه بشأن الاتهامات الموجهة له، بالتحريض علي دفع رشوة للأمراء السعوديين المسئولين عن صفقة اليمامة وصلت الي ملايين الجنيهات.. لتمرير صفقة بمليارات الجنيهات.. كان رئيس الشركة البريطانية، السير ديك ايفانز مصراً علي الحفاظ علي رضا الأمراء السعوديين وخصوصاً الأمير تركي، حتي يستمروا في شراء الأسلحة منهم، وقال أحد رجال الأعمال المتورطين في الصفقة للصانداي تايمز، إن السير ايفانز طلب من وينشيب ان يفتح ويدير حسابا بنكيا خاصا للترفيه عن الأمير وحاشيته، يتم دفعها من خلال مكتب "ترافلر ورلد " للسفريات
حفلات فندق كارلتون تاور كانت جزءاً من هذا الترفيه، لكن المشاركين فيها لم يشعروا بأنهم يرتكبون اي عمل خاطيء اوغير قانوني، وقال أحد محامي الشركة للصانداي تايمز ان كل الأموال التي كانت الشركة تنفقها للترفيه عن السعوديين، كانت تعود إليها بعد ان تحملها في فواتير أخري عليهم.. اي ان السعوديين كانوا يدفعون للترفيه عن أنفسهم بأنفسهم
لكن.. كان مكتب مكافحة الاحتيال ينظر الي المسائل في ضوء آخر.. فتحقيقات المسئولين فيه كشفت عن ان الشركة دفعت لانوشكا وكاراجان مبالغ مالية عندما كانت الواحدة منهما تدعي الي حفلات الكارلتون تاور.. ويعتقد مكتب التحقيقات البريطاني انهما لعبتا دور"مضيفات اجتماعيات" للترفيه عن الأمير وحاشيته خلال هذه الحفلات.. كل منهما ليست غريبة عن الأضواء.. ولا عن المشاكل.. كلتاهما ممثلة.. وكانت انوشكا حبيبة سابقة للنجم العالمي ليونادرو ديكابريو.. بطل فيلم تايتانيك الشهير.. اما كاراجان، فممثلة، لكنها غيرت اسمها من كارين الي كاراجان، بعد ان تمت إدانتها عام 1988 بتهمة حيازة كوكايين
تظهر الوثائق التي اطلعت عليها الصانداي تايمز ان الشركة البريطانية دفعت ما يقرب من 11 الف استرليني لكاراجان في مايوعام 2001، وقدمت لها دفعة مالية إضافية بعد ذلك بشهرين.. أما انوشكا، فكانت اقل حظا من زميلتها، فكانت تتلقي ألف استرليني شهريا من الشركة، وان تولي المسئولون فيها مهمة سداد إيجار شقتها التي تقع في غرب لندن.. ووضعت الشركة كل مصروفات الفتاتين تحت بند مبهم.. من حرفين.. pb.. وهي الحروف الأولي من كلمتي "المنتفع، او"المستفيد الرئيسي بالانجليزية.. وهوالاسم الكودي الذي اختارته الشركة للأمير تركي بن ناصر
كانت تلك المصروفات التي قدمتها الشركة للفتاتين خيطا أساسيا أراد المحققون البريطانيون تعقبه، ولكن في الخريف الماضي، عندما هددت السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا اذا لم توقف التحقيق.تدخل توني بلير بنفسه لينهي اكبر تحقيق في قضية رشوة في البلاد خوفا من قطع العلاقات الدبلوماسية والأمنية مع السعودية. وقال اللورد جولدسميث، النائب العام البريطاني، انه أوقف التحقيق في قضية صفقة اليمامة لاجل الصالح العام.. بينما قال روبرت والدر، مدير مكتب مكافحة الاحتيال، ان رؤساءه قالوا له انه لوقطعت السعودية صلات التعاون الامني والمخابراتي مع لندن، فستنثر القاعدة الموت والدمار في شوارع العاصمة الإنجليزية
لكن، ظل نواب المعارضة في البرلمان الإنجليزي، والمراقبون الامنيون، غير مقتنعين بتفسيرات رئيس الوزراء، وكان رأيهم ان بلير، والمدعي العام، كلاهما رضخ للابتزاز السعودي.. الي حد ان أحدهم وصف النائب العام البريطاني الذي أوقف التحقيق في القضية بأنه" وغد.. واكثر مدع عام يتورط في لعبة السياسة في تاريخ بريطانيا"
تلقت شركة الأسلحة البريطانية قرار النائب العام بوقف التحقيق بارتياح شديد، ورفضت التعليق علي أسئلة الصحف البريطانية بشأن حساباتها والأموال التي أنفقتها لاتمام الصفقة السعودية وبنفس المنطق، تعاملت المرأتان.. فرفضت انوشكا الرد علي معظم الأسئلة التفصيلية التي وجهها الصحفيون اليها حول علاقاتها بالامير ترك، وكان ردها ببساطة هو:" ليس لدي تعليق، لم اكن اعتقد ان التحقيق في هذه القضية ما زال مستمرا"، وعندما سألتها الصنداي تايمز عما إذا كانت التقت بالأمير تركي وحاشيته في فندق كارلتون تاور، قالت ان الأمير وحاشيته كانوا "أصدقاء رائعين.. وأصدقاء لعائلتي أيضا"
أما كارين، فقالت: "ليست لدي أية فكرة عن اية شركات اوغيرها.. تربطني علاقة صداقة قوية بتوني وينشيب مدير شركة الأسلحة البريطانية، وأحبه حتي الموت، لكني لا اعرف أي شيء. وبمجرد ان سألها مراسل الصانداي تايمز عن لقاءاتها بالأمير تركي في جناحه بالفندق، أغلقت كارين سماعة التليفون في وجهه اما وكيل السفريات، شركة ترافلر وورلد فقررت ان توقف دفع اي مبالغ مالية للمرأتين بعد صدور قانون في بريطانيا يمنع الشركات من تقديم اية مدفوعات او رشاوي للمسئولين الأجانب
تري.. من الذي سيدفع في النهاية ثمن صفقة اليمامة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى